يشتكي كل من سكان التجزئة العقارية رادماس بـ «القوايير»، والفلاحين المجاورين للموقع السكني، إلى جانب مستعملي الطريق الوطني رقم 14 في جزئه المار بالمنحدر الجنوبي لمدينة معسكر، من التدفق المستمر لشلالات من المياه القذرة، الذي أحدث انجرافا للتربة واهتراء الطرق، فضلا عن تدفقه في الأراضي الفلاحية المجاورة.
يصعب كثيرا إعطاء صورة مطابقة للوضع في التجزئة العقارية «رادماس» عن طريق الوصف، إن لم يتم الاطلاع عليه عن كثب، فما يحدث هنا في الجزء الجنوبي لمدينة معسكر، هو أحد نتائج أخطاء التسيير المحلي الكارثي لمجلس بلدية معسكر لملف التهيئة العمرانية، تحديدا خلال عهدات انتخابية سابقة، تجني مدينة معسكر وسكانها ومجلسها الحالي واحدة من مشاكله العويصة، بعد مضي 10 سنوات من إنشاء التعاونية.
وتسبّبت أشغال بناء مسكن فردي لأحد المستفيدين من وعاء عقاري بالتجزئة محل الموضوع، في الاعتداء على القناة الرئيسية لدفع مياه الصرف الصحي نحو محطة المعالجة «القوايير»، ذات قطر 1200 سم، في تخريب القناة الرئيسية، منذ أزيد من سنتين، ومن يومها تحولت القناة المعطوبة إلى مصب لكميات معتبرة من المياه القذرة ومياه الأمطار في فضاء مفتوح، الأمر الذي شكل مصدر قلق للسكان والفلاحين، لاسيما وأن كميات هائلة من المياه المتدفقة تسببت في انجراف طرقات التجزئة العقارية لدرجة انكشاف قنوات شبكة مياه الشرب الرئيسية، ما زاد من مخاوف السكان من اختلاط مياه الشرب وتلوثها.
في الموضوع، وحسب المعلومات المستقاة من عدة جهات رسمية، أمر والي معسكر، عبد الخالق صيودة، بالتعجيل في معالجة المشكل المصنف في خانة «نقطة سوداء»، التي تحتاج إلى مبلغ يقارب 4 ملايين دج من أجل إصلاح العطب، مع تغريم المتسبب في تخريب القناة.
وحسب رئيس بلدية معسكر، سليمان طيفور، فإن مصالحه تعمل في الوقت الحالي على إنجاز بطاقة تقنية لمشروع اعادة اصلاح القناة الرئيسية، وربطها مجددا بمحطة معالجة المياه المستعملة.
غير ذلك، طالب سكان التجزئة العقارية «رادماس»، برفع الغبن عنهم بعد سنوات من انتظارهم الافراج عن رخص بناء سكناتهم بحكم الوضعية القانونية المعقدة للتعاونية العقارية التي عولجت بعد المرور بأروقة المحاكم، وذلك من خلال انجاز الطرق التي لم تعد صالحة لمرور المركبات والراجلين على حد سواء، وتخصيص أغلفة مالية من أجل تهيئة التجزئة العقارية القريبة إلى الشبه بحي سكني فوضوي تنعدم فيه أبسط الضروريات زيادة على مشاكله الحالية، من تراكم للأتربة والردوم وتدفّق مياه الصرف الصحي.