أحرزت المفاوضات التي جمعت بين طرفي الأزمة الليبية بموسكو للتوقيع على وثيقة وقف إطلاق النار تقدما يمضي نحو ترسيخ الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ بفضل الجهود الفاعلة للدبلوماسية الجزائرية، وذلك عشية انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا تحت مظلة الأمم المتحدة.
المفاوضات التي احتضنتها موسكو، أمس الأول، وقع خلالها وفد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا على وثيقة الاتفاق، في حين طلب المشير خليفة حفتر «مزيدا من الوقت لبحث الوثيقة»، مبديا بعض التحفظات على بعض بنود الاتفاق، إلا أنه يرى هذه الوثيقة «بشكل إيجابي»، حسبما أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وحسب مصادر ليبية مقربة من المفاوضات، فإن أغلب النقاط متفق عليها، وأوضح في هذا السياق وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية محمد الطاهر سيالة، أمس، أن المشير حفتر «طلب مهلة لدراسة مسودة الاتفاق».
جهود فاعلة للدبلوماسية الجزائرية
يندرج دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في ليبيا في ظل الإنزال الدبلوماسي الذي عرفته مؤخرا الجزائر باستضافتها لسلسلة من المشاورات مع أهم الفاعلين في الأزمة الليبية، عشية انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا يوم 19 جانفي الجاري، برعاية الأمم المتحدة. وكانت الجزائر قد دعت المجتمع الدولي وخصوصاً مجلس الأمن الأممي إلى فرض الوقف الفوري لإطلاق النار» في ليبيا، عقب زيارة رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج إلى الجزائر.
وفي إطار دور الجزائر الفاعل، تلقى الرئيس تبون، مساء أمس الأول، مكالمة هاتفية وجهت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، من خلالها إليه الدعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي حول ليبيا المقرر الأحد القادم ببرلين برعاية الأمم المتحدة، وقبلها الرئيس تبون، حسب بيان للرئاسة.