حقّقت التجربة النموذجية لزراعة السلجم الزيتي بمعسكر نتائج مبهرة، على الرغم من صغر المساحة المخصصة لهذه الزراعة الإستراتيجية بمعسكر، وتحديدا بإقليم دائرة عين أفكان، حيث تم الانطلاق في حصاد وجني محصول السلجم الزيتي نهاية الأسبوع.
صرّح مسؤول مشروع زراعة الكولزا بالولاية - ممثل شركة سوترافيت - مصطفى فكنوس، انه تقرر توسيع المساحة الفلاحية الموجهة لزراعة السلجم الزيتي بمعسكر، من صنف مقاوم للأمراض، ويلائم طبيعة مناخ المنطقة الجافة على مساحة 564 هكتار بمنطقة عين أفكان.
وأشار المسؤول، إلى أن التجربة النموذجية التي مست في المرحلة الأولى 24 هكتارا، يتوقع أن تنتج نحو 20 قنطارا بنفس المساحة المزروعة، وهو مردود وفير نسبيا مقابل المساحة المخصصة له، لافتا أن الفلاحين أبدوا اهتماما بالغا بهذه الزراعة الإستراتيجية الجديدة التي تفتح آفاقا واعدة أمامهم، ومن أجل تحقيق اكتفاء ذاتي من جانب إنتاج أعلاف الحيوانات، وكذلك المادة الأولية لزيت المائدة، لاسيما وأن ولاية معسكر تتوفر على وحدة صناعية بالمحمدية متخصصة في إنتاج المادة الأولية لزيت المائدة و إنتاج الأعلاف من مخلفات التحويل.
وذكر مصطفى فكنوس، أنّ شركة سوترافيت أشرفت خلال الموسم الفلاحي الجاري الداخل لمرحلة الحصاد، على المتابعة الصحية والإرشادية للمساحات الفلاحية المخصصة لزراعة السلجم الزيتي بعين أفكان وأنواع من البقوليات الجافة على مستوى غريس ووادي التاغية بتكلفة منخفضة مناسبة لأداءات الفلاحين مقابل مردودها الوفير، وذلك تشجيعا للفلاحين على الخوض في مجال الزراعات الإستراتيجية التي يعتمد عليها في تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتخليص الاقتصاد الوطني من التبعية للخارج من حيث اقتناء البذور بالعملة الصعبة.
من جهته، أبدى الفلاح بن عومر مراح، صاحب المساحة الفلاحية المخصصة لإنتاج الكولزا بعين أفكان، ارتياحه للإنتاج المحصّل عليه من السلجم الزيتي، داعيا عموم الفلاحين إلى خوض هذه التجربة الفلاحية الجديدة ذات الآفاق الواعدة، مثمّنا في ذات الصدد قرار الدولة بشأن تحديد أسعار الحبوب، وتسهيل إجراءات تسليمها لديوان الحبوب والبقوليات الجافة، ما سيقضي - حسبه - على المضاربة في معاملات بيع وشراء الحبوب بالأسواق الموازية.
وتزامن انطلاق حملة الحصاد والدرس التي ستمس مساحة 85 ألف هكتار من محصول القمح والشعير و1200 هكتار من محاصيل البقوليات الجافة، مع انطلاق حملة جني البطاطا الموسمية التي يتوقع أن يصل مردودها إلى 1,5 مليون قنطار.
في هذا الصدد، أكد والي معسكر عبد الخالق صيودة، أن جميع الترتيبات اللوجيستية اتخذت من أجل استقبال شحنات الحبوب من الفلاحين عبر 15 نقطة تجميع بتراب الولاية، فضلا عن تخصيص إجمالي لـ 300 ألف م³ من طاقة التخزين بغرف التبريد لمنتوج البطاطا.
وأوضح أن عملية تخزين البطاطا واستلامها من المنتجين سيحظى برقابة صارمة، تفاديا للمشاكل وظواهر الندرة والمضاربة التي عرفها منتوج البطاطا الموجهة للاستهلاك في الأشهر الماضية، وذلك تزامنا مع إعداد برنامج جديد لدعم تخزين المادة، يشمل تدخل مؤسسات الدولة من أجل شراءالمنتوج من الفلاحين للتحكم في الوفرة والأسعار مستقبلا.