التمسك بالدستور عنوان أساسي للحفاظ على كيان الدولة
أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، أمس الأربعاء، بورقلة، أن الوضع «لا يحتمل المزيد من التأخير» بخصوص الانتخابات الرئاسية، بل يقتضي إجراءها في «آجال معقولة ومقبولة تعكس مطلبا شعبيا ملحا كفيلا بإرساء دولة الحق والقانون». قال الفريق ڤايد صالح في كلمة له خلال لقاء جمعه بإطارات وأفراد وحدات قطاع بسكرة وممثلي مختلف المصالح الأمنية، في اليوم الثالث من زيارته الى الناحية العسكرية الرابعة: «وبخصوص الانتخابات الرئاسية، فإنني أود أن أؤكد مرة أخرى، بأن الوضع لا يحتمل المزيد من التأخير، بل يقتضي إجراء هذه الإنتخابات المصيرية في حياة البلاد ومستقبلها في الآجال التي أشرت إليها في مداخلتي السابقة، وهي آجال معقولة ومقبولة تعكس مطلبا شعبيا ملحا كفيلا بإرساء دولة الحق والقانون».
وأضاف قائلا: «أود بهذه المناسبة التذكير والتأكيد على بعض النقاط التي تناولتها في كلمتي يوم الاثنين الماضي بإن أمناس بالنظر لما لها من أهمية على مصير البلاد في هذا الظرف الحساس، الذي لا تزال فيه بعض الأحزاب السياسية تطالب بالتحاور.
بل التفاوض مباشرة مع المؤسسة العسكرية، اقتداء بتجارب بعض دول المنطقة في التعامل مع ألأزمات متناسين أن الجزائر بتاريخها العريق وبشعبها الأبي وبمواقفها الريادية الثابتة هي من تكون دائما القدوة وليس العكس، رغم أنها تعلم علم اليقين موقفنا الثابت من هذا الأمر الذي أكدنا أكثرمن مرة بخصوصه على أن الجيش الوطني الشعبي سيظل متمسكا بالحل الدستوري للأزمة، انطلاقا من إيمانه بأن الدولة العصرية هي دولة المؤسسات».
وأكد في ذات السياق أن «التمسك بالدستور هو عنوان أساسي للحفاظ على كيان الدولة واستمراريتها ويعمل على مرافقة الشعب الجزائري الأبي الذي يطالب بإلحاح بالتعجيل في إجراء الانتخابات الرئاسية، هذا الشعب الذي نكن له كل التقدير والاحترام، والذي التف بقوة حول جميع المبادرات الخيرة التي قدمتها المؤسسةالعسكرية».
وبشأن دولة القانون، قال الفريق قايد صالح: «إننا لا نمل أبدا من التأكيد على وقوفنا ومرافقتنا لرجال العدالة، الذين يؤدون مهامهم النبيلة بإخلاص ويسهرون على استرجاع هيبة الدولة، من خلال معالجة مختلف ملفات الفساد، وطمأنة الشعب الجزائري أنه في بلد الحق والقانون».وتابع يقول أن «هذا الشعب الذي عملت العصابة إلى تجويعه وإلحاق الضرر به،، وهو ما يدعونا في كل مناسبة التأكيد على مساندة مساعي وجهود رجال العدالة والوقوف إلى جانبهم، وننوه بشجاعتهم وإصرارهم على تطهير بلادنا من هؤلاء المفسدين
التحامل على المؤسسة العسكرية جزء من مخطط هدفه تقييد دور الجيش
أكد الفريق أحمد ڤايد صالح بورقلة أن «التحامل على المؤسسة العسكرية هو جزء من مخطط خبيث هدفه الوصول إلى تقييد أو تحييد دور الجيش، الذي قدم درسا للجميع، في الوفاء والإخلاص وحماية الوطن».
تهديد مصالح العصابة وأذنابها وإفشال مخططاتها
وأضاف الفريق ڤايد صالح أن الجيش»برهن ميدانيا على قدرته في أن يجسد عمق الرابطة القوية بين الشعب وجيشه، وكانت قيادته سباقة في الاستجابة للمطالب الشعبية قبل أية جهة أخرى، مما هدد مصالح العصابة وأذنابها وأفشل مخططاتها في إعادة صياغة المشهد الوطني العام حسب أهوائها ومصالح أسيادها».
الشعب الجزائري أيد وبارك مساعي المؤسسة
وأوضح بهذا الخصوص قائلا:» إننا نقول لهؤلاء اتركوا الجزائر لأبنائها الأوفياء فهم جديرون بها وقادرون على بنائها وحمايتها، وإننا على يقين أن شعبنا الأبي التواق إلى العيش في سلام وطمأنينة في كنف الأمن والاستقرار، يستحق أن يعيش حياة كريمة في بلاده» مبرزا أن الشعب الجزائري الذي «يضرب به المثل في حب الوطن والإخلاص، أيد وبارك مساعي المؤسسة العسكرية».
