مازالت شكاوي “المراجعين” مستمرة بشأن إغلاق الصيدليات مبكرا رغم أنها معنية بالمداومة وهذا في وجود أقسام طوارئ تعمل 24 ساعة دون توقف، حيث نجد مرضى تقدم لهم وصفات بعد منتصف الليل ولا يتمكنّون من اقتناء الدواء إلا في صباح اليوم التالي وهو ما يجد لها الصيادلة ممن تحدثوا مع “الشعب” تبرير على غرار غياب الأمن على مستوى الأحياء التي يشتغلون فيها، ما جعل المواطنون يتساءلون عن جدوى فتح أقسام الطوارئ في ساعات متأخرة، بينما تغلق الصيدليات أبوابها مبكرا.
وفي هذا الإطار، طالب عدد ممن إلتقيناهم بضرورة أن تستمر الصيدلية في فتح أبوابها، طالما أن هناك أقساما أخرى مفتوحة وتقدم خدمتها للمرضي، حيث تدون لهم وصفات دوائية لتخفيف من آلامهم، غير أنه لا يمكنهم اقتنائها بسبب غلق الصيدلة لمحلاتهم في أوقات مبكرة، متحملين بذلك الألم إلى غاية فتح أبوابها في اليوم الموالي.
وشدّد محدثينا بضرورة أن تحترم هذه الصيادلة لائحة المناوبة الليلية التي تقرّها الوزارة، حيث إنها تقدم لائحة أسبوعية تخصّ المناوبة الليلية والتي تلزم المناوبة على كل صيادلة بصفة دورية، حيث تعمل 24 ساعة وهو ما لا تحترمه بعض الصيدليات التي تغلق أبوابها قبل منتصف الليل بحجة غياب دوريات الأمن.
وقامت “الشعب” بجولة عبر عدد من أحياء العاصمة، حيث وجدنا عدد قليل فقط من الصيدليات التي تستمر في فتح أبوابها أمام الناس لتقدم خدماتها وكان لنا حديث مع عدد من المواطنين الذين تساءلوا عن فائدة فتح أقسام الطوارئ أبوابها مدام أن الصيدليات تقوم بغلق أبوابه،ا ما يعني أن المريض لا يمكن أن يقتني الدواء إلا في اليوم الموالي.
وفي هذا الإطار، أكد الأب محمد أنه عادة ما يضطر إلى أخذ ابنه إلى قسم الطوارئ بعد منتصف الليل، هذه الأخيرة التي تصف لابنه دواء لتخفيف الوجع، غير أنه يتفاجأ بأن الصيدلية المجاورة لحيّه مغلقة، مما يجعله يجوب مختلف أحياء وبلديات العاصمة بحثا عن صيدلية وعادة ما ييأس عن البحث عن واحدة مفتوحة ليفضل الرجوع إلى المنزل، وهو ما يجعله يتساءل في كل مرة عن جدوى فتح أقسام الطوارئ في ساعات متأخرة بينما الصيدلية تغلق أبوابها مبكرا.
ويتساءل المواطنون عن دور الرقابة وعمادة الصيدليات في مثل هذه الحالات، حيث يبقى المواطن الضحية الوحيد أمام هذه الوضعية، خاصة ما تعلّق بفتحها في المناسبات وأيام العطل.
واقتربت “الشعب” من بعض الصيدليات على غرار الصيدلية المتواجدة بشارع الشهداء بالعاصمة، حيث أكد لنا صيدلي أنه وعلى عكس عدد كبير من الصيدليات التي تغلق أبوابها مبكرا تعمل صيدلياتهم يوميا من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية منتصف الليل، وذلك التزاما بمهنيتهم تجاه المواطنين الذين هم في أمس الحاجة لصرف الدواء والتخفيف من آلامهم، غير أنه طرح مشكل الأمن على مستوى الحي وغياب دوريات الشرطة بعد منتصف الليل ما يضطرهم إلى غلق الصيدلية عند هذه الساعة.
نفس المشكل يعاني منه معظم أحياء وبلديات العاصمة ما يضطر أصحاب الصيدليات على غلق أبوابها في ساعات مبكرة من الليل خاصة في فصل الشتاء، فضلا عن غياب الإنارة على مستوى الأروقة التي تتواجد بها صيدلياتهم دون أن ينسى الحديث عن مشكل النقل الذي يعيق تنقل الصيدلي الذي لا يملك سيارة خاصة به.