تجربة الجزائر أساسها الحق، سمير بوعزيز لـ«الشعب»:

علينــا تحمل مسؤولياتنـا ضد التكالــب غـــير المـــبرّر

سهام بوعموشة

ثمّن المكتب الوطني التنفيذي لأكاديمية الشباب الجزائري على لسان رئيسها سمير بوعزيز في تصريح لـ»الشعب» موقف الدولة الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، انطلاقاً من ممارسة حقوقها السيادية  التي يكفلها القانون الدولي، وحماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف، قائلا:» في ظل إصرار المخزن المغربي على اتخاذ مسلك معاد للجزائر، سراً وعلناً، طوال السنوات الماضية، وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها التنظيمين الارهابيين «الماك» و»رشاد»، والتدخل بشكل سافر وهمجي في شؤوننا الداخلية، فضلا عن إصرار المخزن في التواطؤ مع الكيان الصهيوني الغاشم بصورة تهدد الأمن القومي لبلادنا».

أضاف بوعزيز أنّ اعتبار منظمتي الماك وحركة رشاد حركتين إرهابيتين، وجب محاربتهما ومحاربة أفكارهم الخبيثة وكشف شبكاتهم وتشديد الحظر على كل من يروّج لأفكارهم على كافة الأصعدة والمستويات، وكذا إدانة كل الدول التي تعمل على إيوائهم ودعمهم والتعامل معهم بحزم دبلوماسي شديد اللهجة، داعيا كل أطياف الوعي الوطني قبل غيره إدراك مغزى هذه المناورات التي تستهدف الجزائر في صميم أمنها.
وقال:» فعلى كل واحد منا تحمل مسؤولياته كاملة من أجل الجزائر ولنتعال على حبّ الذات ونترفع أمام نداء الوطن مثلما فعل الرجال الأشاوس جيل نوفمبر، فلا مناص من الوقوف صفا واحدا مع كل الأجهزة الأمنية وعلى رأسها الجيش الشعبي الوطني، وتسخير كل طاقاتنا وإمكانياتنا للوقوف ضد هذا التكالب غير المبرر.»
وأبرز أن المرحلة خطيرة بكل المقاييس خاصة، ما يجري في دول الجوار ودول الساحل، والجميع يعلم أن السيناريو بدا، اليوم، واضحا وجليا ولا يحتاج لا إلى تلميح ولا إلى اجتهاد، مطالبا بوجوب التخندق في جبهة الدفاع عن الوطن بنفس المعنويات والتصميم والإرادة لمن سبقونا، داعيا كل فعاليات المجتمع السياسي والمدني في الجزائر إلى تشكيل جبهة قوية تعمل على المساهمة في وضع حدّ للتدخلات السافرة لنظام المخزن المغربي.
وأضاف أنّ الجزائر التي كانت تجربتها البطولية تجربة الحق، أثبتت أن الكلمة الأخيرة هي دائما للحق، وهي، اليوم، تعتمد على وسائل جادة لخدمة الحق، وتقدم لمواجهة مشكلات التحرر ودعم الشعوب المضطهدة إطارا صحيحاً يعلو فيه الحق.
وأوضح رئيس أكاديمية الشباب الجزائري أن الجزائر بحكم موقعها الجغرافي ورصيدها الحضاري ومواقفها الثابتة من القضايا العادلة، وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول جلب لها خصومات عديدة وجنّد ضدها من سكنتهم بواعث الشر وأصبحوا ينفثون سمومهم ويشيعون أكاذيبهم ضد مؤسساتنا الإستراتيجية التي حمت الوطن، وحافظت على وحدة الشعب ومكتسباته.
وأضاف:» ها هي اليوم تنفث سمومها من جديد باسم التفتح والديمقراطية وهي مطالب عبثية القصد من ورائها خلق البلبلة والفوضى، في هذا الوقت بالذات، لتنفيذ أجندات خارجية، الغرض منها تفتيت وحدة الصف وتحقيق أحلام الطامعين الحالمين لعودة الجزائر لأتون الإرهاب والتخلف .»
وقال أيضا أنّ المهام الملقاة على عاتقنا، منذ استرجاع سيادة بلادنا، تعمل على ضمان وتعزيز ومناصرة حركات الشعوب لاسترجاع حريتها وسيادتها، وكذا مصارعة الصهيونية التي أصبحت على مرمى حجر من حدودنا الغربية بعد إقامة علاقات دبلوماسية مع  نظام المخزن، كما تعمل على بناء تعاون دولي دبلوماسي على أساس المساواة التامة واحترام إرادة الشعوب بكل ديمقراطية.
 وأكد أنّ القرارات التي اتخذتها الجزائر، سابقاً، قد ساهمت بشكل كبير في بلورة مواقف شعبنا من القضايا التي تهمه، وفي التأكيد على الإيمان بالمثل والمبادئ التي نادى بها بيان ثورتنا المجيدة.
لذا فإن الكفاح الدائر في الجمهورية العربية الصحراوية يعنينا جميعاً، قائلا:» ليس بمقدورنا أن نقبل بامتهان كرامة الشعوب ومازالت تئن تحت وطأة الاستعمار والاضطهاد، ومهما كانت تقلبات الزمن فإن الاستعمار لن يستطيع إطلاقا أن يتغلب، في نهاية المطاف، على مقاومة الشعوب وإرادتها».
 وأشار بوعزيز أنه لا زالت حقوق الشعب الصحراوي التي أقرتها كل المواثيق والقوانين الدولية تنتهك في أراضيه، وفقاً لأطماع السيطرة والاستغلال وبسط النفوذ وتنفيذ المخططات الاستعمارية والعنصرية.
وتأسف عن أن يكون التجاهل وعدم احترام الإرادة الدولية من المخزن المغربي سببا رئيسياً في عرقلة الجهود الرامية إلى إيقاف تلك الانتهاكات وإنهاء المشاكل المترتبة عليها، الأمر الذي شجع على الاستمرار في الأعمال العدوانية ضد الحقوق الإنسانية للشعوب.
وأضاف محدثنا:» إننا نلفت أنظار كل المعنيين إلى الأهمية القصوى التي يجب أن نعلقها على تمسكنا بالمبادئ التاريخية التي وضعت باسم التعايش السلمي والتعاون وعدم التدخل في شؤون الغير والاحترام المتبادل، وبحسبه فإنه من واجب كل الدول التي تريد أن نحترمها أن تلتزم التزاماً تاماً بهذه المبادئ تجاه علاقتنا، وأن تطبقه عملياً في علاقتها مع بلادنا، وأي نوع من الانحراف عن تلك المبادئ إنما يرمي، في النهاية، إلى تحطيم ذلك الاحترام وتوجهات وغايات علاقتنا، على حدّ قوله.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024