يشكّل تسيير المفرغات العشوائية الشغل الشاغل للمسؤولين بولاية سيدي بلعباس، خاصة أنها أصبحت تحتل مساحات شاسعة، بينما تملك الولاية مركزا للردم التقني ومفرغات عمومية مراقبة.
خلص اليوم الدراسي حول واقع تسيير النفايات واقع وتحدي، الى ضرورة مساهمة البلديات عن طريق وضع مخطط توجيهي لتسيير النفايات والتعاقد مع مراكز الردم التقني لاستغلال النفايات وتدويرها، وغلق المفرغات العشوائية على مستوى 12 بلدية متعاقدة مع مراكز الردم والتسيير التقني للمفرغات العشوائية بالبلديات غير متعاقدة مع مراكز الردم التقني بفتح هذه الأخيرة لمسالك وخلق منبع مائي، وأيضا خلق مواقع لاستقبال النفايات الهامدة بطريقة منتظمة وتصنيف المنشات التي تنشط بدون رخصة استغلال.
كما تمّ التأكيد على ضرورة تشجيع الاستثمار في تسيير النفايات، والعمل على رفع التجميد على 9 عمليات المسجلة للقطاع لأجل تسيير النفايات، منها مركز الردم التقني بعين البرد، تسالة، مركز النفايات الصلبة ومراكز التحويل، ويوجد مركز للنفايات الهامدة بسيدي إبراهيم.
وتمّ اقتراح الحاويات المدفونة للحفاظ على الصحة العمومية، وأيضا إنشاء مركز لتسيير المؤسسات المستغلة للنفايات ومنع الفرز الغير شرعي للنفايات، حيث تحصي 20 موقعا للتجميع يمكن التعامل مع أصحابها لاسترجاع النفايات، ما قد يدر أموالا كبيرة على القطاع، ويساعد هؤلاء على كسب عيشهم، ومن ثمة المساهمة في التنمية المستدامة، كما تنص عليه إستراتيجية الجزائر في تسيير النفايات.
وحسب المديرة الولائية للبيئة، فإن مصالحها بمعية المصالح الفلاحية، الغابات ومركز الردم التقني ومن خلال خرجات ميدانية، أحصت شهر أفريل 66 مفرغة عشوائية عبر 52 بلدية، تتربع على 124 هكتار، منها 27 بالمائة من الأراضي الفلاحية و 52 بالمائة أراضي غابية، و21 بالمائة أراضي ملكا للدولة، توجد بدون حراسة ولا تسييج ويمكن أن تتوسع، تستقبل ما كميته 939 طن من النفايات المنزلية و الصلبة والهامدة يوميا، منها 450 طن يتم تحويلها الى مراكز الردم التقني لمعالجتها، بينما 450 طن يوميا الأخرى مهملة.
بينما تحصي 17 بلدية متعاقدة مع مركز الردم التقني لسيدي بلعباس، وما زالت تحتل 14.8 هكتار من المفرغات العشوائية، 7 بلديات قيد التعاقد وتحتل مفرغاتها 13.2 هكتار، في انتظار تعاقد خمس بلديات مع مراكز الردم التقني، ما يمكن من استرجاع 12.57 هكتار والتخلص من 7.5 هكتار من المفرغات العشوائية، توجد بدون حراسة ولا تسييج وقادرة على التوسع.
وتحصي ولاية سيدي بلعباس 7 مفرغات عمومية ومراكز للردم التقني، منها مفرغتين مراقبتين بمرحوم والمسيد بلغت نسبة إشغالها 70 بالمائة، ينتظر أن تتعاقد مع 7 بلديات، وبلغ الاستثمار في مراكز الردم التقني والمفرغات المراقبة 120 مليار سنتيم.
واختيرت ولاية سيدي بلعباس ولاية نموذجية للاستفادة من خلال برنامج الدعم للتسيير المدمج للنفايات، حيث استفادت من وحدة التسميد بقيمة 20 مليار سنتيم، مركز فرز للنفايات بقيمة 30 مليار ومحطة لمعالجة عصارة النفايات بقيمة 20 مليار سنتيم، ما زالت المفرغات العشوائية تنتشر.
ومن جهتها، أحصت محافظة الغابات 29 مفرغة بالغابات، تتربع على مساحة إجمالية 42 هكتارا، هذه المفرغات تؤثر على الثروة الحيوانية والنباتية و تلوث المياه الجوفية، كما أنها تتسبب في اندلاع الحرائق، بينما يمكن أن تتدخل البلديات لمنع زحف النفايات بالوسط الغابي، وأكد محافظ الغابات أن التعاقد مع مراكز الردم التقني سيقضي على 73 بالمائة من المفرغات العشوائية على المدى القصير، ما قد يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي، وتساهم النفايات المسترجعة في التنمية المستدامة.