قال كمال بوشامة، السفير السابق بسوريا، بأن »الأمير عبد القادر«، رائد النهضة السياسية والضمير الوطني العربي، وهو الذي أصلح الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط لدى تنقله الى بلاد الشام بعد اطلاق سراحه من قبل نابوليون بعد قضائه 3 أعوام عند العثمانيين، مضيفا بأن »الأمير« الذي رفض بدبلوماسية تعيينه سلطانا على العرب كون بلاده تحت نير الاستعمار كان وراء اقناع ملك السعودية آنذاك بحفر قناة السويس، كما أنه كان السبب في تأخير دخول الجيوش الفرنسية الى بلاد الشام 60 سنة كاملة، أي بعد وفاته بعدما حالت في سنة 1860.تطرق السيد بوشامة لدى تنشيطه، أمس، ندوة مركز صحافة يومية (دي. كا.نيوز) بإسهاب الى الفترة التي قضاها الأمير عبد القادر ببلاد الشام التي كانت تضم الى جانب سوريا الأردن ولبنان، لافتا الى أن أهم الدوافع التي أدت به الى اختيار الوجهة بعدما اختار في مرحلة أولى القدس العكة أو الإسكندرية تواجد الجزائريين بها الذي يرجع الى معركة (حطين)، وهي حرب خاضتها جيوش الصليبيين ضد المسلمين الذين كان يطلق عليهم غير الأوفياء وشارك الى جانب جيوش المسلمين الذين كانت الغلبة لهم عن الجزائر في عهد الموحدين العلامة سيدي بومدين شعيب وكان لها أثرا ايجابيا ما أدى بصلاح الدين الأيوبي الى منحهم أرضا شاسعة اسمها عين الكرم.
وبعدما شدد على ضرورة أن يعرف الجيل الجديد بأن »الأمير عبد القادر« لم يكن فقط مقاوما خاض حربا ضروسا ضد المستعمر الفرنسي طيلة 17 سنة في وقت لم تتبعه بعض القبائل ولم يلق المساعدة من الدول الصديقة، وإنما دبلوماسيا وعالما وإنسانيا وسياسيا محنكا، أكد بأنه بمجرد دخوله الى بلاد الشام التف الجزائريون حوله بعدما وجدوا فيه الأب الروحي، وكانت المسيرة الثانية وأحدث صحوة فكرية وروحية، لافتا الى أنه اختار جماعة قوية من العلماء والمختصين في الفقه، وترأس شخصيا جلسات في أعظم المساجد وقيل: »أيفتى في حضرة الأمير عبد القادر« بعدما قيلت أيضا في حضرة المالكي والشيخ الطاهر الجزائري.
واستنادا الى منشط الندوة لطالما ترفع الأمير عبد القادر وبقي بعيدا عن المساومات، موضحا بأنه أدخل نهضة سياسية وأصلح الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، فكان بذلك رائد الحركة السياسية والضمير الوطني العربي، ولاحقا النهضة الثقافية فقبل وصوله كانت المدارس قد حولت الى مقاهي وإسطبلات إلا أنه أعاد فتحها وحول الحانات الى دور نشر العلم وتعليم القرآن، كما أنه عارض تقتيل المسيحيين لأنه مسلم ومتحضر، الأمر الذي زاد من احترام الأجانب له مقلدين اياه الأوسمة.
الأمير عبد القادر الذي كان حريصا على العودة الى الجزائر لتحريرها، رفض أن يكون سلطانا على العرب مادامت بلاده تحت نير الاستعمار وحال دون دخول سفينة فرنسية رست بين بيروت وتريبولي لاحتلال المنطقة في 1860 حيث نزل من دمشق الى شتورا حيث تباحث مع الجنرال دوبوفور الذي عرفه في نواحي سور الغزلان محذرا اياه، ولم تطأ أقدام جيش الاحتلال أراضيها إلا بعدما وافته المنية.
للإشارة، فان بوشامة لم يفوت الفرصة ليذكر بأن الأمير عبد القادر وانطلاقا من القرآن الكريم توصل الى أن احترام الانسانية الذي يمر عبر المساواة والتقدم والعيش الكريم يتكرس بالتواصل والاتصال، الأمر الذي جعله يقنع ملك السعودية آنذاك بحفر قناة السويس.
كمال بوشامة في ندوة (دي. كا.نيوز):
الأمير عبد القادر رائد النهضة السياسية والضمير العربي
فريال/ب
شوهد:752 مرة