قدم علي الزاوي الخبير في الشؤون الأمنية مقاربة شاملة عما يحدث في منطقة الساحل مؤكدا بأن الفوضى وانتشار المدّ الارهابي نتيجة للعديد من العوامل موضحا بأن الجزائر قادرة على الصمود في وجه أزمات الحدود طالما أن الجبهة الاجتماعية متماسكة وواعية بكل ما يحيط بها.
ربط «ضيف الشعب» أزمة الساحل بالعولمة التي فرضت نمط الأزمات للسيطرة على العالم وتوجيه العلاقات الدولية وإدارة مناطق النفوذ والثروات وهذا لمحو المستعمرات القديمة وضمان مصادر الطاقة التي جعلت الصراع يدور بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والاتحاد الأوروبي ناهيك عن انخراط الماسونية وإسرائيل بطريقة غير مباشرة.
اعتبر الزاوي الخلفيات الاقتصادية جزءا لا يتجزأ من الأزمة والكشف عن تقارير المخزونات المستقبلية للاحتياطات الطاقوية وراء إشعال فتيل الأزمة في منطقة الساحل التي تعتبر جوهرة حقيقية لمن يسيطر عليها.
وعاد في سياق تحليله لما يجري إلى بروز الصين كقوة اقتصادية مؤثرة في إفريقيا حيث عرفت كيف تتوغل من القرن الإفريقي الأمر الذي زاد من حدة الصراع وتجريب مختلف السيناريوهات للسيطرة بين القوى العظمى.
وتعمل الصين من خلال دبلوماسيتها المبنية على التعامل مع الجميع دون استثناء مع بعض الامتيازات في ما يخص التسلح وهو ما جعلها حليفا جديدا للعديد من الأنظمة الإفريقية التي وجدت في التنين الأسيوي عنصرا لإحراج القوى الاستعمارية التقليدية في إفريقيا.
وقال الزاوي إن تحالف كبار المهربين الذين ينشطون في تهريب السلاح والمخدرات تفطن لهشاشة الكثير من الأنظمة في بعض دول الساحل وتوصل لعقد صفقات مع الأنظمة الفاسدة مقابل ملايين الدولارات وهكذا تم رهن مستقبل الشعوب التي تطالب بالتنمية المستدامة.
وقد ساعد المدّ الارهابي تلك الأنظمة في التحجج لدى مجلس الأمن لطلب قوات دولية ومساعدات مالية تبرر بها الفقر وغياب التنمية وهكذا تدهورت الأوضاع كثيرا والخوف كل الخوف من انتقال الربيع العربي إلى غرب إفريقيا الأمر الذي سيفتح جهنم على الكثير من الشعوب في القارة الإفريقية وينسف كل جهود السلام والمصالحة خاصة في مالي.
ويتوقع نفس المصدر أن تستمر الفوضى في منطقة الساحل وخاصة بعد تدهور الأوضاع في ليبيا إلى أكثر من 20 سنة والأخطر هو تصدير الإرهاب نحو أوروبا التي تفطنت لوصول التهديدات الإرهابية إلى حدودها البحرية بعد تدهور الأوضاع في ليبيا.
وبالمقابل قال الزاوي إن الأزمة الاقتصادية الأوروبية جعلت الكثير من أجهزة الاستخبارات تحرض الجماعات الدموية على مهاجمة الشركات الأمريكية والبريطانية لتحل محلها شركات أوروبية في فرضيات أكد الواقع صحتها فتشابك المصالح وعدم الثقة بين الدول جعل الإرهاب يتقوى ويتوغل في كل مناطق العالم.
ويبقى ما يحدث خطة إسرائيلية لكي تجعل من الماسونية وعبادة الشيطان أداة لخلق الفوضى والحروب والأزمات لتوجيه الرأي العام العالمي نحو البذخ والفساد والإرهاب والدم حتى لا ينعم أحد بالسلام وما إثارة مشاكل حرية التعبير والصحافة وحقوق الإنسان وبروز المنظمات غير الحكومية ومساحات التواصل الاجتماعي إلا عوامل للكذب على الشعوب والدول التي أصبحت مهددة بالفوضى في أي لحظة.
بؤر توتر بفعل الصراع الدولي وتنامي الإرهاب
الساحل مخبر تجارب للقوى الكبرى
حكيم بوغرارة
شوهد:328 مرة