بانقضاء العام الحالي، تمر سنتين على العهدة الانتخابية الحالية الخاصة بالبلديات باعتبارها الحلقة الأولى والمعنية بشكل مباشر بالتكفل بانشغالات المواطن، حيث تلعب الهيئات المحلية دورا بارزا في عملية التنمية، فقد أصبح المنتخبون المحليون الذين يمثلون جزءا مهما من سير الجماعات المحلية عرضة لانتقادات المواطنين وما انعكس سلبا على أدائهم لمهمتهم التنموية بصفة جيدة.
باتنة: لموشي حمزة
نظرا لأهمية تمثيل المواطن بمختلف الهيئات من بلدية وولاية وبرلمان،، ارتأت جريدة «الشعب» أن تعود لتقييم أداء المنتخبين المحليين والوطنين، للوقوف على مدى تجاوب هؤلاء مع انشغالات من إنتخبوهم، حيث يعود هنا الحديث عن دور المنتخبين المحليين والوطنين بعاصمة الأوراس إلى الواجهة، خاصة مع ما تحتاجه ولاية كباتنة من مجهود مضاعف من طرف الجميع منتخبين أو إدارة أو حتى مجتمع مدنى لدفع عجلة التنمية في ولاية مليونية.
وتعتبر النائب البرلماني السيدة «خليفي نوارة»، من بين منتخبي الولاية «القلائل» الذين كرسوا أنفسهم للمهمة التي انتخبوا من أجلها وهي مساعدة مختلف الهيئات الإدارية على التكفل بانشغالات المواطن في حدود ما يسمح به القانون، حيث ما يزال يتذكر سكان الولاية عامة ومنطقة وادي الماء خاصة، التي شهدت احتجاجات عارمة قبل شهرين، حيث تواجدت منذ الساعات الأولى للاحتجاجات مع بعض العقلاء، والأعيان وفتحت حوارا مع المحتجين، أفضى إلى فتح الطرق المغلقة، بعدما شهدته البلدية من أعمال عنف كبيرة وعمليات تخريب واسعة، طالت عديد المرافق التربوية وبعض المقرات العمومية الأخرى كالبلدية، حيث واصل قاطنو تجمعين سكنيين هما أولاد منعه وبن علي ببلدية وادي الماء بدائرة مروانة غرب باتنة الاحتجاج لثلاثة أيام متواصلة، قاموا خلالها بغلق مقر البلدية والطريق الولائي المؤدي للبلدية، إضافة إلى الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين باتنة وواد الماء، مرورا بالحي والقرية المذكورتين، احتجاجا على ما اعتبروه إهمالا من السلطات المحلية ممثلة في المجلس الشعبي البلدي في التكفل بانشغالاتهم المتمثلة في توصيل الغاز والربط بالكهرباء لعدد من العائلات.
استقبال المواطنين
يحرص والي باتنة، خلال كل خرجاته الميدانية واجتماعات العمل الدورية التي يقوم بها على التأكيد، على وجوب استقبال المواطنين والتكفل بانشغالاتهم، حيث تكون مصالح الأمن المختلفة من شرطة ودرك دائما في الصفوف الأولى والأمامية للمواجهات مع المحتجين الغاضبين، حيث يتسبب «الغضب» الشعبي في جروح خطيرة وإصابات متفاوتة الخطورة للمصالح الأمنية في الوقت الذي يبقى فيه رئيس البلدية مثلا أو الدائرة بعيدا عن تلك المواجهات محتميا بمكتبه، يراقب الأوضاع عن بعد.
وإن كان الوالي رغم مسؤولياته يلتقي بالمواطنين وخصص لهم يوما كاملا لاستقبالهم، نجد عديد المنتخبين المحليين والوطنين الذي كانوا يهرولون أيام الانتخابات إلى المواطنين و»يترجونهم» التصويت لصالحهم يرفضون حتى التواجد بأماكن الاحتجاجات بعد أن حققوا مبتغاهم بعد الانتخابات ليتفرغوا لقضاء مصالحهم الشخصية.
وبالعودة إلى الحركة الاحتجاجية الأخيرة لسكان بلدية وادي الماء بباتنة والتي أعادت إلى الأذهان احتجاجات عام 2011 ، أكدت النائب بالمجلس الشعبي الوطني السيدة «خليفي نوارة»، لجريدة «الشعب» أنها النائب الوحيد الذي حضر المواجهات وتنقلت إلى المحتجين، في غياب كلي لباقي نواب البرلمان بغرفتيه، حيث يمثل عاصمة الأوراس باتنة 17 نائبا وسيناتورا أغلبهم لم يفتح مداومات، ولا يظهر إلا نادرا في بعض الزيارات الوزارية، لتبقى حسب عديد المواطنين الذين تحدثنا إليهم انشغالات السكان بعيدة عن اهتماماتهم، وطمأنت المتحدثة وقتها سكان وادي الماء المحتجين، أن انشغالاتهم مسجلة ضمن مشاريع قطاعية هي قيد الإجراءات الإدارية المعمول بها مطالبة المواطنين بالهدوء والسكينة وضبط النفس، كون التنمية تحتاج إلى الاستقرار، وهو المكسب الذي لن تتنازل عنه الجزائر بفضل سياسات فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة المتمثلة في الوئام والمصالحة الوطنيتين.
غرس ثقافة التغيير الإيجابي أولوية لنا
وفي اتصال جمع جريدة «الشعب» بالنائب عن حزب تجمع أمل الجزائر للوزير عمار غول، خلفي نوارة أكدت خلاله استقبالها لعشرات المواطنين من مختلف مناطق إقليم الولاية باتنة بمقر مداومتها بمروانة بباتنة، تتكفل بإيصالها إلى السلطات المحلية والولائية وحتى المركزية، حيث ثمّنت السيدة خليفي تجاوب المسؤول الأول عن الولاية السيد الحسين مازوز مع كامل انشغالات السكان التي تنقلها له.
وتابعت السيدة خليفي تقول: إن دور المنتخب داخل المجالس المنتخبة سواء كانت بلدية أو ولائية أوحت برلمان، هو «صون أمانة الناخب» وغرس ثقافة «التغيير الإيجابي» والاجتهاد في غرس هاته القناعة لدى المواطنين الذين منحونا أصواتهم لتحقيق الأهداف الرامية في التعبير عن هموم المواطن وطموحاته وهو بذلك يعطي المنتخب صورة مشرفة للحزب الذي ينتمي إليه، كما نعمل جاهدين في تجمع أمل الجزائر، حيث يفترض في البرلماني حسب النائب خلفي أن يساهم في إثراء المنظومة التشريعية التي تنهض بالواقع السياسي والاجتماعي للجزائر وتقديم قراءة موضوعية لكل ما يعرض من قوانين انطلاقا من رغبته في الإصلاح وهو ما يقتضي الابتعاد عن مظاهر الحسابات السياسية التي لا تخدم المواطن الذي انتخبنا يوما من أجل التكفل بانشغالاته والسعي لإيجاد حلول لها.
وحرصت محدثتنا على التأكيد على أهمية الدور الرقابي للمجالس المنتخبة محلية أو وطنية ولجانها المختلفة على أعمال الحكومة ومختلف الهيئات العمومية، وعلى استخدام هذه المجالس الوطنية لحقها في المبادرة التشريعية، بما يسمح لها بالمساهمة الفعالة في مجال التشريع وتكييف النصوص القانونية المنظمة للمجالس المنتخبة مع التطورات المحلية والإقليمية والدولية، من أجل إرساء تقاليد الحكامة المحلية في التسيير.