مع غياب مشاريع تنموية بتيزي وزو

سكان ايعطافن يهجرون قراهم بحثا عن حياة أفضل

تيزي وزو: نيليا - م

تعرف بلدية ايعطافن بأث يني بولاية تيزي وزو تأخرا كبيرا في مجال التنمية المحلية بسبب افتقارها للمشاريع الاستثمارية، وهذا راجع حسب القائمين عليها أساسا لانعدام العقار بها، الأمر الذي عرقل من تدعيم المنطقة التي من شأنها أن تخلق مناصب شغل للشباب، وتحقق مداخيل أضافية للبلدية.

 الزائر لبلدية ايعطافن بأث يني في أعالي جبال تيزي وزو، يقف على حجم النقائص التي تعاني منها المنطقة التي تحمل مواصفات ومعالم القرى البدائية لافتقارها لأدنى شروط ومتطلبات الحياة، سواء على مستوى القرى التابعة لها أو وسط المدينة، حيث لم تستفد من أية مشاريع تنموية من شأنها أن تخرجها من دائرة التخلف التي صنّفت فيها.
وضعية استدعت من سكان ايعطافن مغادرة قراهم بحثا عن حياة أفضل وتحقيق مستقبلهم، والحصول على مختلف الخدمات التي تعتبر حقا مشروعا لأي مواطن، بعد أن أصبحت حلما بعيدا المنال في هذه المنطقة التي لا تزال فيها مختلف الخدمات على غرار الصحة وغيرها من متطلبات الحياة اليومية تقتصر فقط على الحد الأدنى، ما دفعهم للمغادرة على أمل تغيير معالم حياتهم وحتى معالم قراهم مع مرور الوقت، إذا ما تحصلوا على فرص عمل في المدن المجاورة التي يقصدونها وتوفر لهم ما حرموا منها.
سكان مختلف قرى ايعطافن والسلطات المحلية تتقاسم نفس الانشغالات التي تؤرقهم، وحولت حياتهم الى جحيم لا يطاق، خاصة مع صعوبة تلك المنطقة التي تتموقع في أعالي الجبال، ما يزيد من حاجة السكان الى مشاريع تنموية تخفف عنهم عناء المعيشة.
وهو ما أكّده رئيس بلدية ايعطافن، بودينار مهنى، للسلطات الولائية خلال زيارة العمل التي قادته الى بلديات دائرة بني يني، حيث طالب بضرورة تدعيم المنطقة بمشاريع تنموية من شأنها رفع الغبن عليها وإبقاء سكانها فيها، حيث هجرها الأغلبية للمدن والولايات المجاورة بحثا عن فرص العمل وعن العيش الرغيد.
وكان الإفراج على القطعة الأرضية المتواجدة بالمكان المسمى «امالو اوسموم» من بين أهم المطالب التي ألح  على ضرورة الاستجابة لها، خاصة وأن هذه الأرضية لم تستغل في مشروع الثكنة العسكرية كما هو مقرر سابقا، حيث تم التراجع عن هذا المشروع ومن حينها وقطعة الأرض بقيت على حالها دون استغلال، الأمر الذي اعتبروه مكسبا للبلدية.
وألح السكان والمسؤولون المحليون على ضرورة استعادتها من أجل استغلالها في مشاريع تنموية تفيد المنطقة، خاصة وأنها العقار الوحيد الذي يمكنه رفع الغبن عن المنطقة، في إشارة منهم الى تجسيد مدينة جديدة توفر مختلف متطلبات العيش الكريم، الى جانب مشروع سكنات اجتماعية، مرافق خدماتية وهيئات عمومية، تسمح لايعطافن من الخروج من خانة القرى البدائية التي حصرت فيها لتترقي الى مصاف البلديات التي أخذت نصيبها من التنمية في الولاية، وأصبحت وجهة لسكان قرى ايعطافن.
كما أنّ استرجاع هذا العقار من شأنه أن يسمح ببناء مصانع ومؤسسات استثمارية مصغرة تخلق مناصب شغل للشباب، وتخلصهم من شبح البطالة الذي يرافقهم يوميا، وتوفر لهم فرصة إنشاء مرافق شبانية تحتضن مواهبهم وتنميتها، وتملأ أوقات فراغهم.
تأخر عجلة التنمية بايعطافن ليس الهاجس الوحيد لسكان هذه المنطقة، الذين يعيشون على الأعصاب خاصة عند حلول كل فصل شتاء، وهذا بسبب السيول التي تهدد حياتهم، حيث تشهد المنطقة ظاهرة تآكل المدينة جراء انجراف الأتربة الموجودة على حوافها بفعل اجتياح الوادي المحاذي لها، ما ينجر عنها انزلاقات خطيرة قد تأتي على المدينة الصغيرة.
ويطالب السكان في هذا الصدد بضرورة الإسراع في استكمال مشروع إحاطة المدينة بجدار حجري لحمايتها، مشيرين الى أن مشروع إحاطة المدينة بجدار حجري يعود الى سنة 2006، ولم يعرف النور الى غاية كتابة هذه الأسطر، وما يزال يراوح مكانه حيث بلغت نسبة الأشغال حوالي 60 بالمائة فقط، في حين رهنت الأشغال المتبقية بنقص السيولة، ورصد ميزانية إضافية لاستكمال المشروع، الذي يعتبر من الضروريات القصوى، نظرا للخطر المحدق بحياة السكان، خاصة وأن الوادي يمثل المجرى الرئيسي للسيول القادمة من مرتفعات جرجرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024