أجمعت جلّ المداخلات المقدمة على هامش احتفالية اليوم الوطني للارشاد الفلاحي المنظم بمقر الغرفة الفلاحية لولاية تيبازة على أهمية استعمال التقنيات الاقتصادية للسقي الفلاحي تماشيا واستفحال ظاهرة الجفاف وندرة المياه، كما أشار المتدخلون أيضا إلى أهمية استغلال المكننة لتجاوز معضلة ندرة اليد العاملة.
وفي ذات الإطار فقد شرّحت المداخلات المقدمة اشكالية المياه وأبرزت أهمية ترقية الأنظمة الاقتصادية للماء في السقي الفلاحي كما برمجت الجهة المنظمة زيارة عمل وتفقد لإحدى المزارع النموذجية التي قطعت أشواطا معتبرة في مجال اقتصاد الماء في عمليات السقي ببلدية الناظور في بادرة تهدف إلى تمكين الفلاحين من أخذ فكرة شاملة عن مختلف الخبايا المتعلقة بالسقي بالتقطير لمختلف المنتجات الفلاحية ومختلف الظروف المناخية والحالات الطارئة.
وفي سياق ذي صلة، قال عضو مجلس الإدارة للغرفة الفلاحية السيد مزيان بوكرعون بأنّ اليوم الوطني للإرشاد الفلاحي يعتبر موعدا سنويا يلتقي فيه الفلاحون تزامنا وافتتاح الموسم الفلاحي ويتمّ خلاله التعرّض لمختلف المعضلات التي تحدّ من فاعلية القطاع ضمن سيرورة الاقتصاد الوطني والتي من بينها مشكلة المياه التي استفحلت بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة ولاسيما خلال الموسم الفارط، مما استدعى تكثيف المداخلات بشأنها مع الإشارة إلى طرق استغلال المياه، بحيث يتعلّق الأمر هنا بقلة مياه الأمطار من جهة ولجوء الجهات المعنية لتحويل مياه السدود المحلية للشرب على حساب عمليات السقي ومن ثمّ فكان لزاما على الفلاحين التأقلم مع هذه المعطيات الجديدة، لاسيما وأنّ هؤلاء لا يزالون ملتزمين بإنتاج مختلف الخضروات والبقول الجافة والحبوب والفاكهة على اختلاف أنماطها دون التركيز على نمط بعيه دون سواه.
أما فيما يتعلّق بقضية استغلال المكننة لتجاوز عقبة ندرة اليد العاملة فقد أشار محدثنا الى أنّ هذه التقنيات ساهمت فعلا في تحديث تقنيات العمل إلا أنّها لا يمكنها أن تكون بديلا تقنيا لليد العاملة المؤهلة، بحيث أنّه لا يمكن عمليا ضمان عمليات القطف والجني باستعمال المكننة وحتى في حال استعمال المكننة في عمليات غرس وجني البطاطا مثلا، فإنّ اليد العاملة تبقى ضرورية لضمان عمليات التجميع والتحويل والنقل، ومن ثمّ فإنّ القطاع الفلاحي يبقى بحاجة ماسة إلى يد عاملة اضافية تمكنه من تحقيق قفزة نوعية تتيح له تحقيق الاكتفاء الذاتي في مرحلة أولى والمرور إلى عملية التصدير في مرحلة ثانية.