حذّرت مديرية التجارة وترقية الصادرات بوهران منتجي المشروب التقليدي «الشاربات» من السلوكيات السلبية والممارسات التدليسية، مؤكّدة أن صحة المستهلك وحمايته، تأتي في صدارة الأولويات عبر كامل السلاسل التجارية.
كشف بوجلول الهواري، رئيس مكتب مراقبة السوق بنفس المديرية عن خروقات خطيرة في تحضير هذا النوع من المرطبات التي يكثر عليها الطلب خلال الشهر الفضيل، ومنها استعمال بغض المنتجين لآلات غسل الملابس في الخلط، دون احترام أدنى معايير وشروط النظافة، ولا الاكتراث بانعكاسات ذلك على سلامة الغذاء وصحة المستهلك.
وأكّد بوجلول الالتزام التام بتطبيق إجراءات ردعية صارمة ضد المخالفين، بدءا بتحرير محاضر المتابعة القضائية وحجز كل المواد المستعملة، مع غلق المحل لمدة تتجاوز الستة أشهر، إلا أنه نوه إلى وجود تغيير في السلوكات من خلال استعمال أجهزة وعتاد من الإينوكس والفولاذ الغذائي، حسبما ما ورد في تقييم فرق الرقابة خلال الفترة 2021 - 2022.
وتعرف هذه الأيام أسواق التجزئة، وحتى الموازية رواج لأنواع رديئة من مشروبات، تسوق وتباع للمواطنين بأسعار منخفضة بنوعيها الفوارة والمنكهة، رفعت من نسبة الإقبال عليها في ظل الارتفاع الفاحش للفواكه والعصائر الطبيعية، وغيرها من المرطبات عالية الجودة.
وهو ما تصدر شكاوى المستهلكين بوهران، في جولة ميدانية، قادت «الشعب» إلى سوقي «لاباستي» و»المدينة الجديدة» الشهيرين، حيث اشتكى الكثير من المستهلكين من نوعية المشروبات والمرطبات الموجودة في الأسواق هذه الأيام، ومن أشهر أنواعها «الشاربات»، والتي تختلف من نوع لآخر حسب النكهة المضافة.
واشترك من تحدّثنا إليهم في كونها عبارة عن مياه ونكهات وملونات صناعية ومواد حافظة بمذاق وطعم غير طبيعي وغير مرغوب، ناهيك عن درجة تلوثها الظاهرة للعيان، مع عدم التقيد بشروط الحفظ، والمعايير المتفق عليها في تجارة المنتجات سريعة التلف.
وفي هذا الإطار، تقرّبت «الشعب» من بعض محلات بيع لوازم الحلويات والمرطبات؛ حيث وقفت على الإقبال الكبير للباعة الموسميين على الملونات والمنكهات، وغيرها من التركيبات المستعملة في صناعة المشروبات والحلويات الشرقية، وغيرها من المنتجات التي يكثر عليها الطلب، خلال الشهر الفضيل. وتلقى مكتب وهران للمنظمة الوطنية لحماية المستهلك عديد الشكاوى بخصوص رداءة نوعية المشروبات المتواجدة بالأسواق، في ظل استفحال الممارسات غير الشرعية لإغراق السوق بمنتجات مقلدة وفاسدة.
وفي ضوء ذلك، حذّر رئيس المكتب، حاج علي عبد الحكيم من المنتجات الخطرة على صحة المستهلك لاحتوائها على عناصر كيمائية خطيرة، وسيما المشروبات والمرطبات وغيرها من المواد المجهولة المصدر، المعروضة خاصة بالسوق الموازية، وغالبيتها توشك على مدة انتهاء الصلاحية، وأخرى تنعدم فيها الشروط المتعارف عليها ولا تحمل أي بيانات قانونية.
وتبقى الأسعار، هي الطعم المستعمل لاصطياد الزبائن دون الاهتمام بالأضرار الصحية الخطيرة التي تزداد تأزما خلال الشهر الفضيل؛ حيث يستهلك المواطن الجزائري ثلاثة أضعاف ما يستهلكه في الأشهر الأخرى من المشروبات بمختلف أنواعها، حسبما أكدته مصادر مختصة في المجال.