تستمر عملية تفريغ بذور البطاطا للزراعة ما بعد الموسمية بمؤسسات إنتاج وتكثير البذور بسكيكدة، والتي وجّهت إلى فلاحي الولاية، والعديد من ولايات الوطن على غرار ولايات، باتنة، ميلة، الجلفة، الوادي، المنيعة وغرداية.
تجري العملية تحت المراقبة التقنية للفرقة المختلطة المتكونة من ممثلي المركز الوطني لمراقبة البذور والشتائل وتصديقها، الديوان الوطني للخضر واللحوم، مفتشية الصحة النباتية، والقسم الفرعي الفلاحي
أرسلت ولاية سكيكدة الشحنات الأولى من بذور البطاطا لفلاحي ولاية وادي سوف، لإنقاد موسمها الفلاحي، فيما يتعلق بالزراعة المتأخرة للبطاطا، وقدّرت الشحنة الأولى المرسلة، بأكثر من 2500 قنطار من بذور البطاطا، ذات النوعية العالية الجودة، ومطابقة لكل المعايير والمقاييس، والمواصفات المطلوبة، حسب تصريح رابح مسيخ، إطار بمديرية المصالح الفلاحية لـ «الشعب».
أشار ذات المتحدث، إلى أن العملية جاءت بمشاركة 11 مؤسسة فلاحية، من بين 15 مؤسسة، معتمدة وتنشط بالولاية، في مجال تكثيف البذور.
وأضاف ذات المسؤول، أن هذه الأخيرة جاءت استجابة لطلب الوزارة الوصية، من فلاحي شعبة البطاطا بسكيكدة، ومنتجي البذور على الخصوص، تحسبا لأي اختلالات قد تحدث في سوق البطاطا خلال شهري نوفمبر وديسمبر، حيث رافقت «الشعب» عملية شحن البذور من مقر مؤسسة بولمناجل ببلدية الحروش، وهي من بين المؤسسات التي ساهمت في هذه المبادرة.
وشرعت خلال الأيام الأخيرة، اللجنة التقنية المختلطة لمعاينة عملية تفريغ بذور البطاطا الموسمية الموجهة لزراعة بطاطا الاستهلاك ما بعد الموسمية بولاية سكيكدة، وفي هذا الإطار تم توجيه أطنان من بذور البطاطا المفرغة، إلى حقول الفلاحين بولايتي باتنة وميلة من أجل الشروع في غراستها.
وأوضح مسيخ، أن ولاية سكيكدة من بين الولايات القليلة التي تنتج البطاطا على ثلاثة مراحل في السنة، البطاطا المتأخرة، المبكرة والموسمية، وتخصص لهذه الشعبة الفلاحية، مساحة تتجاوز 16 ألف هكتار، بتحقيق محصول سنوي يتجاوز مليون قنطار من البطاطا. وأضاف ذات المسؤول، أن قدرات الحفظ والتبريد، تتواجد بكل المؤسسات المعتمدة، والتي عددها 15 مؤسسة، على تراب الولاية، بقدر استيعاب كلية تتجاوز 200 ألف متر مكعب.
نجاح برنامج إنتاج بذور الجيلين 1 و2
عرف برنامج إنتاج البطاطا المحلية بسكيكدة نجاحا كبيرا هذا الموسم، حسب ذات المصدر، خاصة وأنها المرة الأولى التي يتم فيها انتاج بذور الجيل 1 والجيل 2 بالجزائر، تمهيدا للقضاء على استيراد بذور البطاطا من الجيل SE وهي البذور التي اعتادت الجزائر على استيرادها.
واستطاعت الجزائر هذه السنة، حسب نفس المصدر، وعن طريق مؤسسات انتاج البذور تقليص فاتورة الاستيراد الى النصف، وتطمح الجزائر وعن طريق هذا البرنامج القضاء على استيراد البذور وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال البذور.
والبرنامج المجسد في العديد من الولايات عرف نجاحا كبيرا، وفي ولاية سكيكدة المعروفة بالريادة في إنتاج بذور البطاطا، فاق الإنتاج 500 قنطار في الهكتار، وقدرت مساحة برنامج البذور في الولاية 1700 هكتار، وأول مرة يتم الشروع في انتاج البذور من الجيلين 1 و2 بسكيكدة، بالإضافة الى برنامج إنتاج بذور الجيل SE وE..
وأصبحت سكيكدة في السنوات الأخيرة تشتهر بإنتاج بذور البطاطا، حيث توجد بها 15 مؤسسة متخصصة في إنتاج بذور البطاطا، وإنتاج البطاطا بنوعيها البيضاء والحمراء الموجهة للاستهلاك، وزراعة البطاطا بالولاية ممركزة في بلديات الحروش وصالح بوالشعور ورمضان جمال وتمالوس وكذا بن عزوز، وتزود العديد من الولايات ببذور البطاطا من بينها كل ولايات شرق وجنوب البلاد وحتى ولايات من الغرب الجزائري.
وتتوزّع هذه الأخيرة حسبما أكده لـ «الشعب»، مسيخ رابح ، في أكبر المناطق والقطاعات الفلاحية المتمركزة في الجهة الجنوبية، وعلى وجه الخصوص دائرة الحروش ولجودة شتائل بذور البطاطا بمدينة سكيكدة جعل الإقبال عليها واسعا من مختلف مناطق الوطن.
وتتمّ زراعة البطاطا في ولاية سكيكدة ـ حسب ذات المسؤول - داخل مساحات صغيرة الحجم وفي رقعات جغرافية محدودة، وهو ما يعيق إمكانية الانتقال بالولاية إلى مرتبة كبيرة جدا قد تؤدي بها إلى مرتبة حقيقية من التصدير الخارجي لهذه المادة الحيوية، والأمر يتعلق بمشاكل العقار الفلاحي التابع للدولة والمجموعات الفلاحية، فيما لا يملك المزارعون الخواص العاملون في ميدان الإنتاج المساحات الكافية.
إنتاج «الهريسة» بالوحدات التّحويلية
من جهة أخرى، تستمر عملية تحويل الفلفل الاحمر على مستوى وحدات التحويل لولاية سكيكدة بوتيرة جيدة، حيث قام ممثل المصالح الفلاحية، ورئيس الغرفة الفلاحية، بزيارة أحد أهم الوحدات المختصة في تحويل الفلفل الأحمر الى الهروس، وكذلك تحويل الفلفل الأخضر الى الحميص.
وتقدر سعة وحدة قرين قريل الإنتاجية، المتواجدة بالمنطقة الصناعية بومعيزة على مستوى دائرة بن عزوز، بـ 7 طن في الساعة أي ما يعادل 200 علبة، سعة 370 غرام في الدقيقة، والعملية تسير في ظروف جيدة، والتي تستمر حتى نهاية شهر ديسمبر من السنة الجارية.
وكان للوحدات التحويلية الفضل في تشجيع هذه الزراعة، بالإضافة الى السياسة التشجيعية التي اتبعتها هذه الأخيرة، مع تحديدها للسعر الاقتناء وإمضاء العقود مع الفلاحين قبل بداية الموسم، وهو الأمر الذي يضع الفلاحين في أريحية.
وسيعطي هذا الوضع دافعا أكثر لهذه الزراعة، لاسيما وأن الصناعة التحويلية الغذائية من أهم الحلقات في القطاع الفلاحي والاقتصادي، بحكم الدور الذي تلعبه في ضبط الأسواق وتحويل الفائض من الإنتاج الفلاحي.