غياب الدعم المالي أثر كثيرا على طموحاتي وأحلامي
اختار أن يصبح نجما من نجوم الرياضات القتالية وفضل أن يكون محترفا في سن مبكرة وتحول إلى ملك لحلبات المصارعة الخاصة برياضة الفوفينام فيات فوداو دون منازع .. أنه بطل العالم اكلي داني الذي فتح قلبه لجريدة «الشعب» من اجل الحديث عن آماله وطموحاته وأحلامه وأهدافه.
تحدى الصعاب ولم يكترث لتجاهل القائمين على شؤون هذه الرياضة، بل أكد بعزيمته وإصراره على النجاح بأنه يستحق بكل اعتزاز وافتخار أن يكون بطل العالم في الفوفينام فيات فوداو وهو لم يتجاوز 23 ربيعا حيث كان له الشرف العظيم في رفع راية الجزائر عاليا في بطولة العالم ولم يكتف ابن الحراش بتحقيق هذا الإنجاز فحسب بل منحه المتتبعون للعبة لقب ملك هذه الرياضة دون منازع . يعد المصارع العربي الوحيد الذي ارتقى إلى هذا المستوى الرفيع في عالم الاحتراف إنه البطل الجزائري ومفخرة العرب داني اكلي الذي ينتمي لأسرة رياضية تعشق ممارسة الرياضة. بكل تواضع وخفة روحه فتح قلبه لـ «الشعب» وتحدث بإسهاب عن مسيرته الحافلة بالإنجازات ولم يخف في هذه الدردشة أسفه الشديد على عدم تلقيه التقدير الكافي رغم انه كان من السباقين الذين رفعوا راية الجزائر في المحافل الدولية.
2001 .. كانت البداية
فضّل البطل العالمي داني اكلي مخاطبة قراء «الشعب» مباشرة من خلال التعريف بنفسه قائلا: « داني اكلي بطل عالمي في الفوفينام فيات فوداو أبلغ من العمر 26 سنة حيث احترفت هذا النوع من الرياضة التي كانت غير معروفة في الجزائر في سنة 2001، كما انني متحصل على «الماستر» في اختصاص تربية بدنية ورياضة أنا أنحدر من حي الحراش الشعبي واقيم في مدينة سيدي موسى و من هواياتي المفضلة السفر حيث أفضل ان أقضي غالبية وقتي في التنقل بين مختلف البلدان لكن بالنظر إلى التزاماتي الرياضية و نقص الامكانيات المالية تحقيق هذه الغاية، الآن أمر في غاية الصعوبة « .
دخل أكلي هذه الرياضة وهو في سن صغيرة حيث قال: « تود الحقيقة لم أكن اعتقد بأنني سأكون رياضيا محترفا في رياضة الفوفينام فيات فوداو حيث كانت بدايتي مع الممارسة بطريقة عادية كأي رياضة أخرى تختاره العائلة لك في الصغر غير أن استعداداتي القوية من الناحية البدنية وانتصاراتي المتتالية في البطولات المحلية جعلتني أفكر في ولوج عالم الاحتراف الذي اقتنعت به أكثر عقب تتويجي بالبطولة الجزائرية في اكثر من سنة لما كنت أبلغ من العمر 18 سنة فقط لقد نصحوني بالاستمرار ومواصلة رفع التحدي والحمد لله أنا الآن بطل عالمي في الفوفينام فيات فوداو علما انني دخلت أولا رياضة فوفيتنام في البداية قبل ان اغير التخصص الى الفوفينام التي تمتلك الجزائر فيها ثقافة كبيرة مقارنة ببلدان أخرى على غرار الفيتنام منشأ هذه الرياضة وروسيا وعدة بلدان أوربية أخرى تملك تقاليد في هذه اللعبة «.
نقص الامكانيات أرهقني وأعاق تطوري
تحدث اكلي بنبرة حزن عما يعانيه الآن حيث قال: « لقد تطرقت إلى الموضوع الأهم والمتمثل في كيفية التحضير للبطولات العالمية التي أشارك فيها صدقوني أنا أبذل مجهودات جبارة حتى أكون مستعدا للحفاظ على الألقاب التي حزت عليها أنا أواجه مشاكل بالجملة خلال الفترة التحضيرية في ظل عدم حيازتي على عقود «سبونسور» وأضطر في كل مرة للإنفاق من جيبي الخاص من أجل تسديد أتعاب مدربي و لا يوجد من يدعمني، هل تعلمون بأنني أنفق أزيد من 100 مليون قبل كل دورة وهي المبالغ التي لن أقوى على دفعها مستقبلا إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه اعتقد بأنني استحق عقودا تمويلية بالنظر إلى الخدمات التي أقدمها للجزائر كوني أعد أحد سفرائها في الخارج «.
