قال وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد، أمس، إن الوضعية الوبائية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا «مقلقة» وقابلة «للتفاقم». ومع ذلك استبعد توقيف الدراسة في الوقت الحالي. في المقابل، طمأن المواطنين بوفرة الإمكانات المادية والبشرية للتعامل مع الجائحة.
أفاد بن بوزيد، أن الجزائر تعيش، على غرار دول العالم، موجة ثانية من وباء كورونا المستجد. وحذر من أن الوضعية مرشحة للتطور نحو الأسوإ جراء «برودة الطقس والدخول الاجتماعي».
وقال الوزير في برنامج «ضيف التحرير» للقناة الإذاعية الثالثة، إن الوضعية الوبائية في الوقت الراهن «مقلقة»، لكنها ليست بنفس درجة الخطورة التي تعرفها دول أخرى، ما يدفع إلى التأكيد بأن «الوضع متحكم به».
وأفاد بأن تخطي أرقام الإصابات المؤكدة، الألف حالة يوميا «لا يفرض في الوقت الراهن تشديد الإجراءات الوقائية»، مشيرا إلى أن اتخاذ القرارات المناسبة سيتم حسب تطور الوضع، لافتا إلى مواصلة الوزارة الوصية «نفس الإستراتيجية الوقائية ومضاعفة احتياطي الموارد الصيدلانية وطمأنة المواطنين والتذكير المستمر بتدابير الوقاية والتباعد الاجتماعي».
وضعية المستشفيات
وزير الصحة استند إلى جملة من المؤشرات في تأكيده على التحكم في الوضع، حيث كشف أن نسبة شغل الأسرة لا تتعدى 42٪، و39٪ لأسرة الإنعاش، وأوضح أن «هناك 18 ألف سرير يمكن تجنيدها، يستغل منها حاليا حوالي 7800 سرير».
هذه الأفضلية، تجعل السلطات العمومية في منأى عن الاستنجاد بالمستشفيات الميدانية أو موارد بشرية من قطاعات أخرى، «فعلى الرغم من حالة الارهاق التي أصابت الأطقم الطبية، إلا أنها ساهرة وتؤدي عملها على أكمل وجه»، يؤكد المتحدث.
وبشأن مشكل الاكتظاظ في المستشفيات، قال بن بوزيد إنه ناجم عن ضعف التنسيق بين مختلف المؤسسات الاستشفائية، وأنه يتفاوت من ولاية إلى أخرى، «ففي العاصمة مستشفى بئر طرارية متشبع، بينما مستشفى القطار على بعد 3 كلم يتوفر على أماكن».
وأوضح أن ولايات قليلة، على غرار العاصمة، سطيف، بجاية وتيزي وزو، تعاني من الاكتظاظ، بينما تسجل بعض الولايات 5 مرضى في مستشفيات من 250 سرير. وطمأن بوفرة مادة الأكسجين رغم التذبذب الذي يسجل في بعض النقاط ويخلق في كل مرة نوعا من الارتباك.
وأعلن الوزير عن تجهيز مرافق عمومية (فندق) من 250 ألف سرير، في العاصمة تحسبا لتفاقم الوضعية الوبائية وهو إجراء معمول به في جميع الولايات.
استمرار الدراسة
في سياق آخر، استبعد وزير الصحة، تعليق الدراسة، قائلا: «لا يمكن التضحية بمستقبل التلاميذ إلا في حالات استثنائية»، مضيفا: «ليست المدرسة التي تسبب العدوى وإنما الأشخاص، كالمعلمين والإدارة والأولياء، لذلك كل شيء متعلق بمدى احترام التدابير الوقائية».
بالمقابل، أكد الوزير بن بوزيد، أن عملية الإصلاح العميقة لقطاع الصحة في البلاد، تسير على قدم وساق، وسيعرض - قريبا- مخطط الإصلاح الذي سيستغرق، بحسبه، سنوات للتنفيذ. مفيدا بأن المنظومة الصحية وصلت إلى حد التشبع الكلي، «لذلك عين رئيس الجمهورية وزيرا منتدبا يسهر خصيصا على إصلاح المستشفيات».
وكشف بن بوزيد عن إنشاء الوكالة الوطنية لرقمنة قطاع الصحة التي باشرت مهامها بالتوازي مع تقديم الإطار التنظيمي لمجلس الحكومة في القريب العاجل، وستضمن المتابعة الفورية والدقيقة لكل مؤسسات القطاع.
وفيما يخص مراكز الفحص، قال بن بوزيد إن 45 مخبرا عموميا، بالإضافة إلى عديد المخابر الخاصة تُـجري تحاليل الكشف، معلنا عن اقتناء «أطقم الفحص السريع»، في الوقت القريب، والتي ستوفر على المواطنين عناء التنقل والانتظار.
وجدد التذكير أن الجزائر على اتصال مع المخابر العالمية التي تقدمت في انتاج اللقاح، وتنتظر التأكد من سلامة وفعالية كل ما هو معروض للبيع، حتى تباشر خطوات اقتنائه.