تعتبر إذاعة تلمسان الجهوية نموذجا حقيقيا للخدمة الإعلامية الجوارية، وفق مختصين في الاعلام، تعكسها الباقة البرامجية المتنوعة المقترحة على المستمعين التي يسهر من خلالها الطاقم الإذاعي إلى التقرب من المواطن والإنصات إلى انشغالاته وتلبية أذواقه.
تسهر هذه المؤسسة الإعلامية العمومية على الإسهام في العمل الإعلامي الجواري الهادف، من خلال شبكة برامج متنوعة تتناول فيها عدة محاور منها الاجتماعية والثقافية والفنية وغيرها باعتماد لغة سهلة وبسيطة مع توظيف اللهجة التلمسانية في بعض الحصص لتكون سلسة على المستمع، خاصة من فئة كبار السن، وفق ما أفاد به لوأج مدير إذاعة تلمسان عيسى بلهاشم، بمناسبة اليوم الوطني للصحافة.
وأبرز المدير أنّ الإذاعة تتيح فرصة كبيرة للإعلاميين العاملين بها لتحقيق إعلام جواري هادف، حيث يظهر ذلك جليا في التنافس الملاحظ على الطاقم الإذاعي في تحضيره للبرامج وتنويعه لمصادره في الحصول على المادة الإعلامية.
وأضاف المسؤول أنّ الإعلاميين من صحفيين ومنشطين ومخرجين يقدمون كل مرة تصورات جديدة ويتم مناقشتها مع رؤساء الأقسام، وتليها مرحلة تبادل الأفكار بينهم وتقديم بعض الاقتراحات المتعلقة بإضافة بعض المحاور في البرامج، ما يجعل كل إعلامي يترك بصمته الخاصة مع أخذهم بعين الاعتبار لأراء واقتراحات المستمعين وتجسيدها ضمن برامج الشبكة الإذاعية.
المستمعون في تزايد مستمر
وحسب بلهاشم، ترتفع نسبة المستمعين كل سنة نظرا للاهتمام الذي يوليه المستمع للشأن المحلي كون الإذاعة تقدم مواضيع وحصص متنوعة تجعل المستمعين يتزايدون كل حسب ميوله لنوع من البرامج المقدمة، خاصة فئة الكهول التي تتابع المواعيد والنشرات الإخبارية وفئة الشباب التي تهتم بالمواضيع الخاصة بهم.
ودليل ارتفاع نسبة المستمعين، كما أشار مدير الإذاعة، الاتصالات والعدد “الكبير” للرسائل التي تصل المؤسسة التي قال أنها تعرف تزايدا، كما أنّ عدد المشاركين في البرامج التفاعلية لطرح قضاياهم وانشغالاتهم “يعرف ارتفاعا أيضا”، حسبه، إلى جانب “إقبال المثقفين والفنانين”.
ويسجل مدير إذاعة تلمسان أن المحور الاجتماعي هو الذي تعتمد عليه الشبكة البرامجية الإذاعية “بدرجة متقدمة” نظرا لاهتمام المستمعين بهذا النوع من البرامج التي تتناول بالأساس قضايا الأسرة وكيفية الاعتناء بتربية الأطفال وصحة المرأة.
إنّ البرامج الاجتماعية هي “المفضلة” لدى المستمعين، وفق المسؤول، الذي ذكر من بينها البرنامج اليومي “الأسرة والمجتمع” الذي يتنوع ما بين إرشادات وتوجيهات خاصة بالمرأة، إلى جانب البرامج التربوية على غرار “قضايا تربوية “ الذي يهتم بكل ما يفيد التلميذ والأولياء وكذا البرامج النفسية كبرنامجي “راحة البال” و« تكلم وافتح قلبك” الذي تقدمه مختصة نفسانية.
وتعد الحصص الدينية من البرامج الأكثر تتبعا أيضا من طرف مستمعي إذاعة تلمسان كبرنامج “رياض الثابتين” و« أحسن الفتاوى” و« إيضاحات في علم القراءات” وكذا البرامج التي تعنى بالتنمية المحلية منها “ التنمية المحلية” و«تحقيقات المحطة، حسب المسؤول الأول عن المؤسسة المحلية.
..وحرص على الإعلام الجواري بإذاعة تيسمسيلت
تواصل إذاعة تيسمسيلت الجهوية جهودها الرامية إلى ترقية الإعلام الجواري وكلها إصرار على تقديم الأفضل للمستمع بالولاية، حسب تصريحات مسيريها.
أشار مدير هذه المؤسسة الإعلامية عبد العزيز بوكفوسة في تصريح لوأج بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، أن الإذاعة المحلية باتت تقدم إعلاما جواريا يهتم بتطلعات ورغبات المستمعين بالولاية، وذلك من خلال شبكة برامجية ثرية تتضمن مواضيع اجتماعية واقتصادية وثقافية ودينية وصحية ورياضية وكل ما يعنى بالتنمية المحلية وكذلك الشباب والمرأة.
