يعتبر أداء المنتخبين المحليين حجر الزاوية في عملية تحسين الخدمة العمومية المقدمة للمواطن، خاصة بعد التعليمات التي أعطتها وزارة الداخلية للولاة ورؤساء الدوائر وباقي المنتخبين بأهمية «أخلقة». وتفعيل دور هؤلاء المنتخبين في التعامل مع الانشغالات اليومية للمواطن.
اللافت في المجالس المنتخبة المنبثقة من تشريعيات 2012، هو تواجد العنصر النسوي بأعداد معتبرة في إطار الإصلاحات التي بادر إليها السيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حيث يساهم العنصر النسوي في تحسين الخدمات المقدمة للمواطن خاصة الفئة النسوية والفئات الهشة الأخرى من المجتمع، حسب ما أكدته لنا السيدة بوعكاز عتيقة نائب رئيس بلدية باتنة المكلفة بالشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية، والتي أبلت بلاء ًحسنا منذ تعينها في هذا المنصب.
وتعتبر بلدية باتنة من البلديات القلائل بالولاية باتنة، التي ساعد تواجد العنصر النسوي بها على تحسين الخدمة العمومية بالبلدية والتكفل بانشغالات المواطن، تنفيذا لتعليمات وتوصيات السيد عبد الكريم ماروك، والذي أشار لجريدة «الشعب» حرصة في كل لقاءاته مع أعضاء المجلس على التذكير بالتعليمات الواردة من الوصاية بهذا الخصوص.
وقد قادت جريدة «الشعب» زيارة إلى بلدية باتنة بوسط المدينة أين وقفنا على حسن استقبال المير للمواطنين وتدخله شخصيا لحل بعض إنشغالاتهم، إضافة إلى تكليف باقي أعضاء المجلس الموزعين على المندوبيات البلدية بحصر انشغالات المواطنين التابعين لإقليم المندوبية والتكفل بها في حينها.
نفس الشيء وجدناه بمصلحة الحالة الاجتماعية ببلدية باتنة، أين وجدنا عددا كبيرا من المواطنين من مختلف الفئات العمرية خاصة المعوقين وفئة الأرامل، أين وجدنا السيدة بوعكاز منهمكة في استقبال المواطنين للنظر في الانشغالات التي يمكن حلها في حينها وتكليف موظفين بمصلحتها لمتابعة الانشغالات الأخرى. وركّزت محدثتنا على أهمية «حسن الاستقبال» على أساس أنه يؤدي نصف الخدمة، إضافة إلى توجيه المواطنين توجيها صحيحا وسليما لحل مشاكلهم ، وأشارت محدثتنا خلال لقاء جمعنا بها، إلى أنها في كل اجتماعاتها مع رئيس البلدية تنقل الانشغالات المستعجلة التي تتجاوز صلاحياتها لعرضها على المير وباقي أعضاء المجلس للخروج بحلول نهائية خاصة ما تعلق بفئة المعوقين والمعوزين والأرامل.
وبلغة الأرقام أشارت السيدة بوعكاز إلى توزيع البلدية مثلا لأكثر من 7000 قفة رمضان، وتقديم العشرات من الإعانات المالية المستعجلة لبعض العائلات، إضافة إلى تخصيص أغلفة مالية هامة لبعض العمليات المتعلقة بمصلحتها.
يضاف لما سبق تفعيل الحركة الثقافية والفنية والشبانية بالبلدية من خلال عقد اجتماعات مع بعض الجمعيات لإحياء مختلف التظاهرات الوطنية والمحلية.
نفس الشيء أكدته لنا السيدة حسوني ناريمان مندوبة ملحقة الموظفين، والتي بادرت مؤخرا إلى تنظيم لقاءات جوارية مع مواطني الحي للوقوف على جملة الانشغالات التي يطرحونها للتكفل بها، أين أشارت المتحدثة إلى أنها تنقل بأمانة كل الانشغالات التي تحتاج إلى تدخل مباشر من طرف المير وباقي الأعضاء، وهو الأمر الذي حدث مع عدة انشغالات على غرار التهيئة العمرانية، الإنارة العمومية، تجديد شبكات الصرف الصحي وغيرها.
بدورهم المواطنون استحسنوا حسن الاستقبال من طرف أعضاء المجلس الشعبي البلدي لباتنة، وما تسجيل ارتياح كبير لعملية القرعة الخاصة بالحج مؤخرا إلا دليل على ذلك حيث جرت العملية في ظروف تنظيمية جيدة، دفعت برئيس البلدية إلى تكريم موظفيه القائمين على العملية في إطار اهتمام المسؤول بموظفيه وتشجيعه لتقديم المزيد للمواطنين. ونشير هنا إلى أن بلدية باتنة شهدت مؤخرا «ضغطا» كبيرا من طرف الراغبين في التسجيل في قرعة الحج، وهو الأمر الذي أجبر موظفي البلدية على العمل لأوقات متأخرة وأحيانا خارج أيام العمل الرسمية للتمكن من تسجيل الأعداد الهائلة لمواطني البلدية.
