يتخوّف سكان حي الزويكري عمار، ببلدية إبن باديس بقسنطينة، من خطر انفجار مفاجئ لشبكة الكهرباء والغاز الطبيعي التي تقع تحت سكناتهم، والتي تشكل خطرا كبيرا على حياتهم بالرغم من عديد مراسلاتهم الرسمية للجهات المعنية على رأسهم والي الولاية وشرحهم للوضعية الحرجة والمهددة لأمن وسلامة عائلاتهم بالخطر المحدق بهم، منذ سنة 2012 وتحديدا منذ استفادتهم من برنامج القضاء على شاليهات الأميونت والتي مست حوالي 156 عائلة بغلاف مالي قدر بـ 120 مليون سنتيم.
برنامج القضاء على شاليهات الأميونت بالمنطقة عرف عند إنطلاقته سرعة في وتيرة هدم الشاليهات والتخلص من مخلفات الأميونت من طرف السكان بحكم استفادتهم من الدعم المقدم من طرف الدولة لبناء سكنات اجتماعية بمواصفات متفق عليها ومكتب الدراسات المكلف بمتابعة البرنامج الحكومي، لينطلق السكان بالبناء، بعدما قام معظمهم بكراء شقق أخرى لحين الانتهاء من عمليات إعادة البناء التي انطلقت، لكن بدون تغيير شبكات الغاز تتكيف مع المخططات الجديدة بالرغم من عديد المراسلات الموجهة لسونلغاز للتدخل وإعادة توزيع وتغيير أعمدة الكهرباء مع قطع خدمتي الغاز والكهرباء لتسهيل على المستفيدين البناء والتخلص من الأميونت وتبعاته الخطيرة على الصحة العمومية.
«الشعب» وفي زيارة ميدانية لحي «زويكري عمار» وبدعوة من أحد سكان الحي، وقفنا على الوضع الكارثي الذي يتخبط فيه السكان جراء مشكلة الأعمدة الكهربائية وشبكة الماء والغاز الطبيعي التي أجبر السكان على البناء عليها بسبب تماطل الجهات المعنية في إيجاد حلول نهائية وردود فعلية واليوم يعايش المواطنون خطر التكهرب والموت في كل لحظة سيما وأن معظم المستفيدين يقومون باستكمال البناء، وهو ما يهدد بوقوع حوادث وشبكة الغاز الطبيعي، وهو الوضع المستعجل الذي يتطلب توفير كل الآليات الضرورية، فضلا عن تضافر جل الجهود من أجل حلها قبل وقوع أي كارثة. كما أكد أحد السكان أنه مع استفادتهم من برنامج الدعم والقضاء على الشاليهات وموافقتهم على شروط السلطات بهدم منازلهم وإعادة البناء مجددا سيقومون بحل مشكلة شبكة الغاز والكهرباء سيما وأن التوسع مع إعادة البناء على أرضية خصصت ودرست من طرف مكتب دراسات متخصص، إلا أنهم اصطدموا بعدم الانطلاق بالبناء وتغير القرارات سيما، بعد مطالبتهم بإمضاء تعهد بعدم التعدي على الشبكة.
كما وقفت «الشعب» على عدد من البنايات السكنية المشيدة فوق شبكة الغاز الطبيعي وتحت شبكة كهرباء بقوة 300 فولط، يجد فيها المواطن نفسه يعيش وسط تهديد الانفجار المفاجئ لإحدى الشبكتين، حيث أكد لنا «لبيض حمزة» رئيس جمعية الحي أن السكان اضطروا للبناء والتوسع فوق الأرضية التي تم تقسيمها، وفق المخططات والتي كانت ممرات الشاليهات تتضمن شبكتي الغاز والكهرباء، إلا أن عدم تغيير مسارها والتماطل في الاستجابة لانشغال المستفيدين الذين وجدوا أنفسهم بين مطرقة استكمال البرنامج الحكومي وسندان شبكتي الغاز والكهرباء اللتان تتواجدان تحت معظم بنايات الحي ما يهدد حياتهم وحرمانهم من التوصيلات واستكمال البناءات والعودة للسكن بمنازلهم خاصة وأن معظمهم تنقلوا للعيش مؤقتا بمنازل كراء لحين استكمال العملية، وهو ما أثقل كاهلهم بمصاريف أخرى هم في غنى عنها.
من جهته، أكد رئيس بلدية ابن باديس «قطيط محمد الهادي» والذي رافقنا بالوقوف على وضع السكنات التي امتزجت بها الجدران بالأعمدة الكهربائية التي تفترش شبكة الغاز الطبيعي، حيث أكد على الخطر الكبير الذي يهدد سكان حي «زويكري عمار» منذ سنوات والذي انطلق بعد مباشرة المستفيدين من برنامج القضاء على شاليهات الأميونت وتغيير المخططات الخاصة بشبكتي الغاز والكهرباء ما خلق إشكالا كبيرا في عملية الانتهاء من البناء، حيث يتم حسبه العمل على إنهاء الملف الخاص بنزع الأعمدة الكهربائية وإعادة تغيير مخطط شبكة الغاز الطبيعي التي تعتبر الخطر الأكبر بمراسلة كل الأطراف المعنية على رأسهم والي الولاية بقرار إعادة مخطط توزيع الغاز والكهرباء حتى يتمكن السكان من استكمال عمليات البناء.
كما أكد السيد «عبد القادر مزياني» أن الوضعية تعتبر كارثية باعتبار أن السكنات بنيت على شبكة الغاز الطبيعي حيث أن الطريقة سابقا المعمول بها من طرف رؤساء الدوائر منح رخص البناء للمستفيدين رغم علمهم بأن المخططات الجديدة للبرنامج ستتعدى على شبكتي الغاز والكهرباء إلا أنهم أمروا السكان بالانطلاق في تهديم شاليهات الأميونت والانطلاق في البناء وتطبيق برنامج الدولة لتمر 10 سنوات بعد تجسيد العملية يعيش سكان الحي وسط ظروف صعبة بدءا من عدم توفر خدمتي الغاز والكهرباء، منذ ذاك الوقت وصولا لخطر انفجار الشبكة والموت تحت أنقاض برنامج لم تكتمل ملامحه.
من جهتها، مديرية الغاز والكهرباء أكدت أن وضعية حي «زويكري عمار» تعتبر عملية اعتداء على الشبكة الكهربائية لأن هذا التصرف يؤدي الى تسجيل حوادث مميتة والتي تفاقمت بشكل رهيب منذ السنوات الأخيرة مما سيؤدي لإهتراء الشبكات.