منذ بداية شهر رمضان، والمستهلك يترقب انخفاض أسعار الخضر والفواكه، لكن بات الشهر الفضيل يقترب من نهايته حيث لا يفصلنا عن نهايته سوى أسبوع واحد، ومع ذلك ما زالت البطاطا والخس والطماطم والخيار ملتهبة، إلى جانب البرتقال والفراولة والبطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر، فهل سيطرت المضاربة بشكل نهائي، ووضعت قبضتها على الأسواق والأسعار؟
بعبارة “أسعار البطاطا لن تنخفض عن مستوى 100 دج قبل عيد الأضحى المقبل”، بهذه الكلمات، أكّد أحد تجار البطاطا من أصحاب المركبات بثقة، وأبدى دراية كبيرة بسوق البطاطا، ورغم أن عمره لا يتعدى 25 عاما إلا أنه قال إن خبرته طيلة الأربع سنوات الماضية تجعله يتوقع أن تبقى الأسعار في ذات المستوى المرتفع.
بينما بائعو الخس التي تجاوز سعرها طيلة الشهر الفضيل 250 دج من دون أن تشهد انخفاضا طفيفا كما في السنوات الماضية، أرجع باعتها إلى العرض القليل والطلب الكبير، أي كل سلعة تباع بسرعة أي تسويقها يكون سهلا بعبارة التجار، تحدد سعرها بنفسها، بغض النظر عن الوفرة أو الندرة.
وتبقى الخضر التي تدخل في تحضير طبقي “الشوربة” و«السلطة”، يطالها الإلتهاب وتمسها المضاربة، وكأنّ تموين السوق شحيحا، لكن في الواقع وفرة منقطعة النظير في كل مكان داخل وخارج الأسواق، ومن مداخل ومخارج الأحياء يتواجد باعة الخضر والفواكه بانتظام، وفي نقاط ثابتة كأنها محلات تجارية.
فنجد سعر كل من الطماطم والشمندر قدر بـ 120 دج، ويصل إلى 140 دج في بعض الأسواق بالعاصمة مثل براقي وحسين داي وباش جراح ودرارية، بينما قفز الخيار والفلفل إلى سقف 150 دج، وبقيت الكوسة تتدحرج ما بين 120 إلى 140 دج، أما البطاطا الواسعة الاستهلاك لا تقل عن 100 دج، ويصل سعرها أحيانا إلى 130 دج، ومن المفروض أن سعرها العالي يجعل التاجر ينزع منها الأتربة لكن يتم وزنها مع الأتربة وأحيانا تتخلّلها حبات بلون أزرق، وكأنّ الزبون يشتري سلعة مغشوشة بثمن باهض.
ومن جهة أخرى، ما زالت أسعار الفواكه فوق القدرة الشرائية للمستهلكين، لأن الفراولة يتراوح سعرها من 250 إلى 400 دج والبرتقال يسوّق بسعر 200 دج بينما برتقال العصير وصل سعرها إلى 100 دج، والبطيخ الأحمر بلغ سعره 150 دج، والبطيخ الأصفر وصل سعره إلى 300 دج، فيما الموز استقر عند حدود 450 دج، وفي الأيام الأخيرة دخلت الأسواق فاكهة الكرز بسعر 1200 دج.
ينبغي في ظل هذا الغلاء، التعجيل بإعادة النظر في كل ما ينظّم ويضبط الأسواق بسبب التجاوزات، لذا من الضروري التحضير الجيد من طرف وزارة التجارة ومصالح الرقابة قبل حلول المناسبات، لقطع الطريق في وجه المضاربين والوسطاء المحتكرين.