الجزائر مرجعا عالميا في السياحة الحموية.. خبير دولي:

222 منبع حموي حار يوفر فرصة ثمينة للاستثمار ببلادنا

رابح سلطاني

اعتبر الدكتور أحمد بلعيطر، خبير دولي جزائري في التداوي بالمياه الحموية ومياه البحر والتداوي عن طريق المناخ، في حديثه لــ “الشعب”، أن الجزائر تملك قدرات معتبرة في مجال السياحة الحموية الطبيعية، بالنظر إلى رصيدها الطويل في مجال النشاط في هذه الشعبة السياحية، إذ تعد من بين الدول الأولى في إفريقيا والوطن العربي في مجال التداوي والعلاج عن طريق المياه الحموية ومياه البحر، ما أهلها لأن تكون مرجعا دوليا في السياحة الحموية والعلاج بمياه البحر، إذ يعود لها الفضل في انطلاق أول تجربة للتداوي بمياه البحر من خلال انطلاق أول مركز استشفائي للعلاج بمياه البحر بالمقاييس العالمية على مستوى المركز سيدي فرج سنة 1980م وقبلها حمام الدباغ وقرقوق بمنطقة قالمة وسطيف على التوالي.

أشار الخبير العالمي وعضو المنظمة العالمية في السياحة الحموية والتداوي عن طريق مياه البحر، أن الجزائر تحصي أزيد من 222 حمام منبع حموي منها 100 منبع حموي بحسب الاحصائيات الأخيرة للوزارة، وتملك البطاقات التقنية والتحليلية المعترف بنجاعتها عن طريق الأكاديميات العالمية في الطب، من حيث توفرها على العناصر الأربعة المعتمدة في التصنيف العالمي على غرار المياه الحموية الأكثر بيكاربوناتية، المياه الكبريتية، والمياه السولفاتية، والمياه الملحية، إلى جانب توفر هذه المنابع على العناصر الفيزيوكيميائية على غرار درجات الحرارة التي تتجاوز 50 درجة مئوية، والغازات المفتوحة للاستثمار يمكن استغلالها في السياحة الحموية والعلاج الطبي التأهيلي عن طريق الإشراف الطبي.
ووفقا لهذه المقومات الطبيعية، دعا ذات المتحدث، إلى استغلال هذه الموارد وإعادة بعثها من خلال إعداد مرجع بكل منبع حموي يأخذ بعين الاعتبار ثقافة المنطقة، مع وضع كوادر بشرية مكونة تشرف على عملية العلاج الخاصة بكل مرض، وفقا لطرق علمية موحدة وبروتوكول علاجي موحد الخاص بكل مرض، مع ضمان التكوين المستمر لهذه الإطارات عبر معاهد متخصصة تشرف على التكوين، إلى جانب اعتماد خارطة وطنية لإعادة بعث هذا المورد الاقتصادي والسياحي، يأخذ بعين الاعتبار التطورات العلمية الحاصلة في ميدان السياحة الحموية، مع ضمان الصيانة المستمرة وحماية هذه المنابع لضمان نجاعتها العلاجية بحسبه.

الإعلام والتكوين البشري

من جهته أكد “محمد بودلال” رئيس المنظمة الوطنية لحماية التراث الثقافي والتنمية السياحية لـ “الشعب” عن أهمية شعبة السياحة الحموية في الجزائر ودورها البارز في تحقيق التنوع الاقتصادي في الجزائر، معتبرا أن هذه الشعبة من السياحة، لا تزال تحتاج المزيد من الاهتمام بالنظر إلى المواد الكبيرة والتنوع الذي تزخر به المناطق الجزائرية، ينذر تواجده في أي دول أجنبية، لاسيما بالنظر إلى طابعها المتغير بحسبه من منطقة إلى منطقة، فالسياحة الحموية ذات الطابع الصحراوي في الجنوب تختلف عن السياحة ذات الطابع الحموي في الشمال أو التل.
 ودعا الوصاية إلى ضرورة فتح المجال أمام المنظمات والجمعيات الناشطة في المجال السياحي لإثراء هذه الشعب السياحية، قصد التنسيق ووضع خارطة لتطويره وتفعيل مردودها الاقتصادي أكثر، من خلال الاعتماد على الإعلام والإشهار للترويج لهذه الأماكن، مع متابعتها المستمرة في توفير المرافق العمومية.
إلى جانب إعادة النظر في خارطة تكوين الإطارات البشرية والمرشدين، على غرار استحداث شرطة السياحة وتكوين كل من له علاقة بالسياحة والسائح بشكل عام، مثل ادراج تكوين سياحي خاص بسائق الأجرة وأعوان الاستقبال على مستوى المرافق العمومية، لارتباطهم الوثيق بالسائح واعتبارهم واجهة السياحة في الجزائر، مع إقامة لقاءات ميدانية إعلامية على مستوى المواقع السياحية بما فيها الحمامات المعدنية.
ودعا ممثل المكتب الولائي للمنظمة الوطنية لحماية التراث الثقافي والتنمية السياحية ببرج بوعريريج، إلى ضرورة تفعيل السياحة الحموية باعتبارها أداة حقيقية للتنمية السياحية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، من خلال التعريف والتحفيز على السياحة الداخلية بكل الطرق والوسائل الدعائية المتوفرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية التكوين المتواصل وتأهيل المعارف السياحية على استغلال التسويق الرقمي بحسبه، وإقامة شراكة مع مختلف مؤسسات التكوين السياحي والمدارس، وإقامة مسابقات وطنية للصور الملتقطة بالهواتف النقالة حول موضوع أجمل صورة عن مناطق سياحية بالجزائر للترويج والدعاية والإشهار، والعمل على توفير الخدمات التي يحتاجها السائح في المناطق الحموية، مع إشراك المنظمات والجمعيات ومساعدتهم في المجال السياحي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19741

العدد 19741

الأحد 06 أفريل 2025
العدد 19740

العدد 19740

السبت 05 أفريل 2025
العدد 19739

العدد 19739

الجمعة 04 أفريل 2025
العدد 19738

العدد 19738

الأربعاء 02 أفريل 2025