مع غياب مسابح بالمسيلة

تسجيل عدّة وفيات في البرك والأودية

المسيلة: عامر ناجح

تتكرّر بداية كل صيف ببلديات المسيلة حوادث الغرق في البرك المائية والآبار وحتى المستنقعات والأودية، على الرغم من الإجراءات الردعية التي فرضتها السلطات المحلية على مالكي الآبار والأحواض المائية، وكذا دخول العديد من المسابح حيز الخدمة، إلا أنها تبقى غير كافية للتعداد السكاني الكبير وشساعة ولاية المسيلة.

 يلجأ الكثير من شباب بلديات المسيلة مع ارتفاع درجات حرارة الصيف إلى السباحة في الأحواض المائية التقليدية التي يتخذها الفلاحون لسقي مزروعاتهم في فصل الصيف أو اللجوء إلى الأودية والبرك المائية الراكدة، في ظل نقص وانعدام المسابح، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التنقل إلى شواطئ البحر وبعد المسافة،  ما تسبّب في العديد من حوادث الوفيات خلال الصيف الماضي، ودفع السلطات الولائية إلى اتخاذ العديد من الإجراءات الردعية، على أمل الحد من ظاهرة السباحة في البرك والأدوية والسدود.
توفير المسابح مطلب الشباب
 يرفع العديد من شباب البلديات وبالأخص تلك التي تعرف ارتفاع درجات الحرارة الكبيرة ولا يتواجد بها مسابح يقصدونها، التحدي  للسباحة في البركة والسدود التقليدية، وغالبا ما ينتهي بهم المطاف في عداد الغرقى.
ومن بين هؤلاء شباب بلديات المسيلة الشرقية على غرار أولاد دراج وشباب بلديات السوامع وأولاد عدي لقبالة ولمعاضيد، وشباب بلديات مقرة وبرهوم وبلعايبة والدهاهنة وعين الخضرا، حيث  يضطر هؤلاء اللجوء إلى البرك المائية والأودية  على ضوء توفر مسبحين بالمنتجع السياحي الذي دخل حيز الخدمة مؤخرا، إلا أنه لا يفي بالغرض نظرا للتعداد السكاني الكبير للمنطقة الشرقية، بالإضافة إلى تكاليف الدخول إلى المنتجع وتكاليف السباحة، ما يضطر الكثير منهم التوجه الى سد سوبلة للتنزه أو ممارسة السباحة خلسة عن القائمين على السد أو اللجوء إلى البرك المائية.
نفس الحال يعانيه شباب بلدية حمام الضلعة الواقعة حوالي 30 كلم  شمال ولاية المسيلة, بسبب انعدام مسابح يقصدونها، وعدم قدرتهم على التنقل إلى الولايات الساحلية، للتمتع بزرقة البحر في فصل الصيف، حيث تشهد المنطقة ارتفاعا لدرجات الحرارة فاقت في بعض الأحيان 45 درجة، وبالرغم من المطالب المرفوعة والمتجددة كل بداية صيف للسلطات المحلية لتجسيد مسبح بالمنطقة يقصدونه، إلا أن الأمر ما يزال على حاله لغاية اليوم.
فالمسابح ستجنب شباب المنطقة الذهاب للسباحة في البرك والأودية والسدود للحفاظ على حياتهم، كما سيفك الاكتظاظ عن المسبح النصف الاولمبي بعاصمة الولاية ولو بنسبة ضئيلة، والذي يقصده الكثير من أبناء المنطقة ميسوري الحال.
ويرى شباب حمام الضلعة أن إنشاء مسبح ببلديتهم في ضواحي حي 114 مسكن، مكان الثكنة القديمة، كون المكان قريب من كل الجهات وكذا وجوده في منطقة بعيدة عن الاختناق المروري، سيكون مشروعا ناجحل بكل المقاييس وإضافة للمنطقة، خاصة أن المنطقة تحصي  أكثر من 36 تجمعا سكانيا، ولا يجدون متنفسا بعد العطلة إلا الرياضة أو الثقافة لكنهم يصطدمون بواقع مرير يدفع بهم لممارسة عادات خطيرة خصوصا شباب القرى والمناطق النائية، على ضوء انعدام هذا المرفق الذي بات ضروريا، والذي من من شأنه أن يرفع عنهم الغبن ويعزز بقائهم في منطقتهم.
إجراءات ردعية للوقاية
   أعطت السلطات الولائية إشارة دخول حيز الخدمة العديد من المسابح، ووضع حجر الأساس لتجسيد العديد من المسابح والملاعب الجوارية تندرج في إطار دعم الشباب لتكون المقصد لهم، خاصة في فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعا كبيرا لدرجات الحرارة من خلال تدشين مسبحين بجوار ببلدية عين الريش وعين الملح، حيث سيكونا مقصدين لشباب المنطقة الجنوبية على ضوء انعدام المرافق الترفيهية.
كما أعطت السلطات الولائية إشارة وضع حجر الأساس لإنجاز مسبح جواري بعاصمة الولاية، وبالضبط بمعهد الري سابقا وكذا وضع حجر الأساس لإنجاز مسابح بكل من بلدية مسيف وجبل مساعد قصد تجنيب شباب المناطق الجنوبية التي تشهد ارتفاعا رهيبا في درجات الحرارة، السباحة في البرك والأودية والسدود بعد أن تم تسجيل السنة الماضية وفاة تسعة أشخاص غرقا في البرك والأودية والسدود.
وعلى الرغم من وضع السلطات الولائية عدة إجراءات قصد الحد من الظاهرة، على غرار فرض على الفلاحين تسييج البرك والمسطحات المائية، وكذا تغطية الآبار وحماية السدود التقليدية التي تستعمل في السقي والقيام بالعديد من الحملات التحسيسية عبر مختلف المناطق من تراب الولاية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024