تأهّب دائم

بقلم: فنيدس بن بلة
11 أفريل 2020

قرار تزويد الحماية المدنية بطائرات مروحية متوفرة على كافة التجهيزات الطبية لنقل المصابين بوباء كورونا وشاحنات نقل متطورة، يترجم الدور الهام الذي يقوم به هذا السلك إلى جانب مستخدمي الصحة في مواجهة فيروس كورونا المتمادي في حصد الأرواح البريئة، مما يفرض تجندا دائما للوقاية، تبدأ بالالتزام الصارم بالعزل المنزلي، الحجر الصحي، بعيدا عن أي استخفاف أو سوء تقدير للخطر الزاحف الداهم.
كما يترجم القرار، الإرادة السياسية في توفير الإمكانات اللازمة لمكافحة الفيروس التاجي وضمان الرعاية الصحية للمواطنين، الذين هم مطالبون بالتحلي بالانضباط وإدراك أن التدابير الاحترازية اعتمدت لإنقاذ حياتهم وحياة أهلهم.
هذه المرافقة الصحية، تشارك فيها باحترافية عالية الحماية المدنية التي عبرت عن جاهزيتها منذ وضع أولى تدابير الوقاية وتطبيق نظام اليقظة والتأهب، مجنده أعوانها ووسائلها في الصفوف الأمامية للتكفل بالمصابين بالوباء، متحدية الصعاب ونقص الإمكانات أحيانا، مسخرة ما توافر لها من أدوات النجدة والإسعاف لمقاومة تفشي «كوفيد-19».
منذ إطلاق الإنذارات الأولى بضرورة التصدي للفيروس، كانت الحماية المدنية سباقة لاتخاذ تدابير الوقاية لحماية عناصرها والمواطنين، وهذا بتطهير وسائل التدخل وتنفيذ المهام الموكلة لها على أكمل وجه، لا سيما ما تعلق منها بنقل المصابين إلى المؤسسات الاستشفائية والصحية وهم في تكاثر منذ بداية الأزمة الصحية نتيجة الإهمال والتهاون.
بنفس العزيمة، وسّعت الحماية من عمليات التصدي للفيروس، معززة التدابير الوقائية، مساهمة في تطهير وتعقيم أحياء سكنية ومقرات مؤسسات، فارضة نفسها طرفا فاعلا في مواجهة الوباء، معيدة إلى الأذهان تجارب حية خاضتها باقتدار في ميدان الحد من مخاطر الكوارث. وهي ممارسات أثبتت من خلالها انها إحدى الأدوات الفعالة في الاستراتيجية الوطنية لمواجهة الأزمات والحد منها.
منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى الآن، ظلت الحماية المدنية في أول الصفوف، مقدمة الإسعافات أثناء الزلازل، الفيضانات والحرائق، مساهمة في تسيير الأزمات بطريقة مهنية احترافية، نالت التقدير وكانت تجربة اقتدت بها دول كثيرة عاشت نفس الظروف الوعرة والطوارئ.
هذه الممارسة الميدانية الثرية، تستند إليها الحماية المدنية في الظرف الصحي الاستثنائي اليوم لمواجهة فيروس كورونا، كاشفة عن قدرات ذاتية لها وزنها وقوتها في المنظومة الوطنية التي تشاركها فيها أسلاك الصحة والأمن ودوائر تتفق على تحقيق غاية واحدة؛ تقاسم عمل ووظيفة تأمين البلاد من شر تفشي «كوفيد-19».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024