الرئاسيات المقبلة ستجـري في إطـار شفاف.. الأستـاذ منصوري لـ «الشعـب»:

التنافــس السياسي دعم لمسار ترسيخ الديمقراطية

علي مجالدي

 يُحسب للرئيـس تبون توفـير بيئـة ملائمـة بفتح المجـال أمـام الجميـع

وليـد بـن علي: المؤشرات الملموسة ترجـح كفـة مواصلـة البنــاء والتقويــــة

تستعد الجزائر لخوض انتخابات رئاسية حاسمة في السابع من سبتمبر 2024، وسط ظروف داخلية وإقليمية ودولية شديدة الحساسية. وكانت السلطة العليا للانتخابات قد أعلنت عن تلقيها 16 ملفًا للترشح من مختلف الأطياف السياسية. ويتصدر المشهد الانتخابي الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، الذي يحظى بدعم كبير من الطبقة السياسية في البلاد، خاصة من أحزاب الأغلبية في البرلمان وكتلة الأحرار، بالإضافة إلى دعم منظمات المجتمع المدني..

تشمل قائمة المرشحين البارزين، رئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني شريف، والأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش. ويرى العديد من المراقبين، أن هذه الأسماء تعد الأبرز في قائمة المرشحين، في انتظار الإعلان النهائي عن الملفات المقبولة رسميًا من قبل السلطة العليا للانتخابات.

استكمــال المسار

يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عبد القادر منصوري، في تصريح لـ»الشعب»، أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر تحمل طابعًا خاصًا لم تشهده أي انتخابات سابقة. فلأول مرة، تقريبًا، نرى أنه هناك شبه إجماع وطني عام على ضرورة الاستمرارية لاستكمال المشروع الوطني للجزائر الجديدة، الذي بدأ في التحقق منذ تولي الرئيس عبد المجيد تبون الحكم في عام 2019.
ويمكن قياس هذا الإجماع من خلال عدة مؤشرات واقعية ملموسة، سواء الدعم الذي يحظى به تبون من الأحزاب السياسية ذات الأغلبية البرلمانية وكذلك منظمات المجتمع المدني بمختلف أطيافها، وحتى الملاحظ والمتابع المحايد للتعليقات والآراء الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما من فئة الشباب، تصب معظمها إلى ضرورة الاستمرارية لاستكمال الطريق.
هذا الوضع ليس مجرد صدفة، بل هو نتيجة المنجزات التي تحققت للجزائر الجديدة. ويؤكد الدكتور منصوري على أنّ تحليل قائمة المرشحين للانتخابات المقبلة في الجزائر، يُمثّل دفعة قوية للديمقراطية في البلاد. فتنوع التيارات السياسية المشاركة، من إسلامية إلى يسارية ووطنية واشتراكية، يُجسّد دعمًا حقيقيًا لمسار الديمقراطية.
وكمثقفٍ يتابع الشأن السياسي الجزائري عن كثب، يُبدي الدكتور منصوري سعادته بدخول أحزاب، مثل حركة مجتمع السلم وحزب جبهة القوى الاشتراكية حلبة الانتخابات.
ويُحسب للرئيس عبد المجيد تبون، توفير البيئة الملائمة، بفتح المجال أمام الجميع للترشح وفقًا لمواد دستورية واضحة لا لبس فيها.
كما يُثني الدكتور منصوري على منح السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات صلاحيات واسعة ضمن إطارٍ شفافٍ يبدأ من انطلاق العملية الانتخابية وصولًا إلى إعلان النتائج النهائية.

مواصلـة الانجـازات ضــرورة

علاوة على ذلك، يُشدّد الدكتور وليد بن علي، أستاذ الاقتصاد في تصريح «للشعب»، على ضرورة الاستمرارية في ظلّ الظروف الراهنة التي تمرّ بها الجزائر، خاصةً مع كونها ورشة مفتوحة على مختلف المستويات الاقتصادية.
ويُشير الدكتور بن علي، إلى أهمية استكمال المشاريع الكبرى، لاسيما مشروع استغلال منجم غار جبيلات، أحد أكبر مناجم خام الحديد في العالم. ويُؤكّد على أنّ الرئيس عبد المجيد تبون هو أول رئيس، منذ استقلال البلاد، يُقدم على استغلال هذا المنجم، وذلك على الرغم من كثرة التصريحات السياسية التي سبقته حول هذا الموضوع دون أيّ تنفيذ ملموس.
وبناءً على مبدإ براغماتي، يُؤكّد الدكتور بن علي أنّ الاستمرارية ضرورية لاستكمال مسيرة التنمية، خاصةً مع التوقعات التي تُشير إلى أنّ الجزائر بإمكانها تحقيق 30 مليار دولار من الصادرات خارج قطاع المحروقات بحلول عام 2030، وذلك في حال استمرت بنفس الوتيرة ومستوى النمو الحاليين.ويُشدّد محدثنا على أنّ تحقيق هذا الهدف يتطلب استكمال المشاريع الكبرى المخطط لها، والتي تشمل استغلال المعادن وتصدير الطاقة وفق منهج جديد، بما في ذلك مشروع تصدير الكهرباء إلى أوروبا، وتصدير الهيدروجين الأخضر، واستغلال الطاقات المتجددة بالشراكة مع جهات أجنبية. كما يُؤكّد على أهمية استكمال مسار النهوض بالصناعة في الجزائر، والتي تشهد خطوات ممتازة وفق مبدإ الانتشار. ويُشير إلى أنّ العديد من المواد التي كانت تُستورد من الخارج باتت تُنتج محليًا اليوم، ممّا يُمثّل مؤشرًا على الاقتصاد الحقيقي الذي يجب أن يُساهم فيه جميع الجزائريين من أبسط عامل إلى أكبر مستثمر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024