أسست جمعية رياضية لكننا لا نملك قاعة رياضية
كشف أكلي انه قام بتأسيس جمعية رياضية في سيدي موسى حيث قال « لقد قمت بتأسيس جمعية رياضية في مدينة سيدي موسى فيها اكثر من 350 منخرط و تمتاز بأنها تتوفر على عدة اختصاصات و ليست مقتصرة على رياضة الفوفينام فيات فوداو فقط على غرار السباحة و التايكواندو لكن القاعة الرياضية التي كنا نمتلكها احترقت بالكامل و لا نملك الامكانيات المالية من اجل اعادة تهيئتها و قد التقيت بالوزير حطاب مؤخرا و تحدثت معه حول هذه النقطة و رغم انه وعدني بمساعدتي إلا انني لحد الان لم أر أي ملموس بخصوص هذه القضية دون نسيان غياب دعم السلطات المحلية لمدينة سيدي موسى « .
يفكر اكلي في الهجرة حيث قال «لا اخفي عليكم انني افكر بجدية في الهجرة الى كندا و الاستقرار هناك حيث قمت بكل الترتيبات اللازمة و ساسافر قريبا الى هذا البلد للعيش و الاستقرار هناك لأني لم اجد الدعم اللازم في بلدي الجزائر رغم كل ما قمت به في رياضة الفوفينام حيث تحصلت على العديد من الالقاب الدولية حيث نلت بطولة العالم سنوات 2015 و 2017 و لدي الامكانيات الرياضية لادافع بقوة عن لقبي لكنني لا اعتقد انني ساواصل في هذه الرياضة بسبب غياب الدعم اللازم .
شعبية الفوفينام في تزايد مستمر
اعترف اكلي بتزايد شعبية رياضة الفوفينام في الجزائر حيث قال « تزايدت شعبية رياضة الفوفينام فيات فوداو في الجزائر كثيرا حيث يعكس تزايد عدد المنخرطين فيها شعبيتها الكبيرة خاصة على مستوى بعض الاندية شرق العاصمة الاقبال الكبير للشباب على هذه الرياضة و هو ما يؤكد شعبيتها الكبيرة و لا يعارض الآباء ممارسة ابنائهم لهذه الرياضة بالنظر الى التنظيم المحكم الذي تعرفه معظم الاندية المتواجدة في مختلف ارجاء الوطن و يقبل الشباب الجزائري على ممارسة الرياضة من خلال الانضمام الى مختلف الاندية في رياضات متعددة رغم ان كرة القدم تبقى في الريادة من خلال عدد المنخرطين و عدد الاندية الا ان رياضة الفوفينام فيات فوداو تلقى هي الاخرى رواجا كبيرا وسط الشباب الذين ينظمون الى مختلف الاندية و وجدوا كل اسباب النجاح من خلال التنظيم المحكم».
شرح اكلي الاسباب التي جعلت هذا الفن القتالي ينتشر في اوساط الشباب ويحتل مكانة مرموقة على الصعيد المحلي والدولي حيث قال: « حسن تنظيم الاندية وكفاءة المدربين والتقنيين والتنسيق المحكم بينها وبين مسؤولي الاتحادية الجزائرية للفنون القتالية فلا مجال للعشوائية أو الاعتباطية والملاحظ ان هذه الرياضة النابعة من التراث التقليدي الفيتنامي (نقيان لوك - 1938) أضحت تساهم بقسط كبير في تحصين عدد لا يستهان به من الشباب من الآفات الاجتماعية وتلقينه مبادئ التربية السوية وتكوينه روحيا وتقنيا قبل إعداده لخوض المنافسات الوطنية والدولية «.
جواج الأب الروحي لرياضة الفوفينام في الجزائر
ساهم محمد جواج في انتشار هذه الرياضة و دخولها للجزائر و يعد الاب الروحي لها حيث قال اكلي « جواج الاستاذ والاب الروحي للفوفينام فيات فوداو في الجزائر الذي تأسس في 2001 و ما الاقوال المعروفة عن محمد جواج إن هذه الرياضة التي تحمل شعار «كن قويا لتكن نافعا» تهدف الى إصلاح النشء وتكوين الرجل الحقيقي القوي من الناحية الروحية والجسدية لمجابهة تحديات ومعوقات الحياة، مشيرا الى ان قاعدتها هي السرعة القصوى القوة المقاومة والدقة.