وأبرز أنّ إذاعة تيسمسيلت الجهوية “أضحت عينا على التنمية المحلية، من خلال تركيزها على معرفة احتياجات الولاية وانشغالات الساكنة ومنها القاطنة بالمناطق الريفية النائية وتسليط الضوء على جهود السلطات المحلية في هذا المجال وعلى المشاريع والمبادرات الرامية إلى بعث ديناميكية اقتصادية بالولاية.
وتبث ذات المؤسسة الإعلامية الجوارية برامج وحصص تعنى بالتنمية المحلية على مستوى كامل بلديات الولاية الـ22 ومنها حصتي “ملف الأسبوع” و«الوسيط”.
كما تهتم الإذاعة بتطلعات وانشغالات مواطني الولاية من خلال حصتي “واش رايك” و “التحقيق الأسبوعي” حسبما ذكره السيد بوكفوسة، مؤكدا بأنّ المؤسسة الإعلامية التي يديرها تولي “أهمية كبيرة” لجانب التحسيس بالوقاية من حوادث المرور وحرائق الغابات والغرق في المسطحات المائية وخطر الفيضانات ومن فيروس كورونا بإشراك مختلف الهيئات والمؤسسات العمومية وجمعيات المعنية في حصص على المباشر.
كما ترافق إذاعة تيسمسيلت جهود ومبادرات هيئات عمومية منها مديرية أمن الولاية التي ينشط إطاراتها، أسبوعيا، عبر أمواجها حصة “ألو شرطة” و تتطرق، من جهة أخرى، للتشغيل والمقاولاتية من خلال حصص مباشرة منها “فرص التشغيل” و«عالم الشغل”.
كما أطلقت فضاءات أثيرية تسلط الضوء على القدرات التي تزخر بها الولاية في المجال الفلاحي (إنتاج الحبوب والأشجار المثمرة والثروة الحيوانية ...) وعلى قطاع السياحة للترويج لما للمعالم والمناطق الجذابة، على غرار الحظيرة الوطنية للأرز بثنية الحد وغابة “عين عنتر” ببوقايد وكذا منتوجات الصناعة التقليدية.
وأعدت إذاعة تيسمسيلت برنامجا ثريا تحضيرا للانتخابات المحلية المقبلة والحملة الانتخابية يخص تدخلات المترشحين وحصص من تنشيط مختصين، فضلا عن رصد رأي المستمعين حول هذا الموعد الانتخابي.
وكتتويج لهذه الجهود أصبحت الحصص والبرامج التي تبثها إذاعة تيسمسيلت تحظى بإعجاب واستحسان كبير من قبل مواطني الولاية.
وفي هذا الشأن، يقول محمد من مدينة تيسمسيلت في تصريح لوأج، أنّ إذاعة تيسمسيلت وسيلة إعلامية تطلعه على كل المستجدات والأحداث بالولاية، فضلا عن التحسيس والتوعية من خلال نصائح يقدمها الطبيب محمد حوش في برنامج “العيادة الصحية” وكذا حصة تعنى بتوعية المستهلكين.
ويرى خالد من ذات المدينة أن برامج الإذاعة المحلية أضحت تلبي أذواق المستمعين، من خلال تنوع مواضيع ورسالات هادفة وكذا مواكبتها لكل الأحداث والمناسبات الوطنية والدينية والعالمية.
وتتوفر الإذاعة على طاقم صحفي شاب وديناميكي، من بينه الصحفية حدان إسمهان التي لا تكل ولا تمل في أداء عملها بكل موضوعية واحترافية، حسب تصريحات بعض المستمعين، فهي تعيش، كما قالوا، يومياتهم من خلال تنشيط حصص تعدها وتغطياتها لمختلف النشاطات بالولاية رفقة زملاء من الصحفيين والصحفيات العاملين بذات الإذاعة.
وقالت الصحفية بالاذاعة، اسمهان، أنه على الصحفي “التحدث بلغة المستمع وعينه على يومياته وواقعه وانشغالاته وتطلعاته”.
ويعتقد زميلها مراد عبروس الذي يسعى لكسب رضا المستمعين، أن العمل الصحفي “مسؤولية كبيرة تلزمه على أداء واجبه كما ينبغي، وذلك من خلال نقل انشغالات المواطنين وتغطية نشاطات السلطات المحلية الخاصة بالتنمية الحلية وتنشيط عدد من الحصص الإذاعية المباشرة”.
وأفاد المدير بأنّ مؤسسته الإعلامية أعدت برنامجا ثريا إحياء لليوم الوطني للصحافة، يتضمن حصصا مباشرة لتسليط الضوء على هذه المناسبة، بإشراك أساتذة جامعيين مختصين وكذا إبراز دور الإذاعة في الظرف الراهن، إضافة إلى بث ريبورتاجات متنوعة حول هذه المناسبة.
