أصحاب الشهادات الجامعية لا يعثرون على مناصب في مستواهم

يواجه الشباب البطال  بولاية بجاية مشكلة حادة  في الحصول على منصب عمل، سيما أصحاب المؤهلات العلمية، بسبب تراجع سوق العمل وعجز وكالات التشغيل عن توفير وظائف ملائمة لهؤلاء، وهو ما فرض عليهم الدخول في رحلة بحث عن أي وظيفة ولو لم تكن وفق طموحاتهم وشهادتهم العلمية، من خلال قبول وظائف صعبة  لا تتناسب في كثير من الأحيان مع مستواهم التعليمي، وتتحول يوميات الباحث عن منصب شغل في هذه الولاية الساحلية إلى معاناة، فبالرغم من أنها تتوفر على إمكانيات ضخمة في كل المجالات الصناعية، السياحية، الخدمات،  كما أنها تتوفر على مصانع ومؤسسات يمكنها أن تكون الرائدة وطنيا في الحد من نسبة البطالة، إلاّ أن الأوضاع التي آل إليها سوق العمل ببجاية، والبيروقراطية في توزيع المناصب أدى إلى ارتفاع رهيب في معدل البطالة، ما دفع إلى تفشي وظهور سوق العمل الموازي، فالباحث عن العمل بهذه الولاية الغنية يعاني من عدة متاعب حقيقية بسبب عدم وجود مصدر رزق دائم، ونظرا لتدهور أوضاع المعيشة لدى الكثير منهم، يضطرون إلى قبول العمل الموازي عند بعض الخواص في ورشات البناء أو العمل كباعة في المحلات التجارية، أو كنوادل في المقاهي والمطاعم، أو العمل في وسائل النقل الخاصة كسواق أو قباض، وغيرها.
وتشير آخر الإحصائيات المقدمة من طرف وكالة العمل والتشغيل لولاية بجاية، أنه تم تسجيل 54265 طلبا للتوظيف خلال سنة 2013 منها 12379 طلبا متاحا.
فمن بين 54265 باحث عن العمل عبر كامل تراب الولاية، فقط 10000 منهم استطاعوا الحصول على وظائف دائمة، منهم 1254 تحصلوا على وظيفة في القطاع العام، و 8611 منصب عمل في القطاع الخاص المحلي، و135 شخص تم تشغيلهم من قبل الشركات الخاصة الأجنبية العاملة في ولاية بجاية.وأشارت الإحصائيات أن الصندوق الوطني للتأمين على البطالة، قد استطاع خلال سنة 2013 أن ينشئ 1319 وظيفة فقط، منها 22 وظيفة في الصناعة الحرفية ، 127 وظيفة في قطاع الصناعة، 941 في قطاع الخدمات، بالإضافة إلى 164 مقاولا في التشييد والبناء، و 65 مزارعا الذين تمكنوا من الحصول على قروض مصغّرة  لإنجاز حوالي 764 مشروعا في قطاع الفلاحة.
كما أشار التقرير إلى نجاح وكالة دعم وتشغيل الشباب أونساج، في دعم إنجاز حوالي 4096 مشروعا خاصا في مختلف القطاعات، وتحقيق 7731 منصب عمل دائم، أما الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر أونجام، فقد تمكنت خلال سنة 2013، من دعم إنشاء3137 مشروعا مصغرا وتوفير 4706 منصب عمل دائم.  بعيد عن الأرقام والتقارير الرسمية التي تشير إلى تراجع نسبة البطالة في ولاية بجاية، يبقى الواقع مختلفا تماما، بالنظر إلى وجود الآلاف من خريجي الجامعات الذين هم دون الـ 30 عاما، المختصون من جهتهم يحذرون من إمكانية تزايد نسبة البطالة بالولاية خلال السنوات القادمة، وهو ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة قد تصل إلى حالة من الاحتقان الاجتماعي الذي قد يؤدي إلى الانفجار الشعبي وللتصدي لهذا الوضع تبقى الإدارة المحلية مطالبة بالتحرك من أجل إيجاد حلول دائمة لمشكل البطالة في الولاية، و اتخاذ إجراءات ملموسة منها الإسراع في إنجاز ما تبقى من المحلات التجارية الموجهة للشباب، والتي بقيت عالقة رغم صرف أموال طائلة عليها.