قال رئيس جمعية مربي النحل بولاية معسكر، بوسلة عبد القادر، إن الظروف المناخية التي عرفها الموسم الفلاحي الجاري ساعدت كثيرا في تكاثر أسراب النحل، ما دفع بالنحالين إلى تكثيف عملية التطريد وتقسيم الخلايا تفاديا لهجرة أسراب النحل.
أوضح متحدث «الشعب»، عضو مجلس إدارة الغرفة الفلاحية لمعسكر، والخبير في تربية النحل، أن تكاثر أسراب النحل بفعل الظروف المناخية الجيدة، أظهر حاجة المربين إلى خلايا جديدة من أجل عملية التطريد التي تهدف إلى تخفيف الضغط عن خلايا النحل النشطة وتشبعها، وبالتالي منع هجرة أسراب النحل وتحسين تكاثرها في خلايا جديدة.
وأشار إلى أنه تم تسجيل عودة أسراب النحل المنتجة للعسل الطبيعي إلى الجبال والمساحات الغابية بمعسكر بحثا عن مراعي جديدة، بفعل توفر الغذاء وتنوعه بعد مدة طويلة من اختفاء خلايا النحل البري في الأوساط الغابية، وبسبب تعسر عملية التطريد على بعض المربين نتيجة عدم توفر خلايا النحل.
وأضاف عبد القادر بوسلة على هامش فعاليات اليوم الإرشادي والتحسيسي حول تربية النحل المنظم بالمعهد الوطني المتخصص في تقنيات الفلاحة بتيغنيف، تحت شعار «العسل ذهب أصفر من أجل التنمية المستدامة»، أنه يتوقع ارتفاع في إنتاج العسل الطبيعي لهذا الموسم، لاسيما بالنسبة للمربين بالناحية الجنوبية لإقليم ولاية معسكر، مشيرا إلى أن عملية جني العسل قد بدأت منذ فترة بالمحمدية.
وأكّد المتحدّث أنّ نشاط تربية النحل تزايد بولاية معسكر في الآونة الأخيرة لعدة أسباب وعوامل، منها الظروف المناخية الملائمة، وتراجع استعمال المبيدات الفلاحية في فترات معينة، فضلا عن الدعم والتكوين الذي يقدم للمربين بشكل دوري ومستمر.
وأوضح أن عدد المربين بتراب الولاية لم يعد مضبوطا بفعل تزايد اهتمام الفلاحين بنشاط تربية النحل، مؤكدا في سياق حديثه، أن الواقع المتحسّن لشعبة تربية النحل وإنتاج العسل من حيث المردودية، يحتاج إلى التنظيم والتهيكل داخل تعاونيات فلاحية، الأمر الذي تأخر كثيرا بولاية معسكر - المعروفة بإنتاج العسل من 7 أصناف - بسبب جهل المربين بفوائد التهيكل داخل التعاونيات الفلاحية.
من جانب آخر، مكّنت محافظة الغابات لولاية معسكر، 109 مربي النحل من الاستفادة من استغلال الأملاك الغابية على مساحة 129 هكتار مجهزة بـ 1797 خلية نحل على مستوى 21 بلدية، بذكر أن الغطاء الغابي للولاية المتنوع، يوفر المراعي الملائمة لتربية النحل من 6 أنواع من الأشجار الغابية و7 أنواع من النباتات العسلية، في حين أثمرت جهود المصالح الفلاحية بين فترة 2018-2022 عن توزيع 3155 خلية نحل على الفلاحين، الذين استفادوا من التكوين في مجال تربية النحل بهدف تحقيق أهداف اقتصادية.