تزداد مخاوف الفلاحين وسكان المناطق الريفية بولاية عين الدفلى من خطر نشوب حرائق بالمساحات الزراعية والغابية والأشجار المثمرة بالنظر إلى ارتفاع شدّ الحرارة مع كل فصل صيف، مما يتطلّب اتخاذ كل الإجراءات الوقائية والإحترازية ووضع الإمكانيات مع تكثيف عمليات التحسيس الميدانية والإعلامية تفاديا لتسجيل كوارث على غرار السنة المنصرمة.
الهاجس الذي يلاحق الفلاحين وسكان المناطق الريفية المنعزلة ذات الخصوصية الغابية، ازدادت حدته مع دخول موجة الحر الشديد الذي يطبع تراب الولاية إبتداءا من منتصف شهر ماي، خاصة وأن الظاهرة الطبيعية يقول الفلاحون أمثال محمد والجيلالي و د.العربي وهم على التوالي من بئر ولد خليفة وبرج الأمير خالد وتبركانين ممن يزاولون زراعة الحبوب أب عن جد، قد صارت مخيفة في مثل هذا التوقيت أين يقف الفلاح عاجزا أمام ألسنة لهيب النيران في حالة نشوبها يشير محدثونا. ولعلّ حصيلة السنة المنصرمة أكثر دليل على هذه التخوفات التي قد تحوّل منتوج القمح والحبوب اللينة إلى رماد على قلته مردوده المتوقع هذه السنة في بضع دقائق يقوم سليمان والحاج على من العطاف والعامرة بالنظر الى آثار الجفاف الذي حوّل بعض المساحات الزراعية الى محصول لجمع حزم التبن ـ يقول هؤلاء المتخوفين ـ من تراجع رهيب في مردود الهكتار الواحد، وهو ما يتطلب تدخل الدولة لمساعدتنا قول الحاج قويدر، لكن حسب استقصائنا لواقع هؤلاء، فإن مزروعاتهم غير مؤمنة عن الكوارث الطبيعية وهو ما يطرح إشكالات في حالة حدوث لاسامح الله حرائق على مستوى مزروعاتهم.
هذا وقد عملنا من تقريرالحصيلة الولائية لسنة 2014، والمقدمة أمام المجلس الشعبي الولائي في دورته الأخيرة أن حرائق المحاصيل الزراعية قد سجلت 293 حريقا تسبّب في خسائر باهضة مسّت 132هكتارا من القمح والشعير وإتلاف 8746 شجرة مثمرة وتحويل57151 حزمة تبنا من العلف الى رماد. كما لم تسلم الغابات من هذه الظاهرة الكارثية التي إلتهمت 694 هكتار في 117حريق نشب بجهات مختلفة خاصة في النقاط السوداء المحصاة لدى محافظة الغابات من خلال تدخل مديرية الحماية المدنية التي كشفت عن 13754 تدخلا خلال السنة المنصرمة في كل الحوادث المسجلة لدى 12 وحدة عبر تراب الولاية حسب ذات التقرير الذي لم يغفل الحرائق الصناعية والحضرية والحوادث المخلفة التي بلغت 1687 تدخلا.
حدث هذا في ظلّ نقص العتاب والتجهيزات والوسائل والتعداد البشري الذي مازال دون حجم شساعة الولاية وطابعها الفلاحي المتميز. ولتدارك ذلك فقد استفاد قطاع الحماية المدنية الذي يجند نفسه في قلب الحرائق من 24 سيارة إسعاف طبية و10 سيارات إتصال ومركبة متعددة الخدمات، لكن حسب شساعة الولاية يبقى العدد غير كاف، مما يتطلّب أخذ الإحتياطات والتدابير اللازمة والإجراءات الوقائية للحيلولة دون تفاقم الوضع وتسجيل حرائق كارثية، وهذا بتفعيل عمليات التحسيس والوقاية وتنشيط الناحية الإعلامية التي تشرف عليها جهاز مختص حسب المعطيات الموجودة بحوزتنا.