الإنزلاقات الأرضية وانجرافات التربة تهددان بلديات بجاية

سكان القرى يطالبون بدراسات شاملة

بجاية: بن النوي ــ ت

تشهد عدة مناطق من ولاية بجاية في المدة الأخيرة، كوارث طبيعية تجعل حياة الناس في خطر، فبعد ما حدث على مستوى نفق أوقاس، أين تم تسجيل 7 وفيات و20 جريحا بسبب تدحرج الصخور الكبيرة وانزلاقها على الطريق الوطني رقم 09، وانجراف التربة بواسطة السيول المائية العارمة، التي تسببت هي الأخرى في إتلاف شبكة قنوات المياه الصالحة للشرب والقادمة من سد تيشحاف، وحرمت الآلاف من العائلات من قطرة ماء لمدة 15 يوما،
حدث انزلاق أرضي على مستوى قريتي «اونداجن» و»ابلوطن» ببلدية برباشة، مما أدى بالسكان إلى توجيه نداء استغاثة إلى السلطات الولايئة، من أجل التدخل وفك العزلة عنهم، سيما أن بلدية برباشة لا تملك الإمكانيات اللازمة لإزاحة التربة والأحجار التي تساقطت، كما طالبوا بإعداد دراسة شاملة لإيجاد حد لهذا الانزلاق الذي ظهر منذ سنة 2007.
أما الحالة الثالثة يعاني منها سكان قريتي إعدنانن وأيت أونير ببلدية فرعون، حيث تحرّكت الأرض تحت أقدام السكان وانجرفت التربة، التي سببت في تصدعات وتشققات مبانيهم، وهي الآن قاب قوسين أو أدنى من  السقوط.
بعض العائلات وعددها 30، استفادت من مساعدة البلدية، التي سارعت إلى نقلها إلى أماكن آمنة، في انتظار إيجاد حل لهذه العائلات، وأما البقية التي تعدادها 24 ما تزال تحت رحمة الانهيار في أية لحظة، وهي الآن تدعو أن لا يصيبها مكروه، ويبقى الخوف يلاحق المتضررين بين الفينة والأخرى، ويعيشون حالة رعب ويأس متواصلين، وهو الأمر الذي دفع بـ 7 جمعيات محلية إلى مراسلة السلطات العمومية في الموضوع، قصد اتخاذ الاجراءات العاجلة لإخراج العائلات المتضررة من نفق الخطر الذي يحدق بها.
وفي هذا الصدد، يقول السيد رحماني ممثل عن السكان: «المنطقة تعتبر غير صالحة للبناء، لكن هاته العائلات ورثت هذه البنايات من الأجداد يومها لم تكون هذه الظاهرة موجودة أصلا، وقد أرادت الطبيعة أن تهزّ هذه المنطقة وتجعل منها منطقة محرمة للبناء والسكن، والمطلوب هو ضرورة تدخل المصالح التقنية على وجه السرعة، لوقف إنجراف التربة بأي وسيلة كانت، وهو أمر ممكن للغاية إذا توفّرت الارادة عند القائمين، ثم التفكير في البحث عن البديل مستقبلا، حتى لا تتكرر هذه الظاهرة مجددا، ويمكن للعلم أن يتنبأ بالموضوع ذاته، بدراسة خاصية التربة وطبيعة تضاريس المنطقة، والخبراء قادرون على تسوية المشكل وبصورة علمية، والأمر يتطلب بالمناطق اللينة التي لا يمكن أن تقاوم الظروف الجوية القاسية».
ومن جهتهم، أعرب سكان قرية أيت علي أومحند ببلدية درقينة، عن استيائهم الشديد جراء عجز السلطات المحلية التكفل بمشكل انزلاق التربة، وهو ما جعلهم يتجرّعون المعاناة من خلال سلك طريق آخر للوصول إلى وسط المدينة. وحسب أحد السكان، فإنّ انزلاق التربة مؤخرا جراء مخلفات الاضطرابات الجوية التي ضربت المنطقة، أثّر كثيرا على حياتهم اليومية وجعلهم في عزلة حقيقية، لاسيما وأن هذا الانجراف تسبب في غلق الطريق الرئيسي المؤدي إلى وسط المدينة، وهو ما دفع بأصحاب المركبات إلى تحويل الوجهة من خلال سلك طريق آخر، وطالبوا بذلك مصالح البلدية بضرورة التدخل العاجل لإزاحة الأتربة والصخور على الطريق، ووضع حد قبل أن يتفاقم الوضع ويتعرض العديد إلى كوارث قد تؤدي بحياتهم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024