دعا الأمين العام بالنيابة لحزب جبهة التحرير الوطني علي صديقي، أمس، بالجزائر العاصمة، مناضلي وقياديي الحزب إلى «التّجنّد» من أجل إنجاح الاستحقاق الرئاسي المقبل، الذي «لن يكون للحزب مرشّح فيه».
وقال صديقي خلال ترؤسه اجتماعا ضم أعضاء اللجنة المركزية لمنطقة الوسط، أنّ الانتخابات الرئاسية المقرّر إجراؤها يوم 12 ديسمبر المقبل، «واجب وطني ينبغي على مناضلي الحزب وقيادييه المساهمة فيه من خلال دعوة المواطنين إلى التوجه نحو صناديق الاقتراع»، مشيرا إلى أنّ «أي تصويت من طرف مناضلي الحزب هو تصويت لصالح الحزب، الذي ليس له مرشح في الموعد الانتخابي المقبل، وهو تصويت أيضا لصالح البلاد وتجنيبها العودة إلى المراحل الانتقالية التي تؤدي إلى إطالة الأزمة».
وتمّ خلال الاجتماع الذي يعتبر الأخير، بعد تسع اجتماعات أخرى عقدها الأمين العام بالنيابة مع أعضاء اللجنة المركزية عبر مختلف مناطق الوطن خصّصت لبحث الأوضاع داخل الحزب ومناقشة موقف الحزب من الرئاسيات، تلاوة الرسالة التي وجّهها السيد صديقي إلى المناضلين، والتي أكد فيها أن «الحضور القوي والمشاركة الفعالة في الاستحقاق الرئاسي المقبل مسؤولية تاريخية يتوجب القيام بها لإخراج البلاد من أزمتها السياسية».
وأضاف صديقي في رسالته أن الرئاسيات تعتبر «موعدا تاريخيا هاما»، و»فرصة سانحة لتعزيز وحدة الحزب، خاصة في المرحلة التي تعمل فيها بعض الجهات على استغلال تطلع الجزائريين إلى التغيير من أجل استهداف الحزب والمساس بصورته عبر تحميله مسؤولية كل الإخفاقات الحاصلة»، مشددا على أن هذه «الأكاذيب لا تنطلي على أي عاقل» - على حد قوله -.
في سياق متصل، نوّه ذات المسؤول الحزبي بالآليات القانونية التي تمّ إرساؤها مؤخرا، عبر تنصيب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، مؤكّدا أن هذه الآليات «تشكّل ضمانة قوية لتمكين الجزائريين من التعبير عن اختيارهم بكل شفافية، وتضمن أن يكون رئيس الجمهورية المنتخب يحظى بالشرعية الشعبية التي تمكنه من تحقيق تطلعات الجزائريين».
ولدى تطرّقه إلى الشأن الحزبي، قال الأمين العام بالنيابة إن الحزب «على أبواب مؤتمر هام ينبغي الاستعداد له بهدف جعله مؤتمرا للمناضلين بامتياز من خلال إعادة الحزب إلى أحضان مناضليه»، داعيا أعضاء اللجنة المركزية إلى «الإدلاء بآرائهم حتى تتبين المواقف، وكذا النزول إلى قواعد الحزب والعمل على لم الشمل قبيل هذا الموعد الهام»، على اعتبار أن عهدة أعضاء اللجنة المركزية الحالية تنتهي «شهر يونيو المقبل».
وشدّد على أنّ المناضلين والقياديين الذين سيغيبون عن المؤتمر القادم «لن يكونوا ضمن القيادة المقبلة للحزب»، مرجعا ذلك إلى المبادئ التي يسير وفقها الحزب.
وفي ذات الصدد، أكّد السيد صديقي أنّ «جبهة التحرير الوطني لم تمت، وهي صامدة بفضل مناضليها الذين ينتظرون من القيادة التفاعل معهم قصد إعادة الهيبة للحزب»، منتقدا الأطراف التي تطالب برحيل الحزب عن الساحة السياسية والتي تحمل ـ مثلما قال ـ «لافتات مأجورة»، وردّ عليها بالإشارة إلى أن «جبهة التحرير الوطني لم تكن خصما لأحد».