تسببت العواصف الرملية الهوجاء التي اجتاحت منطقة الوادي خلال الأيام الماضية، في إحداث أضرار متفاوتة في المحيطات الزراعية والبيوت البلاستيكية، وكذلك تمدد الرمال على الطرق والمسالك الفلاحية.
لم تسلم المحيطات الزراعية التي ضربتها الرياح والزوابع الرملية القوية بالوادي، من وقوع خسائر في عدد من المحاصيل الزراعية، لاسيما محصول البطيخ الأحمر «الدلاع» الذي يتزامن مع موسم زراعته الحقلية مع فصل الربيع، المتميز بكثرة اضطراباته الجوية وعواصفه الترابية.
وأثارت هاته الوضعية مخاوف المزارعين المتخصصين في إنتاج شعبة الدلاع، بسبب مخلفات تراكم الرمال وزحفها على المساحات المزروعة، وقلع البلاستيك المخصص تقنيا في عملية حماية النبات والإنتاج، وكذا انعكاس عامل التقلبات الجوية على نقص مردود المحصول وجودته لاحقا.
الأضرار لم تتوقف على منتجي الدلاع المزروع في المساحات الحقلية، بل مسّت أيضًا منتوج البيوت البلاستيكية المبكر الذي يَجري حصاده هذه الأيام، حيث يبدأ الفلاحون زراعته المحميّة بداية من شهري ديسمبر وجانفي، ويشرعون في عملية حصاده انطلاقا من شهر مارس.
وقد خلّفت العواصف بعض الخسائر في البيوت البلاستيكية الصغيرة ذات القباب المخصصة لإنتاج محصول الدلاع، لتكون الخسارة مضاعفة لدى الفلاحين من خلال تضرر البيوت وتمزق البلاستيك والمعدات المتعلقة بها، وأيضا تلف المحصول المحمي الذي استغرق وقتا وتكاليف لنموه وتطوره.
تقلبات الطقس والرياح القوية التي اجتاحت الوادي وباقي ولايات الجنوب الكبير، منذ منتصف شهر مارس الماضي، لم يقتصر أثرها على الخسائر في القطاع الزراعي، وإنما تعدى ذلك إلى الضرر التجاري من خلال اضطراب وتأخير عمليات الحصاد وتعثر تزويد الأسواق بالخضروات مثل مادة البطاطس.
وفي هذا السياق، تسببت موجة العواصف سابقا في أضرار داخل التجمعات السكانية بسقوط أعمدة كهربائية واقتلاع أشجار على مستوى الطرقات الرئيسية والفرعية في عدد من قرى وبلديات الولاية.
جدير بالذكر أن التقلبات الجوية بولاية الوادي استمرت على مدى أكثر من ثلاث أسابيع، وصاحبها انتشار غبار كثيف أدى لحجب الرؤية في بعض الفترات، وتمدد الرمال على الطرقات والمسالك الفلاحية، وحتى بعض الأحياء والتجمعات السكنية المتاخمة للكثبان الرملية.