تحسين جودة حياة السكان وتعزيز الجاذبية للزوار

وهران.. نموذج لنجاح جهود نظافة المحيط

براهمية مسعودة

تعتبر النظافة العامة في المدن والنواحي والبلدات، من أهم المؤشرات على جودة الحياة والصحة البيئة؛ الأمر الذي جعل الجزائر، تبذل جهودا متنامية لتحسين مستوى النظافة وحماية البيئة، باعتماد خطط وبرامج حكومية طموحة، بالإضافة إلى مبادرات مجتمعية، تهدف إلى مشاركة المواطنين في هذا المسعى، باعتبارها أحد أولويات التنمية المستدامة في البلاد.

تمّ وضع استراتيجية وطنية شاملة لإدارة النفايات الصلبة، تشمل جوانب التخزين والنقل والمعالجة والتخلّص الآمن منها، كما تمّ تعزيز البنية التحتية للنظافة، من خلال إنشاء محطات ومرافق جديدة لفرز وتدوير النفايات في مختلف الولايات، ناهيك عن تكثيف علاقات التعاون بين مختلف الجهات الحكومة المعنية، لتنسيق المساعي وتبادل الخبرات، بالموازاة مع الجهود التوعوية والتثقيفية المكثّفة لزيادة الوعي المجتمعي بأهمية النظافة كثقافة وسلوك حضاري.
إلى جانب الجهود الحكومية، شهدت السنوات الأخيرة تنامي مبادرات المجتمع المدني والمواطنين في مجال النظافة العامة، تتنوّع بين حملات التنظيف التطوعية في الأحياء والمناطق العامة، ومبادرات لفرز النفايات وتثمينها، وأنشطة التوعية البيئية في المدارس والجامعات، وغيرها من الأنشطة التطوعية، التي تساهم في تعزيز الوعي البيئي لدى المواطنين وتحفيزهم على المشاركة الفعّالة في الحفاظ على نظافة المحيط.
ونتيجة للجهود المبذولة على المستويين الحكومي والمجتمعي، شهدت عاصمة الغرب الجزائري، وهران، تطورا ملحوظا في مستوى النظافة والتهيئة الحضارية والتزيين، وغيرها من المجالات التي تعتبر أساس التحضير والتقدّم والرقي، وتعكس صورة هذه المدينة العريقة، الملقبة بـ«الباهية”، باعتبارها وجهة سياحية متميزة، تلبي كافة أذواق السائحين.
ويشكّل موسم الاصطياف، تحديا كبيرا أمام السلطات المحلية لتعزيز النظافة وتوفير الظروف المثلى للراحة والاستجمام والاسترخاء، خلال هذه الفترة الحيوية، سيما مع ارتفاع عدد زوار هذه المدينة الساحلية الزاخرة إلى زهاء 8 و12 مليون سائح من داخل وخارج الوطن، بحسب ما أفادت به رئيسة مصلحة التحسيس والاعلام والتربية البيئية بمديرية البيئية لوهران، منصوري عائشة.
وأكدت السيد عائشة في تصريح لـ«الشعب” استمرار الجهود المكثفة على جميع الأصعدة لتوفير تجربة سياحية نظيفة وجميلة، من خلال ضبط برامج شاملة وعمليات تطوعية هادفة، تساهم في الحفاظ على سمعة المدينة، كوجهة سياحية بامتياز، وذلك بمشاركة مختلف القطاعات والهيآت ذات الصلة، وفق تعبيرها.
وأبرزت أن أولى هذه البرامج، هي تكثيف أعمال جمع ونقل النفايات من جميع أنحاء المدينة، وخاصة الطرقات والشواطئ والغابات والأماكن السياحية، من خلال نشر عدد إضافي من مركبات الجمع والنقل، وتوظيف موظفين إضافيين، ناهيك عن زيادة عدد الحاويات، لضمان تغطية أوسع وأسرع لهذه المناطق المزدحمة.
وللتأكد من نجاح هذه البرامج، يسهر والي وهران، سعيد سعيود، على تنظيم اجتماعات أسبوعية مع مختلف الجهات المعنية، بالموازاة وخلق لجنة ولائية خاصة للوقوف على تنفيذها بشكل منتظم، من خلال مرافقة البلديات ومختلف الجهات المعنية، يضيف نفس المصدر.
ولفتت إلى أن المديرة الولائية للبيئة بوهران، باعتبارها، إحدى الجهات الحكومية الرئيسية المسؤولة عن إدارة وحماية البيئة، تواصل تنظيم حملات تنظيف شاملة، لمسح المناطق العامة والطرق والشواطئ والغابات، وغيرها من الأماكن التي تشهد إقبالا كثيفا، وذلك بالموازاة مع الحمالات التوعوية للمواطنين والزوار، حول أهمية المحافظة على نظافة البيئة والابتعاد على التخلص العشوائي النفايات.
كما أشارت رئيسة مصلحة التحسيس والإعلام والتربية البيئية، منصوري عائشة، أن الإدارة ذاتها، تسهر على نظافة شواطئ 14 بلدة ساحلية، وذلك بالتنسيق والتعاون مع البلديات وفعاليات المجتمع، ناهيك عن الشراكة المتينة بينها وبين مديرية البيئة ومحافظة الغابات، خاصة في مجالات حماية الغابات من مختلف التهديدات، أخطرها النفايات القابلة للاشتعال.
وأبرزت أيضا أن موسم الاصطياف، هو فترة مثالية، لتعزيز المبادرات المجتمعية المشتركة في الحفاظ على نظافة المدينة، من خلال إعداد برامج تطوعية وتنظيم فعاليات جماعية في مختلف مناطق المدينة، خاصة على مستوى الشواطئ، بهدف تحسبن جودة الحياة السكان المحليين، وتعزيز جاذبيتها للزوار والسياح.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024