سكيكدة القديمة تنهار

معـانـــاة الســكـان تـستـمـر

سكيكدة: خالد العيفة

تستمر معاناة سكان المدينة القديمة بسكيكدة، جراء الوضعية المتردية لبنياتها التي حوّلت حياتهم إلى مأساة، ولعلّ مازاد من الوضع تأزما تأخر تدخل السلطات المعنية عند تسجيل انهيارات جزئية، بحسب تصريحات السكان، وضع بات يهدّد بكارثة حقيقية، خاصة وأن المصالح التقنية صنّفت عشرات البيوت في الخانة الحمراء، وبالرغم من رصد أغلفة مالية لإعادة ترميمها، إلا أن العملية كانت ترقيعية وسط غياب الرقابة.
 تبقى العائلات التي تقطن البنايات عبر مختلف أحياء المدينة القديمة، مهدّدة بالموت في أيّة لحظة بسبب هشاشة سكناتها، وضعية مزرية استدعت من السكان مناشدة السلطات المحلية من أجل النظر في ملفهم المطروح عليهم منذ سنوات.
سكان الأحياء القديمة أكدوا أنه سبق وأن أعدّت هيئة المراقبة التقنية للبنايات، ومصالح الحماية المدنية تقارير حول وضعية هذه الأحياء، وطالبوا البلدية بالإخلاء الفوري لعديد البنايات وترحيل سكانها قبل وقوع الكارثة، غير أنّ السياسة المتبعة في معالجة الملفات، والاعتماد على الحلول الترقيعية بغرض تهدئة السكان قد تكون نهايتها مأساوية، لأنّ هذه الأحياء تشهد في كثير من الأحيان انهيارات جزئية للبنايات الآهلة بالسكان، الذين يعيشون حالة من اليأس والإحباط، بسبب الوضعية التي آلت إليها هذه البناية التي يعود تاريخها إلى العهد الاستعماري، جعلتهم يعيشون داخلها يوميات أقل ما يقال عنها بالمأساوية، على اعتبارها مهدّدة بالانهيار على قاطنيها في أي لحظة.
العائلات لم تجد مكانا يأويها لظروفها الاجتماعية، وجدناها تعيش تحت سقف خطير، وبين جدران متصدّعة، وفي أجواء بيئية كارثية، جراء اهتراء قنوات الصرف الصحي، التي أصبحت مصدر روائح كريهة، وأمراض متنوّعة، وزاد من وقع الأمر تأخر تدخل السلطات المعنية، بإدماجها ضمن قائمة السكن المخصّصة لترحيل ساكني بنايات الهشّة بالمدينة. فقد أولت السّلطات الولائية على حد تعبير السكان في تصريح لـ «الشعب «، اهتمامها لترحيل سكان البيوت القصديرية، وهو البرنامج الذي استهلك أكثر من 2000 سكن بعاصمة الولاية، لتبقى العائلات التي تقطن السكنات الهشة المعرضة للسقوط تنتظر دورها، رغم أنّ سكانها الأكثر عرضة لخطر الموت ردما، واكتفى مسؤولو قطاع السكن والولاة المتعاقبين، بتقديم وعود ترحيل سكان البيوت المهددة بالانهيار.
تسكن داخل هذه البناية عائلات، تعيش الألم وأمل الترحيل،  إلى سكنات تنقذهم من خطر الموت المحقق تحت الأنقاض، وكذلك تحفظ كرامتهم خاصة أن الأمطار الأخيرة التي  شهدتها مدينة سكيكدة تسببت في انجرافات مسّت مختلف مناطق البلدية.
واشتكى السكان، من تسرب المياه الى داخل الشقق، والتي تخرج من النوافذ، ناهيك عن البيئة الملوّثة، بفعل القاذورات، التي تُرمى خلف هذه العمارة من الأعلى، الأمر الذي أصبح يشكل خطرا على صحة السكان، لاسيما الأطفال منهم، ورغم الشكاوى، في كل مناسبة، إلا أن السلطات المحلية تحرك ساكنا على حسب تصريحات السكان، ولم تتجاوب مع المواطنين، وتبقى وضعية هذه البناية الآيلة للسقوط، في أي لحظة تزداد تأزما.
وما تزال العديد من المباني المتواجدة بالأحياء القديمة بمدينة سكيكدة، تشكّل خطرا حقيقيا على قاطنيها، خاصة تلك المصنّفة في الخانة الحمراء، والتي ما تزال إلى يومنا هذا تأوي عائلات تعيش الخطر الحقيقي، منذ سنوات، وتنتظر بفارغ الصبر قرار ترحيلها إلى سكنات جديدة وآمنة.
وتحوّلت المدينة القديمة، لاسيما «نابوليثان»، إلى ملاذ أصحاب النفوذ، للاستيلاء على العقار، ومساومة أصحاب البنايات الآيلة للسقوط من أجل شرائها، واستغلال الأرضية في مشاريع سكنية بأسعار خيالية، لوجودها في موقع استراتيجي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024