التجار الفوضويون يحتلّون الطّريق الرّابط بين ثانوية مصطفى لشرف والسّوق المغطّى بباب الزوار

إجبار السكان على المرور عبر أكوام من بقايا الخضر والغبار

الجزائر: آسيا مني

يشهد الطريق الرابط بين ثانوية مصطفى لشرف والسوق المغطى التجاري حي 08 ماي ببلدية باب الزوار حالة مزرية بسبب اكتساح التجار الفوضويين لهذا الطريق المختصر، الذي جعل منه سوقا موازيا يتحول إلى شبه مفرغة مع نهاية كل يوم، ويحدث هذا بالرغم من كل محاولات المصالح البلدية لطردهم في إطار تطبيق تعليمة وزارة التجارة في القضاء على التجارة الموازية بداية بالأسواق المنتشرة هنا وهناك.
وفي ظل جملة هذه المشاكل، انتقد سكان حي 08 ماي 45 المعروف بالسوريكال والذي أطلق عليه حاليا اسم “بوزيد سعال” طريقة تعامل الجماعات المحلية  مع هذه القضية للمسألة، حيث ازدادت الوضعية سوءا بعد بداية أشغال تهيئة الأرضية لإنجاز السكن الترقوي أو سكن عدل لغياب علامة تبين معطيات المشروع، وانتشار الأتربة والغبار التي زادت من معاناتهم اليومية، هذه الأخيرة التي استغلتها الجماعات المحلية في التضييق على التجار الفوضويين بنشرها على كامل المساحة المتبقية دون فائدة تذكر، حيث عادوا واحتلوا المكان على طريقتهم الخاصة بين تلك الأتربة خلال شهر رمضان المنصرم لتستمر بذلك معاناة السكان، الذين رغم كل هذه المضايقات هم بحاجة ماسة إلى اقتناء لوازمهم من هؤلاء التجار لغياب سوق جواري بالحي.
 ولعل ما أثار امتعاض السكان أكثر هو انحصارهم في اتجاه وحيد وإجبارهم على المرور بأكوام لا تحصى من الأوساخ وفضلات السوق ذات الروائح الكريهة المنبعثة، لاسيما تلك الناتجة عن تراكم فضلات الخضر، حيث يزداد الطين بلة عندما تأتي الجرافة لحملها إلى الشاحنة بعد أن تنتشر الأجزاء المتساقطة منها في كل النواحي، ويجد المواطن نفسه مجبرا على المرور عليها أو حتى بالدوران حول المكان.
وفي إطار إيجاد حل لمعاناة المواطنين، لجأت بلدية باب الزوار مؤخرا إلى تسييج المساحة وترك ما يشبه مضيق صغير لمرور المواطنين باعتباره الرابط الوحيد الأقرب بالسوق المغطى ومركز البريد، وهذا بعد فشل كل الحلول حيث عمدت البلدية إلى تسييج المساحة المجاورة بعلامة حملت تسمية شركة بناء عمومية والتدخل بالموقع عن طريق القوة العمومية، لإزالة كل الطاولات المنتشرة وتضييق الخناق على التجار الفوضويين
والمواطنين الذين احتاروا في كيفية الوصول الى مقصدهم بحكم أن المساحة تمثل طريقا مختصرا كما ذكرنا سابقا ليس فقط للسوق المغطى أو البريد المركزي بل حتى لمحطة خط تراموي  والإقامة الجامعية عبد القادر بلعربي، حيث يتواجد موقف نقل الطلبة المعروف بـ« كوب 1”.
للإشارة، فإنّ المكان موضوع النزاع بين البلدية  والتجار الفوضويين يتوسط أيضا عمارات كثيرة  وسكانها يعانون الأمرين حيث تعدى الأمر مستعملو الطريق فقط، وذلك بسبب انتشار الغبار والروائح الكريهة والتي تزداد سوءا عند محاولة التخلص من الأوساخ عن طريق حرقها، حيث يعجز اللسان عن وصف الوضعية  لاسيما بالنسبة لمرضى الربو والحساسية والأطفال، ما يؤدي بهم الى غلق النوافذ والشبابيك.
وحسب المواطنين الذين التقتهم “الشعب” بعين المكان، كانوا قد سمعوا عن انجاز طريق معبد أيام المجلس السابق غير أن المنتخبين لم يتفقوا آنذاك  وبقي المشروع حبيس الأدراج ينتظر التجسيد، خاصة أنه في حال انجازه سينهي معاناة السكان لاسيما التلاميذ الذين يدرسون بثانوية مصطفى لشرف، والذي يعد الممر الوحيد لهم حيث يتحول في كل فصل شتاء إلى بركة حقيقية من الأوحال، تجبرهم على ارتداء الأحذية أو الأكياس البلاستيكية للمرور. وفي حال تعذّر ذلك فليس لهم من سبيل سوى القيام بدورة كاملة على طول خط ترامواي والعمارات للوصول إلى ثانويتهم ما يكلفهم أكثر من نصف ساعة من الزمن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024