تشهد محلات المواد الغذائية والفضاءات التجارية عبر بلديات ولاية غرداية، ندرة حادة في أكياس الحليب، وذلك مند حلول شهر رمضان الفضيل، سواء أكياس الحليب العادي بسعر مقنن أو أكياس حليب البقر، الذي إن وجد فبأسعار تتجاوز 95 دج، ممّا أثار استياء المواطنين واستغرابهم من الحالة التي تسود، على اعتبار أنّ الولاية كانت تشهد اكتفاءً ذاتيا في شعبة الحليب في السنوات السابقة، ولم يشهدوا هذه الندرة منذ زمن بعيد.
وقفت “الشعب” على الوضعية التي باتت مقلقة وسط مطالب المواطنين بضرورة تدخل السلطات المعنية قصد توفير هذه المادة الأساسية، التي لا يمكن الاستغناء عنها في موائد الإفطار لدى العائلات.
وفي جولة ميدانية إلى العديد من المحلات التجارية والفضاءات التي كانت تعرض من قبل بكميات كبيرة، حيث وجدنا الثلاجات المخصصة لأكياس الحليب فارغة تماما، فيما تشهد بعض نقاط بيع حليب البقر طوابير من المواطنين ينتظرون لمدة تفوق الساعتين لعلهم يظفرون بكيس حليب.
وفي سياق متصل، اقتربنا من بعض تجار المحلات الخاصة بالمواد الغذائية للبيع بالتجزئة، حيث أرجع هؤلاء سبب اختفاء هذه المادة الواسعة الاستهلاك بسبب التهافت والتخزين غير العقلاني من قبل المواطنين، ما جعلها تؤثر على حركية النشاط التجاري، وتشكّل تذبذبا في عملية تموين السوق المحلية. فيما أبدى مواطنون امتعاضهم الشديد من السلوكيات السلبية لبعض التجار، الذين سمحوا لأنفسهم بالمضاربة والاحتكار، وتفضيل زبون على آخر.
وحسب السيد إسحاق أولاد حاجو، مستثمر ومربي أبقار حلوب، فإن المربين “دقوا ناقوس الخطر منذ مدة طويلة”، مؤكّدا بأنّ هناك مؤشرات للوصول إلى هذا الوضع”، وأضاف أنه “سوف يكون أكثر حدة في الأيام المقبلة”، مستبعدا أن يكون التهافت والتخزين غير العقلاني هو السبب الحقيقي للأزمة، بل هو الإشكالات التي تعيشها شعبة الحليب والأبقار الحلوب منذ مدة ليست بالقصيرة، راجيا أن تسارع المصالح المعنية للتدارك، وحل الاشكالات المتعلقة بإنشاء التعاونيات بين مربي الأبقار الحليب، من أجل إعادة انعاش شعبة الحليب في غرداية لتعود لنشاطها المعهود.