التشديد على الوقاية بالمدية

ضرورة احترام إجراءات السلامة

عبد الرزاق عباس

ترجع الحماية المدنية بولاية المدية، مشكلة ارتفاع حالات الاختناق بالغاز بالدرجة الأولى إلى تهاون بعض المواطنين في اتخاذ التدابير الوقائية الواجب اتباعها قبل وأثناء وبعد استعمال وسائل التدفئة وبخاصة في فصل الشتاء بأحياء عاصمة الولاية أو بالضواحي.
وقد تمكّن أفراد الوحدة الثانوية للحماية المدنية بدائرة عين بوسيف في وضح النهار من إنقاذ طفلين نتيجة تعرضهما لاختناق بغاز أول أوكسيد الكربون المنبعث من سخّان الماء، الأمر الذي جعلهما يفقدان الوعي وتم إسعافهما ونقلهما إلى المستشفى.
لا تقتصر الأخطار في مجال التدفئة على الاختناق، بل يتعدى ذلك إلى الحروق. وتفتقر ولاية المدية لمصلحة مختصة، ما يحتم تحويل المصابين إلى البليدة أو العاصمة، بينما لا تزال مشكلة الإختناق تحصد الأرواح، بدليل ما سجلته مديرية الحماية المدنية خلال سنة 2014، بنحو 71 حادث اختناق بغاز الكربون «غاز سام لا لون له ولا رائحة ولا طعم لكنه قاتل»، حيث تمكّن أعوانها على ضوء ذلك من إنقاذ وإسعاف 69 شخصا من الموت المحتمل وإحصاء وفاة شخصين بكل من بلدية المدية وبلدية بعطة الجبلية، أي بمعدل 6 حالات اختناق في الشهر.
هذا وفي تقرير أعدته هذه المديرية، تبيّن أنه بمقارنة هذه السنة بسنة 2013، يلاحظ بكل مرارة، وجود زيادة في حالات الاختناق بغاز الكربون بنسبة تفوق 136 ٪، عقب تسجيلها لـ 30 حادثا وإنقاذ وإسعاف أعوانها لـ 30 شخصا من الموت المحقق سنة 2013، مبررة هذا الارتفاع بالدرجة الأولى إلى عدم وعي بعض المواطنين وتهاونهم في اتخاذ التدابير الوقائية الواجب اتباعها بالرغم من الحملات التحسيسية لأجل التخفيف من حجم الخسائر البشرية وكذا رفع مستوى الوعي الوقائي الأمني لدى المواطنين بمختلف شرائحهم.
يشير التقرير إلى أن غاز الكربون مادة خطيرة، كما أن وجود كمية 0.1 ٪ منه في هواء غرفة لمدة من 1 - 3 ساعات تؤدي إلى الموت المؤكد، و01 ٪ في نفس الغرفة مدة 15 دقيقة يؤدي إلى الموت مباشرة، و10٪ منه أيضا في الهواء تؤدي إلى الموت الفوري، مقترحة في هذا الصدد في تساؤل ليومية «الشعب» أنه لتفادي مثل هذا الاختناق يجب القيام بأشغال الصيانة الجيدة لأجهزة التدفئة قبل الاستعمال من خلال توفير التهوية الجيدة داخل المنزل، حتمية التوصيل الجيد والآمن لأنابيب الغاز بالجهاز، وكذا قنوات إخراج الغازات المحروقة، مع تنظيف مجرى المدخنة «سواء في أعلى العمارات أو المنازل الفردية» على الأقل مرة كل سنة، وكذا مراقبة نوعية الشعلة، حيث إذا كان لون الشعلة أزرقا فإن عملية الاحتراق جيدة ولا وجود لخطر الكربون، أما إذا كان لونها أصفرا أو برتقاليا فإن عملية الاحتراق سيئة بما يتطلب على الفور النظر مرة أخرى في الجهاز وكذا قنوات إخراج الغازات المحروقة والتهوية، موجهة في هذا السياق بنداء إلى كافة المواطنين بضرورة اتخاذ إحتياطات السلامة، لا سيما تجنب شراء أجهزة تدفئة مقلدة على اعتبار أنها تتسبّب في عدد كبير من حالات الاختناق بالغاز أيضا.
مراقبة صارمة
