تعد الزربيّة التقليدية من الموروثات الشعبية بوادي سوف، وأحد أقدم الصناعات التقليدية، والفنون التي تدخل ضمن التراث الثقافي الأصيل في المجتمع المحلي، الذي تسعى مصالح مديرية السياحة وغرفة الصناعة التقليدية والحرف إلى إعادة بعثه وإحيائه من جديد.
أكّد المشاركون في الورشة التقنية حول آليات إعادة بعث وإحياء زربية وادي سوف المنظمة بدار الصناعة التقليدية والحرف بالوادي، على ضرورة وضع إستراتيجيات للحفاظ على الحرف الآيلة للزوال، وآليات لإنتاج وتسويق منتجات الحرفيين من الزرابي، بالإضافة لتحديد أهم المشاكل التي تعاني منها هاته الحرفة التقليدية.
وقال مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف بالوادي عليلي ميمي في تصريح لـ «الشعب»، بأن الورشة تطرقت لآليات المحافظة على زربِيّة وادي سوف كتراث مادي، وإعادة بعث إنتاجها التقليدي وفق متطلبات الأسواق الوطنية والدولية ومعالجة مسائل تسويقها، مع الوصول إلى الأهداف التي يرجوها الحرفي من عملية الإنتاج، والعمل على تحقيقها.
كما أضاف عليلي أن هاته المبادرة تضمّنت ورشتين، الأولى ناقشت الأسباب التي أدت إلى عزوف الحرفي المنتج على صناعتها وعدم اهتمام المستهلك باقتنائها، في حين تناولت الورشة الثانية الحلول الممكنة لإعادة بعث الزّرْبِيّة وإحيائها.
وفي هذا الصدد، اقترح المشاركون في الورشة استحداث سوق أسبوعي للزربِيّة والعمل على ترسيم عيد لها، والقيام بدراسة أكاديمية حول زربِيّة وادي سوف تعالج جانبها التاريخي والثقافي ورموزها، والعمل على توحيدها لدى الحرفيين، وكذا إجراء دورات تكوينية للحرفيين في مجال دمغ الزرابي، ومرافقة صانعيها في اقتناء المواد الأولية، والمساهمة في الترويج لهاته الحرفة التقليدية في كل المحافل المحلية والوطنية بكل الوسائل المتاحة.
وتتميز الزربِيّة المحلية بأشكالها وزخارفها المستمدة من التراث الصحراوي الشعبي للمنطقة، وكانت إلى وقت قريب أحد مظاهر الاحتفاء في الأعراس والمناسبات الإجتماعية والدينية، مما عكس مكانتها لدى عموم أهل سوف.
للإشارة، نظّمت غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية الوادي هذه الورشة بالتنسيق مع مديرية السياحة والصناعة التقليدية ومديرية الثقافة والفنون، ومشاركة العديد من الحرفيين والجمعيات المختصة في المجال والمهتمين بالتراث المحلي، وذلك في إطار المحافظة على الحرف الآيلة للزوال.