وبخصوص الانتخابات الرئاسية أكد قايد صالح ب»أن الوضع لا يحتمل المزيد من التأخير، بل يقتضي — كما أوضح— إجراء هذه الإنتخابات المصيرية في حياة البلاد ومستقبلها في الآجال التي أشرت إليها في مداخلتي السابقة، وهي آجال معقولة ومقبولة تعكس مطلبا شعبيا ملحا كفيل بإرساء دولة الحق والقانون»، تأكيد على وقوف الجيش الى جانب العدالة في أداء مهامها.
العصابة عملت على تجويع الشعب وإلحاق الضرر به
وبشأن دولة القانون قال ڤايد صالح: «إننا لا نمل أبدا من التأكيد على وقوفنا ومرافقتنا لرجال العدالة، الذين يؤدون مهامهم النبيلة بإخلاص ويسهرون على استرجاع هيبة الدولة، من خلال معالجة مختلف ملفات الفساد، وطمأنة الشعب الجزائري أنه في بلد الحق والقانون».وتابع يقول أن «هذا الشعب الذي عملت العصابة إلى تجويعه وإلحاق الضرر به، وهو ما يدعونا في كل مناسبة التأكيد على مساندة مساعي وجهود رجال العدالة والوقوف إلى جانبهم، وننوه بشجاعتهم وإصرارهم على تطهير بلادنا من هؤلاء المفسدين».
وأردف رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني قائلا:» لقد أعمت الأنانية بصيرة أولئك الذين لا يعرفون قيمة هذا البلد وشعبه، ويحترفون التضليل والتدليس، ويحاولون عبثا تغليط الرأي العام والتشكيك في أي مبادرة وطنية خيرة، ساعية لتجاوز الأزمة، ويعملون من أجل الزج ببلادنا في متاهات لا تحمد عقباها، خدمة للعصابة ومن يسير في فلكها، ولهؤلاء المتآمرين المغامرين نقول إننا في الجيش الوطني الشعبي، سنبقى إلى الأبد، رفقة كافة الوطنيين المخلصين، أوفياء لعهد شهدائنا الأبرار، لا ولاء لنا إلا لله ثم للوطن».
سنظل متمسكين بالحل الدستوري للأزمة
وخلال كلمته هذه، التي بثت إلى كافة وحدات الناحية عبر تقنية التحاضر المرئي ذكر الفريق ڤايد صالح ببعض النقاط الأساسية التي وردت في كلمته التي ألقاها بالقطاع العملياتي شمال شرق إن أمناس يوم الإثنين الماضي بـ»النظر لما لها من أهمية على مصير البلاد في هذا الظرف الحساس، الذي لا تزال فيه بعض الأحزاب السياسية - مثلما قال - تطالب بالتحاور، بل التفاوض مباشرة مع المؤسسة العسكرية، اقتداء بتجارب بعض دول المنطقة في التعامل مع الأزمات، متناسين أن الجزائر بتاريخها العريق وبشعبها الأبي وبمواقفها الريادية الثابتة هي من تكون دائما القدوة وليس العكس، رغم أنها تعلم علم اليقين موقفنا الثابت من هذا الأمر الذي أكدنا أكثر من مرة بخصوصه على أن الجيش الوطني الشعبي سيضل متمسكا بالحل الدستوري للأزمة، انطلاقا من إيمانه بأن الدولة العصرية هي دولة المؤسسات».
من جهة أخرى، أكد الفريق ڤايد صالح أن «تشبث الجيش الوطني الشعبي، باكتساب مقومات العصرنة والتحديث في كافة المجالات، انطلاقا من كون المجال التكويني هو حجر الزاوية لأي مسعى تحديثي ناجح، جعل القيادة العليا تمنح أهمية قصوى ودائمة للمؤسسات التكوينية».
وقال في هذا الشأن «إن تشبثنا باكتسابالجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، لمقومات العصرنة والتحديث في كافة المجالات، وتيقننا من كون المجال التكويني هو حجر الزاوية لأي مسعى تحديثي ناجح، يتوافق مع عصر العلم والمعرفة، جعلنا نمنح أهمية قصوى ودائمة لمؤسساتنا التكوينية، ونحرص على تبنيها للأساليب التعليمية والبيداغوجية الحديثة، النظرية والتطبيقية، المعتمدة على التقنيات العصرية المتطورة».كما اعرب عن «ثقته الكبيرة» في «تمكن المدرسة العليا للقوات الخاصة، من الاضطلاع بالدور المنوط بها» مشيرا الى ان «النتائج الملموسة والمعتبرة التي ما انفكت تحققها إلا خير شاهد على ما نقول، مبرزا ان المستوى المرموق الذي تحققه كل سنة بمناسبة تخرج دفعاتها المختلفة، يدل على المجهودات المبذولة طوال السنة بفضل تضافر طاقات الجميع، وهي حصائل بقدر ما نطلب ترقيتها أكثر فأكثر، فإننا—مثلما قال— نعتز بها باعتبارها صورة طيبة ومضيئة، تعكس مدى الحرص على إتقان المهام وأداء الواجب في هذا المجال الحيوي بفعالية قصوى».
