تتواصل بولاية بومرداس التحضيرات لتنظيم امتحانات نهاية السنة للأطوار التعليمية الثلاثة لقطاع التربية، التي ستختم موسم دراسي استثنائي بدا قصيرا من حيث الحجم الساعي وعدد الدروس التي تلقاها التلاميذ، وهي التخوّفات التي تشغل بال الأسرة التربوية وحتى الأولياء من انعكاس ذلك على النتائج الدراسية ونسبة النجاح المنتظرة هذا الموسم، إلى جانب حالة الاضطراب والإضرابات التي أكلت أيضا جزء من البرنامج.
أحصت مديرية التربية لبومرداس 24341 تلميذ سيجتاز امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي المنتظرة، يوم 2 جوان، موزعين عبر 328 مركز، حيث سبق الموعد تنظيم عدة لقاءات بين مدير التربية ورؤساء المراكز والمؤطرين لضبط التحضيرات المادية والبشرية كان آخرها اللقاء الذي أشرف عليه والي الولاية لتقييم العملية وعرض مشاكل الطور وانشغالات الأسرة التربوية والإدارية.
وأمام تشديد إجراءات البروتوكول الصحي والصعوبات التي تواجهها المدارس الابتدائية من حيث نقص الإمكانيات ووسائل العمل المطلوبة لإدارة وإنجاح موعد مصيري في مسيرة التلاميذ المقبلين على الامتحان، يتخوّف الكثير من تراجع نسبة النجاح اعتمادا على النتائج المحققة في الموسم الدراسي، بالأخص بمدارس مناطق الظل التي تبقى تشهد نقائص عديدة وتأخر تجسيد عمليات التهيئة، المطاعم وأقسام التوسعة لمواجهة ظاهرة الاكتظاظ، في وقت ينشغل منتخبون بأطوار الحملة الانتخابية كمرشحين في القوائم الحرة على حساب اهتمامات التلاميذ ورؤساء المراكز.
هذه الوضعية التي تراكمت مع السنين، دفعت الأساتذة والإداريين إلى تنظيم إضرابات ووقفات احتجاجية متكررة، طيلة الموسم الدراسي، للمطالبة بتحسين الظروف المهنية والاجتماعية وتوفير وسائل العمل الإدارية والبيداغوجية بمؤسسات الطور الابتدائي، ينتظر مثلما كشفت عنه وزارة التربية الوطنية تدعيم الطور برتبة جديدة على غرار طوري المتوسط والثانوي تتعلق بفتح مناصب مشرف تربية استجابة لطلب المعلمين الذين رفضوا صراحة أداء مهام من غير صلاحياتهم التربوية منها حراسة التلاميذ في الساحة وداخل المطعم، ومساعدة المسيرين الإداريين على أداء مهامهم بعد تفريغ المؤسسات التعليمية من عمال عقود ما قبل التشغيل الذين أدمجوا في مناصب أغلبها خارج قطاع التربية أو خارج المؤسسة الأصلية، مثلما رصدته «الشعب» لدى عدد من الشباب المستفيد من العملية.
63 منصب مدير لتأطير المدارس الشاغرة
خصصت وزارة التربية الوطنية 63 منصبا ماليا لفائدة ولاية بومرداس في اطار مسابقة مديري الطور الابتدائي المنتظرة، شهر جويلية القادم، لمواجهة العجز المسجل في الميدان، حيث لا تزال عشرات المدارس بالقرى والمناطق النائية بدون مدير وتسير بالتفويض أو عن طريق التكليف بحجة قلة عدد التلاميذ، مقابل حقيقة أخرى غير الموقع الجغرافي تتعلق بعزوف الأساتذة الذين تتوفر فيهم الشروط المطلوبة كالتجربة ورتبة أستاذ رئيسي من المشاركة في المسابقة بسبب الصعوبات والظروف المهنية والاجتماعية التي يتخبط فيها مسيرو المدارس الابتدائية الذين وقعوا بين سندان أزمة الإمكانيات وتخلي البلديات ومطرقة المديرية في تحقيق نتائج ايجابية، لكن بلا تحفيزات بعد حرمانهم من منحة التسيير، التوثيق وغيرها من الحقوق الأخرى، مثلما تطالب بها نقابة القطاع في مطالبها المرفوعة.