تشهد ولاية الجلفة خلال الفترة الأخيرة حركية اقتصادية متجدّدة في مجال الاستثمار، تمثلت في إعادة تفعيل مشاريع صناعية كبرى، على غرار الإسمنت والصناعات التحويلية الفلاحية، إلى جانب استعدادات لإطلاق خطوط إنتاج جديدة. وتأتي هذه الدينامية في سياق محلي يتطلع فيه المواطنون إلى فرص تشغيل حقيقية، وتحقيق تنمية متوازنة تعكس الإمكانات التي تزخر بها المنطقة.
ففي بلدية عين الإبل، تم تسجيل إعادة تفعيل مصنع الإسمنت (ASEC)، الذي يعدّ من بين أهم المشاريع الصناعية الهيكلية بالولاية، وظل سكان الولاية ينتظرون دخوله حيّز النشاط. ويملك المصنع قدرة إنتاجية تقدر بـ 3 ملايين طن سنويا عبر خطي إنتاج، ويتربع على مساحة إجمالية تقارب 100 هكتار.
وتظهر البطاقة التقنية للمشروع أنه سيوفر 350 منصب عمل مباشر عند تشغيل خط إنتاج واحد، ليرتفع العدد إلى 500 منصب مع تشغيل الخطّين معا، إلى جانب 700 منصب غير مباشر. وهو ما يعكس الأثر الكبير لهذا المشروع في التخفيف من البطالة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية محليا. وتتواصل التحضيرات لإطلاق المشروع بشكل فعلي، حيث تم توجيه تعليمات تقنية لتسريع وتيرة الانطلاق، خاصة ما تعلق بالجوانب التنظيمية والإدارية، في إطار تنفيذ توجيهات عليا لدعم الاستثمار المحلي وتوسيع قاعدة الإنتاج الوطني.
وفي سياق متصل، تم تسجيل تقدم في مجال التصنيع الفلاحي ببلدية مسعد، حيث ينتظر أن يساهم مشروعان صناعيان في دعم التشغيل وتعزيز تثمين المنتجات الزراعية.
ويتعلق الأمر بمصنع تحويل المنتجات الفلاحية (Agrodiv)، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 150 طن يوميا، على مساحة تقدر بـ12 ألف متر مربع. ويركز المصنع على إنتاج مواد نصف مصنعة من لب الفلفل، لب الفلفل الحار، ولب الفواكه مثل المشمش والخوخ والتفاح.
وتشير المعطيات التقنية أن الوحدة توظف 4 عمال دائمين و20 عاملا موسميا، على أن ترتفع وتيرة التشغيل تدريجيا مع توسع النشاط وارتفاع الطلب. كما ينتظر أن يتم تدعيم وحدة مصبرات قالمة الصناعية بمسعد بمعدات جديدة، بما يسمح بضمان استمرارية الإنتاج على مدار السنة، وتحقيق استقرار أكبر في مناصب الشغل، وتنويع المنتوج الغذائي المحلي.
وتندرج هذه المشاريع ضمن مسعى محلي لربط الفلاحة بالصناعة، واستغلال الإمكانات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة، خصوصا في شعب الخضر والفواكه، ما من شأنه أن يرسخ أسس تنمية متكاملة ومستدامة على مستوى الولاية.