عبّر سكان قرية العبابسة - أكبر تجمع سكني ريفي ببلدية عين فارس - عن تذمرهم من الندرة الحادة التي عرفتها عملية توزيع عبوات غاز البوتان، لتلتحق هذه المادة الضرورية حسب السكان المتذمرين بالندرة بقائمة المواد الغذائية الأساسية المفقودة، والتي لم تدخل قرية العبابسة منذ مدة، على غرار زيت المائدة وحليب الأكياس بأنواعه.
تحول ركض أطفال قرية العبابسة وشيوخها خلف عبوات غاز البوتان، من الصور التي ترسم معاناة سكان هذه المنطقة الجبلية أيام رمضان، بعد أن تم تسجيل تذبذب حاد في توصيل حصة القرية من قارورات غاز البوتان ومحدوديتها بين 50- 70 قارورة مرتين اسبوعيا، على ضوء ارتفاع عدد سكانها الى نحو 300 ساكن، وتزايد احتياجاتهم الى هذه المادة الطاقوية الحيوية، حيث قال السكان المشتكون أن ربط القرية بالغاز الطبيعي لم يعد حلما بالنسبة للسكان، إنما من الحلول الضرورية والعقلانية لمشكل يتكرر كل مواسم السنة، من باب تحسين الإطار المعيشي للسكان، موضحين أن القرية التي تقع على إرتفاع 892 م بجبال بني شقران بعين فارس، تسجل درجات حرارة منخفضة جدا خلال فصل الشتاء الذي يمتد هناك لمدة 4 أشهر، بسبب الموقع المرتفع للمنطقة الجبلية، فضلا عن تعدد استعمالات غاز البوتان في الطهي و التدفئة.
وأشار السكان المشتكون أن السعر الزهيد لقارورة غاز البوتان يزيد أضعافا مضاعفة أيام الشتاء وخلال شهر رمضان، باحتساب ضعف سعره المقنن وثمن المركبة التي يستعين بها السكان للبحث عن عبوات غاز البوتان في محطات البنزين البعيدة عنهم في حال افتقدت لدى الموزعين في نواحي عين فارس، ما يدفعهم في الكثير من الأحيان إلى الاستعانة بالحطب والطرق البيدائية في الطهي والتدفئة.
ويتساءل سكان قرية العبابسة عن الأسباب التي حرمتهم من الاستفادة من الربط بالغاز الطبيعي مثلهم مثل قرى ومداشر تقل كثافة سكنية ويتعذر تقنيا ربطها، رغم ذلك بذلت جهود كبيرة لتحقيق حلم سكانها الدافئ، باستثناء قرية العبابسة التي تتوفر على كافة الشروط التقنية بما فيها عبور انبوب نقل الغاز بين عين فارس والبرج بقريتهم.