وتولي مديرية التجارة بهذه الولاية المعروفة بشدة البرد أهمية كبيرة لنشاط مراقبة أجهزة التدفئة للاستعمال المنزلي من خلال برمجة مراقبة مستمرة لها قبل موسم الشتاء وأثنائه، حيث تتم عمليات تفتيش فجائية لمحلات بيع هذه المواد من حيث العلامة، دليل الإستعمال، والمصدر، ضمن سلسة النشاط الذي تقوم به الوزارة الوصية الرامي لعملية تجريبها بالمخبر الجهوي بولاية قسنطينة، لاسيما ما تعلّق بالأجهزة الجديدة التي تدخل السوق الوطنية من الخارج أو تلك التي تنتج وطنيا، فضلا على أن إطارات هذه المديرية يقومون بمراقبة آلية للأجهزة المشكوك فيها من حيث عدم المطابقة أو وجود شكوى واردة من طرف مستهلك، حيث يتم التدخل المباشر بإقتطاع عينات ويتم إرسالها إلى هذا المخبر لأجل  فحصها، إلى جانب ذلك يراقب الإطارات لمخفظات ضغط قارورات غاز البوتان
«الساعات» وكذا الأنابيب البلاستيكية المستعملة في التوصيل، علاوة على قيامهم سنة 2014، بتوجيه جهازين للتدفئة لإعادة المطابقة، وتحرير ضدهم التجار المخالفين لـ 05 محاضر رسمية لإرتكابهم لمخالفات عدم احترام إلزامية الضمان، مزاولة نشاط بدون القيد في السجل التجاري، إعادة المطابقة، خصوصا بعدما وصلت نسبة التدخل الخاصة بهذه المجال الحسّاس إلى 67 ٪.    
على صعيد آخر لا يقل أهمية سطّرت مديرية توزيع الكهرباء والغاز بهذه الولاية أيضا برنامجا ثريا امتد من شهر سبتمبر إلى غاية انتهاء فصل الشتاء لفائدة كل المواطنين عبر 64 بلدية في لتفادي مخاطر، سوء استعمال الغاز الطبيعي، كون أن الولاية، تتميز بالبرودة القاسية في فصل الشتاء استوجب تحسيس كل شرائح المجتمع وبالدرجة الأولى سكان المناطق التي استفادت من مادة الغاز الطبيعي والتي كان سكانها يستعملون غاز البوتان، وكذلك بالمناطق التي سجلت فيها حوادث العام المنصرم رغبة في تحسين سلوك استهلاك هذه المادة.
وتجري مديرية توزيع الكهرباء والغاز هذه الحملة التحسيسية الموجهة للجمهور العريض عبر قنوات الاتصال المختلفة سواء السمعية البصرية، المقروءة أو عن طريق الاتصال المباشر بالتنسيق مع جميع السلطات المحلية والمدنية والجمعيات، وعن طريق تنظيم أبواب مفتوحة بغية تحسيس السكان بتقديم نصائح وإرشادات وفي شكل حصص بيداغوجية لصالح التلاميذ بكل الأطوار أو عن طريق توزيع مطويات وملصقات لمختلف فئات المجتمع بقصد المساهمة الفعّالة في مجال التوعية والوقاية من الأخطار التي تنجرّ عن سوء استعمال الغاز الطبيعي، وعدم احترام المقاييس والقواعد الأمنية المشروطة في استخدام أجهزة التدفئة وسخانات الماء والحمام والتفريق بين أماكن وضعها، ومطابقة الشبكة الداخلية لمعايير الآمان بتوفير التهوية اللازمة والتأكد من أن المسربات الهوائية نظيفة ومفتوحة وعدم غلقها عند إجراء تعديلات بالمنزل لتجنب الاختناق أو الانفجار أو الحريق، وذلك لتفادي أي خطأ يمكنه أن يكلّف خسائر في الأرواح.
واستنادا لهذا البيان، فإن هذا البرنامج الثري مسّ العديد من المؤسسات من بينها مدرسة عين عيسى الواقعة بمحيط بلدية بن شكاو المعروفة بكثرة تساقط الثلوج، إكمالية تمزقيدة، مدرسة الإمام الشافعي، وكذا إكمالية خديجة بن يخلف، مدرسة اثنية الحجر بالمدية، ومدرسة جواب، مدرسة سغوان بضواحي الولاية، والإقامة الجامعية 1500 سرير بعاصمة الولاية، إلى جانب تنشيط العديد من الحصص الإذاعية لفائدة الساكنة .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024