«إننا ونحن نستعرض ونشيد بمآثر وإنجازات هذا الصرح التكويني المتميز— يضيف الفريق قايد صالح— لا ينبغي إطلاقا أن يغيب عن أذهان الجميع، بأنه مهما اجتهدت المؤسسة التكوينية في منح مستوى راق لطلابها ومتربصيها، يبقى القطف الميداني لثمار هذا الاجتهاد، مرتبطا بالإنسان نفسه».
على أفراد الجيش تحمل مسؤولياتهم كاملة وغير منقوصة
وأكد في هذا الصدد بأنه «يتعين على المتربصين مهما كانت مستوياتهم، بأن يجعلوا من فترة أو فترات التكوين التي تتخلل مسارهم المهني، فرصة مواتية لصقل مواهبهم وتحسين أدائهم العملي الميداني والرفع من مردوديتهم الفردية والجماعية، حتى يتمكنوا من حجز مكانتهم ضمن نخب الغد»مشيرا الى أن «هؤلاء وحدهم من تكون لهم الجدارة والأحقية، في نيل شرف تصدر صفوف من يوضع مستقبل الجيش الوطني الشعبي بين أيديهم، ومن يحظون بثقة تحمل مسؤولياتهم كاملة وغير منقوصة، ضمن هذه المؤسسة الوطنية العريقة والاستراتيجية».
وفي ختام كلمته استمع الفريق قايد صالح إلى تدخلات إطارات وأفراد المدرسة العليا للقوات الخاصة، الذين عبروا عن «اعتزازهم بالتطور المشهود الذي يحققه الجيش الوطني الشعبي على كافة ألأصعدة وعلى استعدادهم للقيام بهامهم ليلا ونهارا في كافة الظروف والأحوال». وبخصوص فعاليات الزيارة فقد استهلها الفريق ڤايد صالح بتفقد ومعاينة مشروع إنجاز مركز الراحة والعلاج بالمياه المعدنية ببسكرة، والذي سبق له أن وضع حجره الأساس شهر أكتوبر 2017 على أن تنتهي به الأشغال نهاية السنة الجارية.
وأوضح بيان وزارة الدفاع الوطني أنه على مستوى هذا «المشروع الواعد يتوفر على كافة مرافق الإيواء والراحة والمعالجة»، تابع الفريق قايد صالح عرضا شاملا حول المشروع ووقف على نوعية ونسبة تقدم الأشغال وأسدى توجيهات وتعليمات للقائمين على إنجاز هذا المشروع الهام لتسليمه في آجاله القانونية، علما أنه يتم حاليا إنجاز أربع مراكز راحة وعلاج بالمياه المعدنية بكل من حمام ريغة بالناحية العسكرية الأولى وبوحنيفية بالناحية العسكرية الثانية وحمام الدباغ بالناحية العسكرية الخامسة بالإضافة إلى هذا المركز بالناحية العسكرية الرابعة.
...ويشرف بمدرسة القوات الخاصة ببسكرة على تمرين بياني
وبالمدرسة العليا للقوات الخاصة، ورفقة اللواء حسان علايمية قائد الناحية العسكرية الرابعة، وبعد مراسم الاستقبال، تابع نائب وزير الدفاع الوطني تمرينا بيانيا نفذه طلبة المدرسة بموضوع: «مفرزة للقوات الخاصة في مهمة الرد على الكمين»، وذلك باستعمال كافة الوسائل التي تتطلبها مثل هذه الأعمال القتالية الدقيقة والحساسة، خاصة عربة فوكس–2، المصنعة ببلادنا بأيادي جزائرية.
ويعد هذا التمرين بمثابة إشارة انطلاق السنة التدريبية 2019-2020، حيث تم تنفيذه بـ»دقة عالية وبسرعة فائقة وباحترافية كبيرة، وهي الخصائص والمميزات والسمات البارزة التي يتحلى بها أفراد القوات الخاصة عند تنفيذهم لمثل هذه الأعمال القتالية الفعالة والسريعة، من خلال الاستعمال الدقيق للأسلحة، وهو ما يؤكد جليا وميدانيا المستوى العالي للتكوين والتدريب الذي تمنحه المدرسة العليا للقوات الخاصة لطلبتها ومتربصيها، بهدف الرفع الدائم من كفاءة وقدرة واستعداد الأفراد للقيام بمختلف المهام ليلا ونهارا وفي كافة الظروف والأحوال.