دفعت موجة الحر التي تضرب هذه الأيام ولايات الوطن ومنها بومرداس أمواجا كبيرة من المواطنين للهروب إلى شاطئ البحر من أجل الاستجمام كملاذ وحيد في ظل غياب الفضاءات العمومية ومراكز الترفيه والتسلية، رغم أن الكثير من الشواطئ لا يزال أغلبها يفتقد إلى أشغال التهيئة الأساسية.
يبدو أن موسم الاصطياف لهذه السنة بدأ مبكرا بولاية بومرداس التي بدأت شواطئها تستقبل عشرات المصطافين، خاصة من المناطق الداخلية والولايات المجاورة كتيزي وزو والبويرة التي تعدت بها درجة الحرارة 40 درجة مئوية خلال هذا الأسبوع الذي تزامن مع عيد الفطر المبارك وبداية العطلة الصيفية للتلاميذ، وهو ما يعني الانطلاق الفعلي لموسم الاصطياف بالولاية حتى قبل الإعلان الرسمي عن موعد الافتتاح.
ومع أهمية المناسبة وتحول بومرداس في السنوات الماضية إلى قبلة للمصطافين بتسجيل أزيد من 9 ملايين مصطاف كل سنة بالنظر إلى موقعها المركزي الذي يتوسط عدد من الولايات وشواطئها الخلابة التي لا يزال أغلبها عذراء دون استغلال، يتساءل الكثير من المتتبعين لهذا الملف عن طبيعة التحضيرات التي قامت بها السلطات الولائية والمحلية في إطار اللجنة الولائية المشتركة المكلفة بهذه المهمة لاستقبال الزوار وتدارك النقائص المسجلة الموسم الفارط بسبب سوء التنظيم وافتقاد التهيئة في العديد من الشواطئ المسموحة للسباحة التي تم برمجتها للاستغلال تجنبا لظاهرة السباحة في الشواطئ الصخرية غير المراقبة من قبل أعوان الحماية المدنية، ناهيك عن تبعات ومشاكل حظائر السيارات غير المرخصة التي أثقلت كاهل العائلات في عدد من شواطئ البلديات الساحلية الشرقية نتيجة تعمد شباب إلى استغلال أرصفة الطرقات والمداخل كمواقف مدفوعة دون تحرك السلطات المعنية لكبح جماح هؤلاء الشباب، الذين كثيرا ما عكروا صفو أجواء الاصطياف، وهي الانشغالات الكثيرة التي وعد والي الولاية بمحاربتها وتحديد إطار قانوني لاستغلال موسم الاصطياف عن طريق لجنة مشتركة تكلف بمهمة إدارة وتنظيم الموسم.