الاستعجالات بمستشفى قسنطينة

النّظافة والأمن أكبر الهواجس

قسنطينة: مفيدة طريفي

تعرف الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، وضعية جد متردية لا ترقى لمستوى أكبر هيكل صحي بالشرق الجزائري، حيث يتكون المستشفى من 05 مصالح استعجالية صحية تقف على استقبال الحالات القادمة من كافة ولايات الشرق، ما تسبب في ضعف التكفل الصحي وقلة الإمكانيات الطبية اللازمة، وهو ما يشتكى منه الطاقم الطبي المسؤول عن كافة الأقسام الطبية المتواجدة بالمستشفى الجامعي ابن باديس، الذي لا يزال يتخبط في متاعب ومشاكل أثقلت كاهل الأطباء والمرضى على حد سواء.

«الشعب» في زيارة ميدانية لمصلحة الاستعجالات الجراحية، وقفت على مظاهر التردي الواضح في التجهيزات التي أضحت جد قديمة ومهترئة على رأسها جهاز السكانير، الايكوغرافي وكذا جهاز التنفس، هذ الأخير الذي يعتبر ضروريا بالمصلحة لتجنب المرضى عناء التنقل من مصلحة لأخرى، والاضطرار للخروج والبحث عنها لدى المخابر الخاصة، خاصة وأن سيناريو «الجهاز معطل» أضحى سيد الموقف.
إلى جانب قاعات الانتظار التي تعج بالمرضى أصحاب العمليات الجراحية المستعجلة، والتي دائما ما يحدث بها شجارات عنيفة مع الطاقم الطبي، الذي يجد نفسه عاجزا أمام الكم الهائم المتوافد على المصلحة في ظل النقص الفادح لأعوان الأمن، وتعرض الطاقم الطبي لهجومات من طرف متعاطي المخدرات، والتي حسبهم تكون بالأسلحة البيضاء.
أكد أحد العمال في تصريح لـ «الشعب»، أن توظيف أعوان الأمن مجمد من الوزارة بسبب أن التوظيف عن طريق وكالة التشغيل، خاصة وأن المستشفى الجامعي استفاد من توفير أعوان متعاقدين بعدد 10 أشخاص بين أعوان أمن وأعوان نظافة في، حين العدد اللازم يعادل 50 عون أمن.
قلة التّجهيزات الطبية
 كما رفع الطاقم الطبي وكذا العمال المستخدمين بالمصلحة مشكلا دام حوالي 10 سنوات والمتمثل في تسرب المياه في الطريق ما يجعله خطرا على المكان وعلى مستعمليه من المرضى المتوافدين، وإمكانية حدوث إنزلاقات تهدد أساسات المستشفى ككل، فيما يبقى مصدر وسبب التسرب غير معروف.
لنتوجه بعدها نحو مصلحة الاستجالات التي تتكون من طابقين، إلا أن طابق واحد يستقبل المرضى، وذلك حسب رئيس المصلحة يكمن في جملة النقائص المسجلة تأتي في مقدمتها النقص الكبير في أطقم الشبه الطبي، إلى جانب نقص في الأجهزة، غياب النظافة لانعدام عمال النظافة، ونقص كبير جدا في الأغطية الخاصة بالمرضى والأسرة ذات الجودة، حيث أكد الطاقم الطبي أن أكثر من 80 بالمائة من الأجهزة الواردة إلى المصلحة عبارة عن هبات وتبرعات من طرف المواطنين.
كما تعاني المصلحة من نقص في أقنعة الأكسجين، وهي النقائص التي جاءت كنتيجة للضغط الهائل، حيث أن أغلب الإخلاءات إلى المستشفى الجامعي تأتي من الولايات المجاورة، خاصة ولايتي ميلة وأم البواقي دون اتباع الإجراءات المنصوص عليها، وهو ما يضيف أعباء كبيرة أثّرت سلبا على التكفل الصحي بالمريض.
كما يشتكي الطاقم الطبي وشبه الطبي وكذا المرضى من عدم توفر حمامات على مستوى الطابق الأرضي، ما يضطر المريض في حالات حرجة إلى التنقل مشيا إلى الطابق العلوي مع انعدام الأمن سيما للعنصر النسوي، الشيء الذي يعتبر جد خطير ما يدفعهم للتنقل خارج المصلحة.
كما يسجّل بشكل مستمر نقص في قذيفة الأكسجين ذات السعة 30 لترا للمريض الواحد، مع غياب تام لمكان لاستراحة الطاقم العامل والمناوب، وانعدام عمال النظافة وغياب أقنعة ضد الكوفيد للأطقم الذين هم على اتصال مباشر بالمرضى.
مصلحة استعجالات الولادة والتوليد تعتبر من بين أكبر الأقسام التي تشهد هي أيضا نقائص كبيرة بسبب التوافد الكبير من معظم الولايات المجاورة، حيث تستقبل المصلحة تقريبا 35 حالة يوميا، أين يشهد قسم الرضع المولودين قبل الموعد نقصا فادحا في أجهزة الإنعاش، الحاضنات، جهاز العلاج بالضوء متوقف لأكثر من سنتين، منبعين للأكسجين متوقفين لأكثر من سنة، خاصة وأن المصلحة تعتبر جهوية يصب فيها أكثر من 60 بالمائة من ولاية ميلة و5 بالمائة من ولاية قسنطينة.
وهي ذات الوضعية تعرفها مصلحة استعجالات الأطفال التي تنعدم بها أبسط المستلزمات، وفي مقدمتها قسم الإنعاش الذي ألغي بسبب جائحة «كوفيد-19»، حيث يتم تحويل الحالات الخطيرة لمستشفى المنصورة، هذا بعد أخذ رأي مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي ابن باديس، كما تغيب الإمكانيات والتجهيزات الضرورية عن مصلحة استعجالات أمراض القلب على رأسها نقص الأدوية الضرورية للمرضى.
ويطالب مسؤولو لمستشفى الجامعي بضرورة  استحداث مستشفى تان لولاية قسنطينة، والذي أصبح أكثر من ضرورة خاصة بعد جائحة الكوفيد، والتي أعلنت العجز الفادح في التكفل بالمرضى من خلال العديد من النقائص.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024