يشتكي سكان حي 08 ماي 1945 المعروف «بالباطوار» شعبيا، من الانتشار الواسع للحشرات السامة، على غرار العقارب والثعابين التي فرضت على السكان المجاورين لمقبرة سيدي بتقة وسط مدينة برج بوعريريج حظرا من نوع خاص، سيما بعد مصادفتها داخل البيوت وعلى مستوى الأواني المنزلية، حيث ساهم الارتفاع المحسوس في درجة الحرارة والانتشار الواسع للحشائش والأحراش على مستوى المقبرة إلى تكاثرها، وزحفها نحو البيوت المنازل المتاخمة لمقبرة سيدى بتقة المجاورة.
تشهد الطرقات والسكنات المجاورة لمقبرة سيدي بتقة «بالباطوار» وسط مدينة برج بوعريريج موجة انتشار واسعة للحشرات السامة والعقارب بمختلف أنواعها وألوانها، ما أحالت حياتهم إلى كابوس حقيقي، وهاجس يطارد العشرات من السكان والبيوت المتاخمة لمقبرة سيدي بتقة.
وأكد السكان لـ «الشعب»، أن معاناتهم مع الحشرات تتفاقم يوما بعد يوم، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، أين تغزو هذه الحشرات وخاصة العقارب منازلهم، وتصبح مصدر تهديد لحياة الأفراد بسب تواجدها داخل المنازل وعلى مستوى الأغراض والأواني المنزلية للسكان، ناهيك على الأطفال الذين لا يدركون درجات الخطورة، ولا يملكون أدنى فكرة عن مدى سمية هذه الحشرات.
ويرى مواطن آخر أن عملية الاصطياد وقتل العقارب والحشرات السامة على مستوى الحي أضحت مسلسلا يتكرر كل مساء منذ بداية الصيف، حيث يتم رصد العشرات من العقارب والأفاعي بمختلف الأنواع والأشكال، تزحف نحو منازلهم من مقبرة سيدي بتقة المجاورة.
وأرجع السكان سبب الانتشار الرهيب للعقارب والحشرات السامة، الى قرب منازلهم من مقبرة سيدي بتقة التي تتوفر على ستة أبواب، حيث ساهمت بشكل كبير في خروج العقارب إلى الحي، الى جانب الانتشار الرهيب للحشائش والأحراش على مستوى المقبرة عقب التساقط الأخير للأمطار، إلى جانب قدم هذه المقبرة وشساعتها وانتشار الصخور والأحجار القديمة بشكل عشوائي باعتبارها مرتعا خصبا لتكاثرها وتزايدها بأعداد هائلة، وانتشار كل أنواع العقارب على اختلاف أنواعها ودرجات سميتها، في حين أرجع البعض الآخر تنامي هذه الظاهرة، إلى غياب حملات النظافة والتعقيم على مستوى المقبرة، وغياب دور السلطات المحلية في الحفاظ على نظافتها من خلال قطع الحشائش، والقضاء على اليرقات وبيض العقارب والثعابين في مهدها لمنع دورة التكاثر التي غالبا ما تبدأ في موسم الربيع، على حد وصفه.
هذا الوضع دفع بسكان حي 08 ماي 1945 إلى البحث عن آليات وقواعد وقائية تفاديا لخطر الإصابة بالتسمم العقربي، حيث يلجأ السكان في الغالب إلى استعمال بعض المواد يعتقدون أنها قادرة على إبعاد الحشرات السامة على غرار استعمال مادة القطران على حواف المنازل وزيوت السيارات والوقود، معتقدين أنها فعّالة طاردة للعقارب ومنعها من الزحف نحو المنازل.
فيما تلجأ جل العائلات في الغالب إلى تحصين أماكن النوم من خلال عمليات تمشيط وبحث على مستوى الافرشة والأغطية قبل الخلود إلى النوم، كإجراء روتني مساء كل يوم من أجل تفادي خطر اللسعات أثناء النوم، خاصة عند الأطفال الأكثر عرضة للتسمم العقربي.
سكان الحي ناشدوا السلطات المحلية البلدية والصحية من أجل انتشالهم من هذا الكابوس، موجهين نداء استغاثة بضرورة التدخل العاجل، وبرمجة حملات نظافة وتعقيم داخل المقبرة، التي من شأنها أن تساهم في القضاء على انتشار العقارب والثعابين على مستوى الحي، وتقضي على تخوفات السكان التي تتعالى وتزداد يوما بعد يوم، ومع بداية كل صيف.
المصالح البلدية على مستوى برج بوعريريج، في ردها على انشغالات مواطني الحي، أكدت لـ «الشعب» أنه سيتم برمجة عمليات تعقيم خاصة بالأحياء في قادم الأيام بوتيرة مدروسة ومستمرة، ووفق فريق مختص يشرف عليه خبراء في المجال من أجل القضاء على هذا المشكل نهائيا.