نقـص فـادح في العتاد الطبي

يعاني سكان قرية اث ارقان التايعة إداريا لبلدية اقني قغران دائرة واضية الواقعة على بعد 80  كلم عن مقر الولاية تيزي وزو، من المشاكل خاصة المتعلقة منها بغياب الطاقم الطبي والامكانيات اللازمة بالعيادة الوحيدة التي تحويها المنطقة. ولعلّ ما زاد من تأزم الوضع بالمنطقة كونها تسجل سنويا تساقط كمية معتبرة من الثلوج كونها تقع على ارتفاع 1200 متر، ما يجعلهم يعيشون في عزلة تامة لأشهر، بسبب قساوة الطبيعة.
اث ارقان تحوي على عيادة يلجأ إليها المواطنين للعلاج إلا أن هذه الأخيرة بدل أن تكون نعمة أضحت نقمة على السكان، فوضيتها حدث ولا حرج كونها تفتقر إلى طاقم طبي متمكن من شأنه سيتكفل بالواقع المرير للمرضى ناهيك عن غياب كافة الامكانيات والأجهزة الطبية اللازمة .
واستنادا لتصريحات السكان، فإن العيادة المتعددة الخدمات تحوي على ممرض واحد فقط، وهذا الأخير يتكفل بكافة مشاكل المرضى فهو يزاول نشاطه المهني منذ حولي 30 سنة دون أن يكون هناك شخص آخر لمساعدته، فيشتغل ممرضل وطبيبا في آن واحد.
وأمام هذا الوضع يناشد السكان السلطات المعنية إلى إرسال أطباء متمكنين من أجل أن يوفر لهم أدنى الحقوق وهو العلاج خاصة في الفترات الشتوية، حيث يستحيل بلوغ العيادات أو المستشفيات بسبب الثلوج التي تعزلها عن العلم الخارجي.
وما زاد من مخاوف السكان هو تسجيل 5 حالات وفاة للنساء الحوامل منذ سنة 1995، لعدم وجود طبيب يتكفل بحالتهن المستعصية، وأمام هذا الوضع أكد السكان استعدادهم التام لتوفير مسكن وظيفي لأي طبيب يرغب في مزالة العمل بالمنطقة، خاصة أن العيادة تملك كل الموصفات التي تجعلها تقدم احسن الخدمات للسكان إلا أن إهمال السلطات لها جعل وجودها غير نافع.
 وبحكم العزلة التي تعاني منها المنطقة طالب الأهالي تكوين ممرضين من أبناء المنطقة للتكفل بحالاتهم إلا أنه في كل مرة مديرية قطاع الصحة ترد على طلبهم بالرفض بحجة عدم وجود مناصب شاغرة وهو ما نفاه السكان تماما باعتبار أنه كانت هناك عدة مسابقات توظيف على مستوى الولاية دون أن يتم النظر إلى معاناة أزيد من 200 ساكن يصارعون الطبيعة القاسية للمنطقة. وما زاد من غضبهم افتقار العيادة لأدنى وسائل العلاج خاصة منها الأدوية.
وأمام هذه الأوضاع ناشد سكان اث ارقان والي تيزي وزو التدخل لانتشالهم من هذه الأوضاع المزرية والتكفل بطالبهم في أقرب الآجال، خاصة وأن القرية تشهد حصارا ثلجيا على مدار 3 أشهر كاملتا ما يعرض حياتهم للهلاك المحتّم.