«الشعب» تفتح نقاشا مع جمعيات القصبة

الإطار التّمثيلي الواحد ما زال بعيدا مع اجترار نفس المشاكل

جمال أوكيلي

تنتظر العديد من الجمعيات المهتمّة بالقصبة مبادرات جادّة من قبل الجهات المسؤولة للتّكفل بهذا الفضاء وفق رؤية تطبعها الدّيمومة في المتابعة الميدانية، ونظرة تكون ذات صلة بآليات عملية تسمح حقا بإحداث ذلك التواصل بين كل حلقات اتخاذ القرار الصّائب الذي يخدم هذه «القلعة»، بالتّنسيق مع الجمعيات النّاشطة التي بإمكانها أن تقدّم إضافة إيجابية توجّه الآخر توجيها سليما وصحيحا نحو ما يأمله الجميع حتى تمحى كليا ما يعتبره البعض بالإقصاء، أو انفراد الإدارة في قراراتها الأحادية.

من هذا المنطلق يصرّ المعنيون بشأن القصبة، أنّه آن الأوان أن يتخلّص البعض من نمطية التفكير ذات الإتجاه الواحد، التي لا تخرج عن نطاق «الاتّكالية» المبنية على «ذهنية الاستفادة» كمكسب لا بديل عنه ما دام هؤلاء يقطنون هذا المكان.
وفي لقائنا مع مجموعة من الجمعيات، حاولنا أن نخرج عن هذه الدائرة، إلاّ أنّنا وجدنا عقليات ما تزال تعتبر نفسها «منسية» عندما يتعلّق الأمر بالتّرحيل، ولم ينظر إليها في يوم من الأيام، ممّا جعلها أكثر تمسّكا بهذا الحق المكتسب غير مستعدّة التّنازل عنه.
وقد يكون النّقص في الاتصال بين ساكني القصبة والسّلطات المحلية السبب الذي أوصل الأمر عند هذا السقف من التباعد في الحوار الثنائي، كل واحد يرفض الحديث مع الآخر في القضايا الجادة التي تخصّ واقع وآفاق القصبة.
هذا ما ترك ذلك الانطباع المتميّز بالتشنج أحيانا يلاحظ في تدخلات كل المعنيين، كنّا نودّ أن نثير مع هذه الجمعيات الحاضرة معنا في ندوة خاصة كيفية اشتراك المجتمع المدني المتواجد بالقصبة في تسيير شؤونه المحلية، أي ما يعرف بالديمقراطية التشاركية، التي تخصّص مكانة لائقة ومنزلة محترمة لهؤلاء في المساهمة، إلى جانب المنتخبين في المداولات التي تعني بلدتهم، إلاّ أنّ النّقاش طغى عليه طابع «الذاتية» البحتة، وهذا ليس عيبا بقدر ما هو تعبير صريح عمّا يختلج في صدورهم من انشغالات آنية  لابد وأن تبلغ للسّلطات العمومية، وهذا ما وقفنا عليه مع هؤلاء.
وبالرغم من ذلك، فإنّ جلّ التدخلات دعت إلى ضرورة إقامة أداة تواصل بين الجهات المسؤولة وسكان القصبة في المستقبل لإزالة كل سوء تفاهم، والقضاء على البعض من الخلفيات التي تعترض أي تقارب لخدمة الصالح العام.
وفي هذا الإطار، أكّد السيد محمد بن مدور، رئيس جمعية عقلاء القصبة في تدخّله، أنّ الهدف الذي تسعى إليه من خلال هذه السّلسلة من اللّقاءات مع ممثلي سكان القصبة، هو تحسيس السّلطات العمومية بأهمية هذا المَعلَم في مفهوم المنظومة التراثية في بلادنا، وعليه فإنّ الشّغل الشّاغل لهذا الحضور هو مناشدة الجميع بضرورة إيلاء المزيد من العناية للقصبة، وانضمامهم لهذا المسار الحيوي خاصة التّرميمات ذات الطّابع العلمي التي تستعمل مواد بإمكانها الصّمود لسنوات طويلة، لا تتلاشى بمجرد سقوط القطرات الأولى للمطر، مبديا تأسّفه لما لحق بالقصبة نتيجة كل هذا الإهمال المسجّل منذ فترة بالرغم من النّداءات الصّادرة من لدن كل الغيورين، الذين ما فتئوا يطالبون بالإسراع في الحفاظ على ما تبقّى من تراث بالقصبة.
وفي هذا الإطار، أشار السيد الحاج قورشي ناشط في فعاليات القصبة إلى إيجاد إطار قادر على استحداث الوثيقة في هذا المجال من خلال فرض سلطة على كل المعنيّين بهذا الملف، من خلال إجبارهم على متابعة تطبيق كل ما أقرّته السّلطات العمومية في هذا الشّأن، بالإضافة إلى السّعي القوي من أجل وضع تصوّر واضح، يبدأ بوضع خلية تواصل لحماية القصبة تكون بمثابة همزة وصل بين السّلطات العمومية وممثلي السّكان.
ومن جهته، اقترح أحد المشاركين إنشاء مكتب يكون في شكل تنسيقية لجمعيات القصبة، يعمل مع السّلطات العمومية في العديد من الجوانب خاصة ما تعلّق بالتّمويل.
أما السيد تيسباش سيد أحمد، رئيس جمعية المحروسة، فدعا إلى تحميل المنتخبين المحليين مسؤولية ما يقع لهذا المعلم، وهذا بحكم إشرافهم على البلدية التي تسمى بلدية القصبة، وعليه فإنّهم مدعوون لطرح والاستماع لكل انشغالات الناس، والتّواصل معهم من باب إبراز النّوايا الحسنة في البحث عن الحلول المرجوة.
وطالب السيد كمال بلعزوق، رئيس جمعية رياضية، تأسيس لجنة لحماية القصبة، وهذا بحثا عن البديل الحيوي القادر على تقديم الإضافة، والخروج من كل تلك النّقاشات التي لا تفيد.
وأكّد بلعزوق الذي يمثّل كذلك المنظّمة الوطنية لأبناء المجاهدين، على ضرورة إسماع صوت هذه الجمعيات إلى كل المسؤولين، وهذا لإيجاد السّبل الكفيلة لحماية القصبة مستقبلا، ولا يتأتّى إلاّ بفضل تفهّم الآخر لمطالب هذه الجمعيات والتواصل معها. وفي هذا السّياق يقول السيد بلعزوق بأنّه منذ أكثر من شهر أودعنا طلبا لدى ولاية الجزائر لنحظى باستقبال المسؤول الأول، إلاّ أنّنا لم نتلق أي رد إلى يومنا هذا، فالقصبة ليست فضاءً تراثيا فقط وإنما هناك كفاءات في شتى الميادين منها الرياضة والإبداعية، وهناك شباب يحتاج إلى تكفّل جدي، ورجاؤنا حسب السيد بلعزوق هو تبليغ هذه الرّسالة إلى الجهات المعنية، خاصة تلك الفضاءات التي تتطلّب أن تكون في خدمة الشّباب، لكن للأسف فهي غير موجودة بتاتا، الأطفال والشباب يعانون كثيرا في هذه البلدية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024