تنشيـط مهنة كراء بيـوت الخـواص
بحكم تواجدها على مرمى حجر من الشواطئ الخلابة ، فإنّ مجمل العائلات التيبازية لا تغامر بمغادرة بيوتها خلال فترة الاصطياف لغرض السياحة أو حتى الأرحام في العديد من الحالات و هي تعكف حاليا على التحضير لاستقبال ضيوفها من المغتربين أو القادمين من ولايات أخرى قاصدين بالاستجمام و التنزه على ضفاف البحر .
و تشاء الصدف بأن ترتبط العديد من العائلات بالمدن الساحلية لولاية تيبازة بالجالية الجزائرية بالمهجر فكثير من أبنائها هاجروا إلى هذا البلد عقب استقلال الجزائر مباشرة بحثا عن العمل و طلبا للرزق و كثير من هؤلاء استقروا هناك على امتداد عقود من الزمن غير أنهم لا يزالون يحنون إلى موطنهم الأصلي من خلال تنظيم زيارات عائلية خلال معظم الفترات الصيفية طيلة عدة سنوات خلت بحيث يجتهد المغتربون في زيارة مجمل ذويهم القاطنين على امتداد الساحل التيبازي الشيئ الذي يعتبره هؤلاء فرصا سانحة لا يجوز تضييعها بالنظر إلى الهدايا المميزة التي يجلبها المغتربون لأفراد أسرهم المقيمين هناك ، كما تجتهد بعض العائلات بتيبازة في ربط صلات صداقة و قرابة أقوى مما تكون عليه من ذي قبل طمعا في ترقية العلاقات الاجتماعية التي قد تستكمل بمشروع مصاهرة لاحقا أو بمشروع شراكة استثمارية مربحة ، بحيث أسهمت هذه الأفكار مجتمعة في مزيد من الاهتمام بظاهرة التحاق المغتربين بأرض الوطن خلال فترة الاصطياف .
على صعيد آخر تضطر بعض العائلات المقيمة بالمدن الساحلية لأغراض مهنية عادة إلى مغادرة سكناتها نحو بيوت الآباء و الأجداد بريف الولاية بخلفية تأجير بيوتها للمصطافين بأسعار خيالية كما تعكف عائلات أخرى على تأجير بيوتها طيلة الموسم بأسعار معقولة على أن تفرض على زبائنها أسعارا مغايرة في فترة الاصطياف الأمر الذي يجبر العديد من العائلات على النزوح نحو الأرياف التي لا تزال تحتفظ ببيوت الأهل لغرض شغلها خلال هذه الفترة بحيث تزدهر ظاهرة الهجرة نحو الريف في ذات الفترة ليس فقط لغرض الإقامة و إنما تخفي ذات الظاهرة وراءها عدة أوجه حياتية تتعلق بجني ثمار الأشجار المثمرة و خدمة الأرض و التزود بمياه الينابيع الطبيعية و ممارسة السياحة الجبلية عموما .
الأروقة الباردة ملاذ آمن للعديد من العائلات
بالنظر إلى التوافد الكبير للمصطافين من عدة ولايات من الوطن على شواطئ ولاية تيبازة طيلة موسم الاصطياف الأمر الذي يولّد تشبعا كبيرا بها فإنّ العديد من العائلات تستهويها خلال هذه الفترة عديد المناطق الباردة التي تنخفض بها درجات الحرارة إلى حدود دنيا طيلة فصل الصيف و تستقطب أعدادا كبيرة من السياح و الفضوليين لغرض الراحة و الاكتشاف أيضا ، و من بين أهم هذه المناطق موقع الضريح الملكي الموريتاني المطل على البحر بأعالي بلدية سيدي راشد إضافة إلى مدينة سيدي راشد نفسها و التي تستقطب مطاعمها المنتشرة عبر شارعها الرئيسي مئات العائلات بالنهار كما بالليل بحكم كونها منطقة باردة تقلّ فيها درجة الحرارة عن باقي مناطق المحيط ، و في ذات السياق تستقطب مناطق بوحريز و الشلال ببلدية مسلمون أعدادا أخرى من العائلات الفارة من حرارة الموسم و كذلك الأمر بالنسبة لأعالي بلدية الأرهاط بغرب الولاية و هي المنطقة التي تقصدها العائلات لغرض الراحة من جهة و جني ثمار الأشجار من جهة أخرى في خرجات سياحية رائعة هي الأقل تكلفة على الإطلاق بشهادة أبناء المنطقة .