تستعد ولاية بومرداس الساحلية لإستقبال ضيوفها قبل أيام من انطلاق موسم الاصطياف، الذين سينزلون مجددا في محطة ترابية تفتقد لكل متطلبات التهيئة الحضرية والخدمات الأساسية، وهي الصورة السوداوية التي طالت مع الزمن وارتسمت في عيون الزائرين والمسافرين، في وقت يطالب الجميع خاصة الناقلين بضرورة فتح المحطة الحضرية الجديدة التي انتهت بها الأشغال لكنها تتأرجح مع عملية إعداد دفتر الشروط المتعلق بالتسيير.
بعد سنوات من تخبّط مشروع محطة نقل المسافرين الجديدة لولاية بومرداس ما بين المشاكل التقنية والإدارية وأزمة اختيار الأرضية، دخلت المحطة مرحلة أخرى من الركود وانتقال الملف بين مصالح مديرية النقل، البلدية، مصالح أملاك الدولة ومحاولات لجنة الولاية الانتهاء سريعا من إعداد دفتر شروط والمصادقة عليه فيما يتعلق بعملية الكراء وتحديد السعر الافتتاحي للصفقة، حسب مصادر محلية تحدثت لـ «الشعب».
مقابل هذه الإجراءات الإدارية والتقنية التي استهلكت وقتا كبيرا، وعطلت من عملية وضع حيز الخدمة لهذا المشروع الحيوي الذي ينتظره المواطن وأصحاب المركبات بفارغ الصبر من أجل التخلص من تبعات المشاكل اليومية التي يعانون منها بشبه المحطة الحالية التي لم تعد صالحة تماما لاستقبال المسافرين والضيوف القادمين من الولايات المجاورة بسبب جملة النقائص كغياب النظافة وشروط الراحة، وهي الضغوطات التي ستزداد خلال عطلة الصيف وبداية موسم الاصطياف.
كما دفعت هذه الوضعية الكارثية للمحطة الحالية، وتأخر تسليم المحطة الجديدة بالناقلين إلى الاحتجاج في أكثر من مناسبة من أجل تحسين ظروف العمل وحفظ كرامة المسافرين، الذين يعانون يوميا هم كذلك مثلما رصدته «الشعب» ليس فقط بهذه المحطة التي أصبحت تختزل كل الصور السلبية لواقع قطاع النقل بهذه الولاية الساحلية والسياحية التي تفتقد أغلب بلدياتها الـ 32 لمحطات مهيأة، وكل ما هو موجود عبارة عن مواقف مؤقتة على الأرصفة والطرقات العامة بعيدة كل البعد من المعايير العصرية.
يذكر أنّ مشروع المحطة الحضرية لنقل المسافرين بعاصمة الولاية كان مسجّلا ضمن عدة مشاريع حيوية استفاد منها قطاع النقل بولاية بومرداس، أو بالأحرى من مخلفات المخطط 2005 - 2009، الذي شمل أيضا المشروع الهام الخاص بالمحطة البرية الغائبة من ولاية تمثل قطبا اقتصاديا وسياحيا، إضافة إلى 9 محطات حضرية أخرى عصرية مسجلة بالمخطط 2010 - 2014 عبر الدوائر التسعة، وقطبين للتحويلات في كل من تيجلابين وبرج منايل.
مع الإشارة أيضا إلى أن مشروع المحطة البرية لولاية بومرداس عرف عدة اقتراحات واختيارات لتحديد أرضية الانجاز التي كانت بداية بجوار محطة القطار على مساحة 17 ألف متر مربع، قبل أن يتم اقتراح أرضية أخرى بالمخرج الغربي للمدينة باتجاه بلدية قورصو على مساحة 57 ألف متر مربع، لكن الدراسات التقنية لم تكن في صالح المشروع، لتبقى الولاية تشكلا استثناءً تقريبا في هذا المجال الحيوي مقارنة مع باقي الولايات.