بادرت السلطات المحلية عبر العديد من الأودية الكبيرة المنتشرة في الجهة الغربية الجنوبية لولاية المسيلة على غرار واد بوسعادة وواد جنان الرومي الذي أدى في وقت ماضي إلى غرق ستة أشخاص جرفتهم مياه الأودية، بالإضافة إلى إنجاز العديد من مصدات مياه الأمطار لحماية المدن من الفيضانات، إلا أنها تعد غير كافية لحماية بوسعادة، المدن المجاورة من خطر الفيضانات بحكم أن أغلب أراضيها تقع في مناطق منخفضة جدا.
العملية جاءت على خلفية الفيضانات التي تشهدها العديد من أحياء مدينة بوسعادة مع تساقط الأمطار والتي تؤدي في غالب الأحيان الى تسجيل خسائر مادية ونفوق العديد من المواشي وفساد الزروع بسبب غياب حماية المدن من الفيضانات وانسداد بالوعات تصريف المياه في أغلب شوارع وأحياء بوسعادة.
وقد أدّت الأمطار التي تساقطت، نهاية الأسبوع، على مدينة بوسعادة بكمية تجاوزت 25 ملم إلى دخول مياه الأمطار إلى العديد من المنازل وغمرت كبرى شوارع مدينة بوسعادة، وكذا نفوق أكثر من 116 رأس ماشية ببلدية المعاريف بعد أن فاض واد بوسعادة.
هو ما دفع السلطات إلى برمجة خرجات ميدانية للوقوف على الأسباب التي في غالبها انسداد بالوعات تصريف المياه عبر العديد من الأحياء على غرار حي ركاد الطريق السياحي وحي جبل عزالدين حيث وقف المسؤولون على انسداد كلي لبالوعات تصريف المياه.
من بين المناطق التي شهدت تسجيل كميات أمطار كبيرة منطقة أولاد بوعبان التي تعاني في كل مرة فيضان واد الرمانة في كل سقوط كبير للأمطار فعلى الرغم من الوعود وبرمجة العديد من لجان المنطقة بقيت دون برمجة مشروع لحماية منطقة أولاد بوعبان من خطر الفيضانات.
في ما أضطر السكان في وقت سابق إلى برمجة وقفة إحتجاجية سلمية على قارعة الطريق الولائي رقم 09 الرابط بين بلديتي المعاريف للمطالبة بضرورة حماية المنطقة من خطر الفيضانات حيث تلقوا من السلطات بتخصيص مبلغا ماليا قدر بـ 700 مليون سنتيم، لإنجاز مشروع حماية دوار أولاد بوعبان من الفيضانات، إلا أن المشروع بقي مجرد كلام فقط لغاية اليوم.
ويأمل سكان دائرة بوسعادة وبلدياتها المجاورة من السلطات المحلية ضرورة التدخل العاجل لأجل إعادة تنقية بالوعات تصريف المياه بأقصى سرعة تخوفا من سيناريو عودة الأمطار بكميات أكبر مما سبق، وكذا إعادة تهيئة الأحياء التي تجرفها مياه الأمطار وتحول أغلبها إلى حفر كبيرة وتوسعة في الأوحال التي حرمتهم من الخروج حتى أمام منازلهم، بالإضافة إلى السعي لتسجيل مشاريع لحماية العديد من المناطق من خطر الفيضانات في أقرب الآجال، تفاديا لتكرير الخسائر التي تكبدها فلاحو منطقة أولاد بوعبان رمضان من رؤوس للمواشي وجرف لمزروعاتهم.