أعرب العديد من المنتخبين المحليين بمختلف المجالس البلدية بتيبازة عن تفاؤلهم بمستقبل برامج التنمية المحلية على ضوء الميزانية الضخمة التي رصدتها الحكومة لهذا الغرض والتي تكاد تتضاعف مرتين مقارنة مع العام المنصرم، فيما أشار بعض ممثلي المجتمع المدني عن عدم رضاهم لوتيرة تجسيد المشاريع المبرمجة للسنة المنصرمة بحيث طالب هؤلاء بإضفاء مزيد من الشفافية والحوار حول تحديد الأولويات وتسمية أمهات المشاكل.
وفي ذات السياق أشار نائب رئيس بلدية مناصر النائية إلى أن مطالب السكان أضحت تتضاعف باستمرار وتتغير معها الأولويات في تجسيد برامج التنمية المحلية دوريا بالنظر إلى بروز معطيات جديدة على الساحة تفرض هذا التحول ومن ثمّ فقد أضحى ضروريا إعادة كتابة المقترحات الجديدة للسنة الحالية من حيث تجسيد برامج التنمية المحلية وهي المقترحات التي صادقت عليها لجنتي البلدية والدائرة وتم إرسالها إلى لجنة التحكيم الولائية التي يرتقب بأن تجتمع قريبا لإبداء نظرها في ترتيب المشاريع على مختلف البلديات وفقا لجملة من المعطيات الاجتماعية والاقتصادية التي يعتمدها الخبراء في المجال، إلا أن الذي لا شك فيه حسب ما أشار إليه ذات المسؤول البلدي فإن الأغلفة المالية المرتقبةهذه السنةتعتبر أضخم وأكبر قيمة مقارنة مع سنوات خلت ومن ثمّ فمن المرتقب بأن تحظى حصة الأسد من مجمل الاقتراحات المعبر عنها بموافقة ذات اللجنة من حيث تمويلها ومتابعة تجسيدها، أما عن أهم المطالب التي لا تزال عالقة فقد أشار محدثنا إلى أنها تتعلق بالدرجة الأولى بالماء الشروب والإنارة العمومية والتهيئة الحضرية وتهيئة الطرقات عموما إضافة إلى النقل المدرسي والخدمات الصحية والرياضية مع الإشارة إلى أن البلدية كانت قد استفادت مؤخرا من برامج قطاعية ضخمة في معظم هذه المجالات كتوصيل الماء الشروب وغاز المدينة والتهيئة الحضرية بوسط المدينة بمعية برامج مكملة أخرى، وعلى غرار بلدية مناصر فقد أعرب العديد من المنتخبين بكل من فوكة والقليعة وحجوط وبني ميلك وقوراية عن أملهم في أن يوفقوا هذه السنة من تلبية طموحات الساكنة من خلال تجسيد أكبر قدر من المشاريع الإنمائية على أرض الواقع، لاسيما ما تعلق منها بتهيئة الطرقات والإنارة العمومية والنقل المدرسي والماء الشروب والتطهير الصحي، مشيرين إلى كونهم أدرى بأولويات المواطن اليوم أكثر من أيّ وقت مضى ما سيسمح لهم بإعداد قائمة نموذجية للمشاريع الجديدة وفق ما يروق للمواطن.
وبفوكة التي تعتبر من بين أكبر بلديات الولاية فقد قال رئيس فديرالية لجان الأحياء “عريج عبد القادر” بأن ذات البلدية تكاد تخلو من المنشآت الرياضية والثقافية بالرغم من عراقتها وعراقة فرقها النشطة كفريق الهلال الرياضي الذي أنشأ سنة ١٩٤٧ ولا يزال يستقبل ضيوفه بملعب ترابي كما أنّ مختلف الفرق الثقافية التي تعجّ بها البلدية لا تجد عادة موقعا لتجسيد مشاريعها ولا تزال مشاكل الإنارة العمومية قائمة بمختلف الأحياء أما حينما يتعلق الأمر بالطرقات فإنّ معظمها أضحى في حالة كارثية لا تطيقها المركبات ولم يتم إصلاحها منذ عشريات من الزمن كما أنّ البرامج التنموية التي تم تجسيدها طيلة السنوات الأخيرة بذات البلدية لم تغيّر شيئا في النمط المعيشي للمواطن ومن ثمّ فإنّه لابد من استدراك الخلل من خلال حصة كبيرة من البرامج يجب أن تسند إلى ذات البلدية هذه السنة، وأضاف محدثنا يقول بأنّ المشاريع التي تمّ الاتفاق عليها ما بين جمعيات الأحياء والسلطات المحلية خلال السنة المنصرمة لم يتم تجسيدها كلية ولا يزال العديد منها حبيس الأدراج في حين لم ينطلق بعض منها سوى خلال الفترة الأخيرة فقط ومن المرتقب بأن يشهد تأخرا ملحوظا، وعلى ضوء ما يحصل على أرض الواقع طالب رئيس فديرالية الأحياء بتكريس سياسة الحوار والتنسيق مع السلطة المحلية لدعم جسر التواصل مع المواطن على مدار السنة وعدم الاكتفاء باللقاءات البروتوكولية العارضة التي لا تتعرض للحياة اليومية للمواطن مع الإشارة إلى أنّ ما يجرى ببلدية فوكة لا يختلف كثيرا عما هو حاصل ببلديات أخرى من الولاية.
وبين كل هذا وذاك تبقى جميع الأنظار حاليا مصوبة نحو ما ستقرره اللجنة الولائية للتحكيم قريبا والتي يرأسها والي الولاية أو ينوب عنه الأمين العام وهي اللجنة التي يخول لها اسناد مجمع المشاريع الإنمائية لمختلف بلديات الولاية.