حالة مزرية جعلت الأصوات تتعالى مطالبة بإيجاد حلول جذرية للوضعية الكارثية التي تشهدها المحلات المتواجدة ببلدية سريانة 30 كلم عن عاصمة الولاية بدلا من بقائها هياكل بل روح ومرتعا خصبا لتعاطي الممنوعات.
تحولت المحلات التجارية المتواجدة ببلدية سريانة، حسب ما وقفنا عليه إلى أوكار لتعاطي الممنوعات وقضاء الحاجات، يحدث هذا في الوقت الذي وجهت فيه وزارة الداخلية والجماعات المحلية برقية مستعجلة عبر التراب الوطني تأمر من خلالها بإجراء تحقيقات معمقة مع المستفيدين من المحلات التجارية المنجزة عبر كامل بلديات الوطن في إطار برنامج 100 محل تجاري في كل بلدية، الذي أقره رئيس الجمهورية منذ أكثر من ستّ سنوات خلت، خاصة فيما تعلّق بالأسباب الحقيقية التي دفعت المستفيدين إلى عدم استغلال محلاتهم التي استفادوا منها عبر مختلف البلديات في أي نشاط مهني أو تجاري، في حين فضّل بعض المستفيدين من هذه المحلات تحويلها الى سكنات لهم في ظل غياب سكن لائق يأويهم، فلا تزال هذه المحلات التجارية فارغة دون أنشطة مهنية أو حرفية ولا تجارية، تعكس هدف الدولة من انجازها وتساير الكم الهائل للمشاريع التي منحت للشباب في إطار الدعم بمختلف صيغه، إضافة لاهتراء نسبة منها وتخريبها، مما جعلها أوكارا للمنحرفين من الشباب، هذه المحلات المهنية ببلدية سريانة أصبحت لا تؤدي وظيفتها إطلاقا، ما جعل الشباب والمسؤولين المحليين على حدّ سواء في حيرة من أمرهم، فالسنوات التي طالت عقب انتهاء انجازها بغية استغلالها جعلتها معرضة لكل أنواع الإهمال والتخريب، بالاضافة الى عدم توفير الرقابة والأمن والنظافة كما هو الحال لهذه المحلات المتواجدة على مستوى هذه المنطقة فبدل أن تكون مشاريع المحلات التجارية بسريانة نعمة على قاطنيها تحولت إلى نقمة على شريحة كبيرة منهم.
..انعدام متوسطة بأولاد اعيش يعمق من معاناة التلاميذ
يتقاسم حوالي 480 تلميذ بمنطقتي اولاد اعيش واولاد جحيش ببيطام بباتنة مرارة المعاناة في ظل غياب متوسطة بالمنطقة، الأمر الذي جعل اوليائهم يعيشون على وقع صفيح ساخن مطالبين الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل لوضع حد لمعاناة ابنائهم في القريب العاجل.
كشف اولياء التلاميذ بمنطقة اولا اعيش عن الوضعية المزرية التي يتخبط فيها ابنائهم مؤكدين بأن التسرب المدرسي بلغ ذروته خلال السنوات الأخيرة بسبب انعدام متوسطة بمنطقتهم، ما جعل البعض منهم يقوم بتوقيف بناته عن الدراسة فرغم محاولاتهم الجادة ودعواتهم المتكررة لإيجاد حل لهذه الأزمة، الا ان مطالبهم بقيت مؤجلة الى اشعار اخر ليضطر التلاميذ إلى قطع مسافة طويلة للالتحاق بمقاعد الدراسة، وما يزيد الطين بلة في بعض الأحيان هو عدم توفر شروط النقل الملائمة للمتمدرسين والاكتظاظ الشديد الذي تشهده وسيلة النقل المدرسي التي لم تعد كافية مقارنة بالعدد الكبير للمتمدرسين، فالتلاميذ يضطرون أمام بعد المسافة ونقص المواصلات للانطلاق في الصباح الباكر للعودة في آخر المساء، وهذا ما يتسبب في إنهاكهم ويحول دون مراجعة دروسهم والاستفادة من التحصيل العلمي المطلوب، إلى جانب الغيابات المتكررة والتأخر في الالتحاق بالمؤسسات التعليمية في الأوقات المناسبة، خاصة في فصل الشتاء، حيث تعود أضرار غياب هذا المرفق التربوي على التلاميذ الذين يجدون صعوبة بالغة في التنقل إلى بيطام لمزاولة دراستهم، فغيابها يجبر أولياء التلاميذ على أخذ ابنائهم للمؤسسات التعليمية خوفا من تعرضهم لمختلف حوادث المرور بسبب مشيهم مسافات للوصول إلى مكان تحصيلهم الدراسي الذي يقل من سنة لأخرى بسبب هذه المعضلة، فضلا عن خوفهم من تعرض أولادهم لمختلف الاعتداءات نتيجة خروجهم من المنزل صباحا للالتحاق بمقاعد الدراسة، وفي هذا الصدد وحسب أحد أولياء التلاميذ، فإن التسرب المدرسي في المنطقة يفوق 100 تلميذ كل عام معتبرا بأن الوعود التي تلقوها منذ سنة 2009، لم تر النور بعد في حين كشفت الجهات المسؤولة ببلدية بيطام بأن مشروع انجاز اكمالية بمنطقة اولاد اعيش مبرمجة خلال سنة 2015، ولحين انجاز هذا المرفق الهام يبقى تلاميذ المنطقة في رحلة يومية شاقة ذهابا وإيابا إلى مقاعد الدراسة.