أجواء عائلية تميز سهرات العاصميين الذين جعلوا من ليلهم نهارا، فلا نوم قبل بزوغ الفجر، صور حية عكست مدى الأمن والاستقرار الذي تشهده الجزائر بفضل المخططات الأمنية المحكمة التي سطّرتها مصالح الأمن بمختلف تشكيلاتها فحركة نشيطة غير عادية، وطوابير غير منتهية من السيارات بكل من سيدي فرج، سطوالي، و زرالدة....، في حين يفضل آخرون الشريط الساحلي للاستجمام والراحة ، أجواء رائعة وقفت عليها “الشعب” عبر عدد من بلديات العاصمة وللجزائر طعم خاص حيث تجمع بين العبادة والمتعة والترفيه.
تمتد سهرات معظم بلديات غرب العاصمة إلى ساعات متأخرة لتقارب الثالثة صباحا أي أقل من ساعة عن موعد الإمساك حيث تعيش أجواء عائلية تستمتع فيها بمختلف المأكولات والمشروبات والمثلجات وكذا تقوم بالتجول والتنقل بين مختلف المحلات من أجل اقتناء ثياب العيد.
وفي هذا السياق أكد لنا عدد من المواطنين ممن كان لنا حديث معهم أنهم يتنقلون من أجل الترويح عن النفس من جهة واقتناء مستلزماتهم بما فيها اختيار كسوة العيد للأطفال بعيدا عن حرقة الشمس حيث يفضلون اقتنائها ليلا في جو بارد.
وقد لمسنا خلال جولتنا ارتياحا كبيرا من طرف العائلات الجزائرية التي أكدت نجاح المخططات الأمنية سواء تعلق الأمر بمخطط دالفين الخاص بسلك الدرك الوطني أو المخطط الأزرق الخاص بمصالح الشرطة هذه الأخيرة التي عرفت نجاحا كبيرا بفضل التسيير المحكم، حيث تمكنت من تضييق الخناق على اللصوص والمنحرفين ما سمح للعائلات بالاستمتاع بلحظات مريحة بعيدة عن كل مظاهر الاعتداءات والسرقات التي كانت تسجل بكثرة خلال السنوات الفارطة، وذلك بفضل مراكز المراقبة التي تضمن مداومة أعوان الدرك والشرطة على مدار 24/24ساعة.
ورغم قصر ليل هذا الشهر الفضيل الذي تزامن وفصل الصيف، إلا أن ذلك لم يمنح الجزائريين التخلي عن ولعهم بالسهر، إما بحضور الحفلات والتجول عبر شوارع العاصمة أو تناول المثلجات حتى يحين وقت السحور وحتى هناك من يحبذ التبضع ليلا وساعد تزامن الشهر الفضيل وعطلة الصيف في إحياء العائلات للسهرات والاستفادة من ساعات الليل.
بدأت جولتنا من مدينة سطوالي هذه الأخيرة الواقعة غرب العاصمة والتي باتت اليوم وجهة للترفيه وتناول المثلجات وقد فوجئنا بشوارعها التي كانت تعج بالعائلات التي قصدتها من أجل التمتع والسهر هذه الأخيرة حيث لا يختلف اثنان حول الحركية النشيطة وغير العادية التي تعرفها بلدية عين البنيان إذ يعد ميناء الجميلة الواقع بها مقصد الكثير من العائلات العاصمية من كل جهة للاستمتاع بالشاي الصحراوي بالقرب من البحر، كما وجد الشباب ضالتهم في ظل مختلف المرافق الترفيهية المتواجدة على مستواه.
ومن يتحدث عن السهرات غرب العاصمة لا يمكن أن يتناسى الحديث عن سيدي فرج خلال هذا الشهر وما تعرفه من حركية منقطعة النظير حيث تستقطب العديد من العائلات الراغبة في قضاء أوقات ممتعة بعد يوم كامل من الصيام حيث تجلب العائلات أطفالها للاستمتاع.
والحديث عن سهرات سيدي فرج يقودنا بالضرورة للحديث عن الحفلات التي يحتضنها مسرح الهواء الطلق “الكازيف”، والذي يستقبل فضاءه على مدار الشهر الكريم نخبة من ألمع نجوم الفن من داخل الجزائر وخارجها، حيث يسهرون على إحياء سهرات رمضان وإطراب العائلات الجزائرية التي تتوافد لا سيما بعد صلاة التراويح إلى هذا الفضاء للترفيه عن النفس وقضاء وقت ممتع بعد مشقة الصيام، حيث ارتأى الديوان الوطني للثقافة والإعلام أن يبرمج مختلف الطبوع الفنية، من الأغنية القبائلية إلى الأغنية السطايفية والشاوية تلبية لجميع الأذواق.