أضاف اكلي « رئيس الاتحادية الجزائرية للفوفينام فيات فوداو يقول في كل مناسبة ان هذا الاختصاص منهجه تربوي قبل أن يكون مهارات فنية يكتسب من خلالها الرياضي مجموعة من القيم والمبادئ السليمة تؤهله لان يكون فردا صالحا في المجتمع قبل الشروع في تحضيره للمنافسات الوطنية والدولية علما ان الجزائر استضافت العديد من المنافسات الافريقية و الدولية و حققت نتائج مشرفة للغاية «.
أساليب قتالية مختلفة
شرح أكلي طريقة لعب هذه الرياضة حيث قال: « تعتمد هذه الرياضة التي هي ثمرة كفاح الشعب الفيتنامي طيلة تاريخه النضالي من اجل تحديد وحماية هويته على تقنيات وقواعد كغيرها من الفنون الاسيوية وتتركز كلها على العمل الجماعي المتقن كما أنها تتميز بقواعد وبنى فلسفية عميقة ومهارات فنية وخيالية متنوعة ويوظف المصارعون خلال المنازلات الارجل والايدي كالكاراتي وتقنيات «الموي تاي» كالمرفق والركبة اضافة الى تقنيات المصارعة والجيدو كالمسك والارتكاز والرمي والدفاع ومن «الكونغ فو ووشو» الخفة والشدة ومن «»الايكيدو مبدأ التعامل مع الخصم ومن «الجمباز» الرشاقة «.
يبقى اكتساب الصحة البدنية من العوامل المهمة من اجل النجاح في المسيرة الرياضية لمصارع الفوفينام فيات فوداو حيث قال اكلي داني في هذا الخصوص « أن أول ما يبدأ التعامل به قبل شروع المصارع في خوض المنازلات هو تعليمه وتوجيهه في كيفية اكتساب الصحة البدنية والعقلية المثالية والتربية الصحيحة تليها بعد ذلك مرحلة التكوين والتحضير لمختلف المواعيد الرياضية ومن بين خصوصيات الفوفينام فيات فوداو التي تسمح بالتحكم الجيد في الجسم هي الضربات المقصية بالارجل في الهواء وقد استعملها قديما المحاربون الفيتناميون لاسقاط العدو من ظهور الخيل عن طريق القفز في السماء والهجوم على الخصم وهي الرياضة الوحيدة التي توجد فيها 21 ضربة مقصية كما تستعمل اثناء النزال الاسلحة التقليدية مثل السيوف بانواعها على العصا، الخنجر، المسطرة» .
شعبية الفوفينام فيات فوداو كبيرة في الجزائر بحسب داني اكلي خاصة وسط الشباب حيث قال في هذا الخصوص « يحوز الفوفينام فيات فوداو الذي تاسست اتحاديته منذ زمن قريب على سمعة كبيرة في الجزائر إذ أن جميع التقنيين والعارفين بشأن الفنون القتالية يعترفون انه قدوة لباقي الاتحاديات بالنظر الى التفاهم السائد بين التقنيين والمؤطرين والعمل المنجز الى حد الان سواء تعلق الامر بالنتائج أو استقطاب المنخرطين وأكد ان هذا الاختصاص يعد مفخرة للجزائر ومستواه التقني جيد ويتحسن من سنة لأخرى نظرا للمتابعة التي يحظى بها الرياضيون وكذا الصرامة والانضباط المتبعان من طرف المؤطرين منذ مدة حيث لم يحيدوا عنهما قيد أنملة «.
يتم تكوين المؤطرين الجزائريين على يد خبراء من الفيتنام بالتنسيق مع سفارة الفيتنام في الجزائر وكان سفير جمهورية الفيتنام الاشتراكية السابق بالجزائر دو تروغ كيونغ قد اكد ان بلده استطاع تكوين 9000 مصارع جزائري يمارسون الفوفينام فيات فوداو وذلك بارسال خبراء واساتذة لتكوين المدربين والرياضيين في الجزائر وهو ما يثبت ان هذه الرياضة حققت نجاحا في الجزائر.
الجدير بالذكر أنه غالبا ما تبسط الاندية التي تقع شرق ولاية الجزائر سيطرتها على هذا الاختصاص وأضحت تتصدر البطولات والدورات الوطنية على غرار اندية بوروبة نجم الشراربة الكاليتوس وخميس الخشنة.
اصبح الفوفينام فيات فوداو متواجدا حاليا على مستوى اكثر من 15 دولة افريقية وفي عدد كبير من الدول الاوروبية مثل بلجيكا فرنسا وايطاليا وكذا في الولايات المتحدة الامريكية وتحصي هذه الرياضة في الجزائر حوالي 15000 منخرط يمثلون 180 نادي.